kayhan.ir

رمز الخبر: 54961
تأريخ النشر : 2017April08 - 21:32

دلائل حسّية مهّدت العدوان على سوريا..


هل بدأ يلوح في الافق، دخول لبنان في دائرة العمليات العسكرية الاميركية، بعد التهديد والوعيد المباشر، وغير المباشر لحزب الله، وهذه رغبة سعودية، وفق مصادر سياسية مطلعة، وبعد ان اصبح حزب الله رأس حربة في ضرب الارهاب التكفيري في المنطقة؟ ام ان الضربة الاميركية سوف تتخذها ادارة الرئيس دونالد ترامب جسر عبور للالتفاف الذي ستجريه من خلال الازمة السورية، ولكي تقول لحلفائها من الدول العربية انها قامت بما يجب ان تقوم به، من خلال ارساء معادلة وهمية مقابل استخدام اسلحة كيماوية.

وهذه الضربة تضيف المصادر، لا تلغي ما قاله ترامب للرئيس الروسي، والرئيس الصيني، وعبرهما للايراني والسوري، بأن اولوية الادارة الاميركية هي مواجهة الارهاب التكفيري، وللرئيس الاسد دور اساسي في الحرب على الارهاب.

ويشير بعض المحللين العسكريين بان الضربة العسكرية الاميركية التي نفذتها بوارج بحرية تتمركز في البحر الابيض المتوسط صباح يوم امس الجمعة، هي ضربة شكلية، خصوصاً بعد ما تم الابلاغ عنها قبل حصولها بـ12 ساعة لروسيا التي ابلغت بدورها كل من طهران ودمشق وحزب الله.

بعض المصادر القريبة من المقاومة اكدت بان محور المقاومة على جهوزية عالية استعداداً لاي تطور قد يحصل على الساحة السورية، وهذه الاستعدادات وصلت اصداؤها الى كل من يعنيهم الامر في المحور المعادي.

وبالتالي وبمنطق مصادر متابعة للضربة، ان اميركا لا ترغب وليس من مصلحتها ارضاء عرب الخليج ( الفارسي ) وبعض الدول المتأسلمة على حساب علاقتها مع روسيا ومصالحها في المنطقة وتعريض الكيان الصهيوني لمخاطر في وقت يشهد فيه المجتمع الاسرائيلي قلقاً كبيراً بسبب تعاظم قوة حزب الله في المنطقة.

واشارت المصادر بأن الضربة الاميركية لقاعدة جوية سورية، قرارها متخذ منذ وقت سبق انعقاد القمة العربية الاخيرة، وكانت تحتاج فقط لذريعة افتعلتها الادارة الاميركية عبر ادواتها الارهابيين في خان شيخون، وما يؤكد هذه الفرضية مجموعة دلائل حسية وواقعية.

1- بعد انتهاء اعمال القمة العربية على شواطئ البحر الميت وقبل توجه الملك عبد الله الثاني الى الولايات المتحدة الاميركية كانت زيارة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الى عمان والرياض، دون اعلان مسبق للزيارة.

2- مسرحية التكفيريين في خان شيخون.

3- قادة الكرد توافقوا على اجراء استفتاء بهدف الانفصال.

4- استقبال الرئيس الاميركي لعدد من الرؤساء العرب

5- قيادة الاركان الصهيونية تنهي الخبر الاخير من مناوراتها العسكرية.

6- اردوغان يتوعد بمراحل اضافية من درع فراته في سوريا والعراق

عناوين هذه الاحداث اختارت المصادر السياسية اثنين منهما نظراً لاهميتها:

- المناورات الصهيو - اميركية، حيث قال الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي افيخاي ادرعي ان وحدة الكوماندوز البحرية (13) انهت مناورات بحرية مشتركة مع قوات البحرية الاسرائيلية المعروفة باسم شابطيت الاميركية على سواحل البحر الابيض المتوسط، وحاكت هذه المناورات تنفيذ غارات جوية وعمليات انزال في عرض البحر المتوسط، وقال ادرعي ان الهدف من المناورات هو بناء القدرات القتالية للقوات الخاصة التابعة للجيش الاسرائيلي، وتعزيز التعاون المشترك ونقل المعلومات بين الاساطيل والجيوش الموازية، وكلام ادرعي يجب ان يؤخذ بكثير من الاهتمام والدقة وسألت المصادر عن ماهية هذه الجيوش الموازية.

- مسرحية خان شيخون: قبل ان تنقشع سحب دخان الغاز السام وظهور نتائج القصف سارعت الماكينة الاعلامية للتكفيريين وداعميهم ببث الاخبار والتحذيرات من الغازات السامة، وعلى الفور تلقفت وسائل الاعلام الغربية والعالمية وبدأت حفلة التباكي، وهب قادة العالم لادانة النظام السوري بعد ان اتهمته بارتكاب هذا العمل، وطالبت بازاحة الرئيس الاسد فيما وسائل اعلام محور المقاومة نفت نفياً قاطعاً مسؤولية النظام السوري بارتكاب الجريمة التي وقعت في خان شيخون.

وتتابع المصادر السياسية ان المهم من هذه المسرحية ايصال فصولها واحداثها الى مجلس الامن، حيث فشل في توجه الاتهام المباشر للنظام السوري واوكل الامر الى لجنة تقصي الحقائق، وهذا ما اغضب الولايات المتحدة، واعلنت مندوبتها في مجلس الامن بان واشنطن سوف تتخذ اجراءات منفردة، فكانت الضربة الاميركية.

ولكن ولكي تكون الامور اكثر دقة لا بد من متابعة زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى الولايات المتحدة الاميركية تضيف المصادر ونتائجها من خلال ما قاله الرئيس الاميركي، بعد استقبال الملك عبد الله لرئيسة وزراء بريطانيا والاطلاع منها على برنامج زيارتها واهدافها، حمل الملك الملفات السرية للقمة العربية، وتوجه الى واشنطن للقاء الرئيس ترامب، وقبل ركوبه الطائرة ادلى بتصريح قال فيه: يجب ان نتحرك بقوة لمواجهة خوارج العصر. وبعد انتهاء زيارة الملك عبد الله لواشنطن خرج الرئيس الاميركي وقال: «ان الاعمال المشينة للنظام السوري لا يمكن القبول بها، وهذا اتهام رسمي قبل ابراز الادلة التي تدين النظام السوري». وتابع ترامب «لن ابوح بتوجهاتنا العسكرية المقبلة ولن اقول اكثر من ذلك ولست اسيراً لسيناريو معين اتمتع بمرونة كافية للتعامل مع الهجوم الكيمائي في سوريا، وان العاهل الاردني رجل شجاع ويقف في صدارة الحرب على الارهاب. وهذا اقرار بدور الاردن، المستقبلي، وبعد سؤاله عن حزب الله اجاب ترامب سترون ما سنفعله قريباً».

وابدت المصادر خشيتها من ان التحرك المرتقب للرئيس الاميركي تحت عنوان مواجهة «داعش» للاعتداء على ايران وحلفائها في سوريا والعراق ولبنان، لان الحلف العسكري اصبح متكاملاً وجاهزاً.

القوات الدولية تتولى الضربات الجوية وقوات عربية واخرى متأسلمة، تتولى العمليات البرية بقيادة الاردن لكن ليس كل ما يخطط له الاميركي والاسرائيلي فهو محكوم بالنجاح فحرب تموز مازالت ماثلة امام الجميع.

خالد عرار