kayhan.ir

رمز الخبر: 54904
تأريخ النشر : 2017April07 - 20:59

ترامب المضطرب ينعش الارهاب بالتنفس الاصطناعي


ان تستهدف اميركا في الساعات الاولى من فجر يوم الجمعة قاعدة الشعيرات الجوية التي تعد من اهم القواعد الجوية في سورية بـ 59 صاروخا تطلق من احدى قطعها البحرية في المتوسط مدان ومرفوض جملة وتفصيلا حيث يعتبر عدوانا سافرا في كل المقاييس والاعراف الدولية لانه انتهاك صارخ وغير مبرر لدولة مستقلة ذات سيادة وهذا ما يضع اميركا في خانتها الحقيقية بانها تمثل الارهاب الحكومي والمعتدية دائما على الدول التي لا تتماشى مع سياستها والاهم من كل ذلك شكلت فضيحة مدوية ومن العيار الثقيل لسياسة ترامب المتذبذبة والجنونية ولفريقه المهووس والتي لا تخضع للقوانين والمعايير المتعارف عليها دوليا. فقد اعلنت هذه الادارة وقبل 48 ساعة من هذه الضربة الصاروخية ان اولويتها محاربة داعش وان مصير الرئيس الاسد متروك للشعب السوري واذا بها تفاجئ العالم بهذه الاستدارة العريضة حيث اثبتت عمليا بانها تدعم "داعش" و"النصرة" المحتضرتين وان هذه الضربة المعقدة التي تحتاج الى فترة للاعداد لها وكما قالت زاخاروفا الناطقة الرسمية للكرملين بانها كانت معدة من قبل وليس لها علاقة بحادثة خان شيخون كما زعم ترامب وادارته بانه تأثر بضحايا الحادثة وهذه نكتة سخيفة تضحك ابسط الناس لان اميركا هي آخر من يحق لها ان تتحدث باسم الابرياء والبشرية لملفها الاجرامي الضخم سواء في فيتنام او افغانستان او العراق او وقوفها الاعمى خلف مجازر الصهاينة بحق اطفال غزة او دعمها للسعودية بما يحدث اليوم من مجازر مستمرة تذبح فيها الطفولة اليمنية على مدار الساعة.

قرار ترامب بتوجيه ضربة لاحدى القواعد السورية المهمة والفاعلة لمحاربة داعش والنصرة صدم حتى دول الاتحاد الاوروبي المتآلفة معه في اكثر المواقع لانها خطوة مفضوحة تعري ترامب ومن يقف معه بشكل كامل، فكان عليه توجيه ضربة لمعاقل الارهابيين بدلا من ذلك لانه كان يتحدث على مدار الساعة سواء في حملته الانتخابية وحتى بعد انتخابه بانه سيحارب داعش فاذا به يصطف فجأة الى جانبها لينقذها من الاحتضار.

ان رجل متقلب كترامب والذي لا يخضع لاية معايير اخلاقية او مواقف سياسية ثابتة او منضبطة سيكلف الولايات المتحدة استحقاقات كبيرة عليها ان تدفع فواتيرها وهذا ما حذر منه الكونغرس حيث يعمل بقانون الغاب في اعدام الشخص ومن ثم تقديمه للمحاكمة وهو يقدم على ذلك مع سبق الاصرار لانه لو تمهل قليلا واستمع لنصائح موسكو بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في الحادث، لما توفرت الظروف له بابراز عضلاته بانه يقود الصقور ويريد رد الهيبة المفقودة الى بلاده مع ان الجميع يدرك جيدا بان الضربة الصاروخية رد محدود وبأقل التكاليف وان عدم التصدي لها يرجع الى ان هذه الصواريخ تسير في مستوى منخفض لا تستطيع الرادارات من كشفها.

لكن غاب عن ذهن الرئيس ترامب المراهق في السياسة وفريقه الارعن الذي هو الاخر لا يجيد اللعبة السياسية كم هي الحماقة التي ارتكبوها وما هي مضاعفات ذلك عليهم وعلى بلادهم.

ومن المؤكد ان طهران وموسكو لن تسكتا امام هذا العدوان الغاشم وانها في طور معالجة الموضوع الا ان الرد الروسي مخيبا للادارة الاميركية حيث سارعت موسكو بوقف التنسيق مع اميركا في الاجواء السورية. وارسلت احدى قطعها الحاملة للصواريخ الى الموانئ السورية، اضافة الى انها ستعزز القدرة الدفاعية الجوية السورية لمواجهة مثل هذه الاعتداءات واخيرا دعت مجلس الامن الدولي لتشكيل جلسة لمناقشة العدوان الاميركي السافر على سوريا وقد تتطور الامور لاتخاذ مواقف اكثر جدية وصرامة لوقف مثل هذه التجاوزات.

والاهم من كل ذلك ان سوريا المقاومة عودت العالم بانها تستوعب مثل هذه الضربات التي تتعامل معها لاحقا وباتت اليوم اكثر اصرارا وايمانا على محور الارهاب من اراضيها وافشال المشروع الاميركي الصهيوني الرجعي.