kayhan.ir

رمز الخبر: 54994
تأريخ النشر : 2017April08 - 22:09

عامان من الحرب على اليمن وجنون آل سعود يستعر


* بثينة جميل العنزي

كشفت إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية أن عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بلغ 32.749 ما بين شهيد وجريح، بينهم 5110 أطفال و4000 أمرأة، قبل أن تدشن الحرب الضروس الظالمة عامها الثالث؛ فيما تم تدمير 403,039 منزلاً و880 مركزاً تعليمياً، و26 منشأة إعلامية و715 مسجداً، فضلاً عن تدمير كافة البنى التحتية لهذا البلد الفقير ليعاني الملايين من أبنائه المجاعة وتفشي الأمراض مثل الكوليرا جراء استهداف وتدمير مئات المراكز الصحية وحصار يمنع دخول المساعدات الانسانية الغذائية منها والأدوية.

مراقبون وخبراء يؤكدون أنه رغم العتاد الكبير الذي استخدم طيلة العامين الماضيين والذي فاق ما أستخدمته قوات التحالف الأمريكي في حربها على العراق عام 2003 باضعاف؛ إلا أن الفشل العسكري الميداني والسياسي يلاحق آل سعود بملكهم المخرف ووزير دفاعهم الأرعن - حسب وصف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في حديثه مع قناة فوكس نيوز منتصف مايو/آيار 2015 والعدوان في بدايته بقوله "أخطأنا بترك السعودية بجيشها الضعيف ووزير دفاع لايفقه معنى كلمة الحرب أن تهاجم اليمن وكان علينا أن لا نصدق وعودهم فقد أكد لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لن تستمر 10 ايام .. النتيجة كارثية فبعد 41 يوماً سمعنا صراخ حلفائنا السعوديين يطلبون النجدة رغم دعمنا اللوجستي الكبير لهم".

قبل يومين نشر موقع "سالون” الأمريكي، مقالا بقلم ستيفن ايكوك، كبير خبراء مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية الامريكية، اكد فيه ان "السعودية فشلت في حربها باليمن، رغم انفاقها حوالي 200 مليار دولار في الحرب خلال الأشهر الأخيرة"؛ فيما «فورين بوليسي» الأمريكية كانت قد نشرت وبعد ستة أشهر من العدوان تقريراً قالت فيه أن خسائر السعودية تجاوزت «725 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب»، واحصائيات الاستخبارات الغربية تؤكد أن حجم خسائر السعودية تجاوزت 1500 مليار دولار؛ كما انها فقدت عشرات الآلاف من أفرادها والقوات المتحالفة معها بين قتيل وجريح بينهم عشرات الطيارين وكبار الضباط وقائد سلاح الجو "الفريق محمد الشعلان" وقائد الوحدة الصاروخية، وفق موقع "ديفينس وان” التحليلي المعني بالشؤون الأمنية؛ وكذا قنص 120 عسكريا سعوديا خلال الاشهر الثلاثة الماضية في جبهات نجران وجيزان وعسير .

النظام السعودي فقد مكانته اقليمياً وعربياً واسلامياً، وحلفاؤه الغربيون يدعونه السعي للخروج من مستنقع اليمن بأقل الخسائر بحواره مع ايران، فجاءت زيارة وزير الخارجية الجبير الى بغداد بشكل مفاجئ دون مؤشرات سابقة على وجود مساع للتقارب بين البلدين، في هذا الاطار ووزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري يكشف عن مساعي بغداد لحلحلة الأمور بين الرياض وطهران .

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال في حديثه مع الميادين "إنّ السعودية اقتنعت بضرورة إنهاء الحرب في اليمن، وأنّه قد يحدث هذا قريباً.. وبغداد مستعدة للوساطة بين الرياض وطهران"؛ بعد لقائه سلمان على هامش القمة العربية الـ28 في الاردن الأسبوع الماضي.

مراقبون يقولون أن النظام السعودي بلغ في إجرامه ضد اليمن حد الجنون - الكاتب والمؤرخ البريطاني الشهير "مارك كرتيس”- ولا يرون مؤشراً بقبول النصح الذي قدمه "باول" قبل عامين لسلمان ونجله «بالكف عن المهاترات مع ايران»، ما يعني أن حل العقدة اليمنية بيد طهران كما هو الحال في سوريا العراق .