الصحف الأجنبية: ترامب يلوح بالتحرك الأحادي الاميركي ضد كوريا الشمالية
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتحرك ضد كوريا الشمالية على خلفية برنامجها النووي، وذلك عشية زيارة الرئيس الصيني الولايات المتحدة.
كما كشف صحفيون أميركيون أن زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" (الذي يعد من أهم مستشاري ترامب) يعمل على تحسين العلاقات بين بكين وواشنطن. من جهة أخرى، شنت شخصيات بارزة في معسكر المحافظين الجدد حملة شرسة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تزامناً مع زيارته واشنطن.
* المحافظون الجدد يشنون حملة على السيسي
وفي التفاصيل، كتب الباحثان "Robert Kagan" (وهو من كبار منظري تيار المحافظين الجدد) و"Michele Dunne" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تطرقا فيها الى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى واشنطن ولقائه نظيره الاميركي دونالد ترامب الاثنين.
وقال الكاتبان إن السيسي ليس حليفاً اساسياً لواشنطن في محاربة الارهاب وما أسمياه "التطرف الاسلامي الراديكالي"، وكذلك ليس داعماً للمساعي الاميركية الهادفة الى "جلب السلام والاستقرار الى المنطقة"، حسب تعبيرهما.
كذلك اتهم الكاتبان السيسي بممارسة "القمع الوحشي" وتحويل مصر الى ساحة "لانتاج التطرف الدموي"، وأضافا بأن الاعمال الارهابية في مصر ازدادت في عهده الذي بدأ عام 2013. أما على صعيد المنطقة فأشارا الى أن السيسي "يدعم نظام بشار الاسد في سوريا" و أيدا "التواجد العسكري الروسي المتنامي في الشرق الاوسط".
كما تابع الكاتبان بأن السيسي لا يمارس القمع فقط ضد من أسموهما "الاسلاميين" بل ايضاً ضد العلمانيين، من منظمات حقوقية الى منظمات شبابية. وقالا كذلك ان السيسي لم يتخذ الخطوات الضرورية على الصعيد الاقتصادي مثل التشجيع على خلق الوظائف في القطاع الخاص.
وعليه دعا الكاتبان ترامب الى ممارسة الضغط على السيسي والى طرح "أسئلة صعبة" عمّا تحصل عليه الولايات المتحدة في مقابل مبلغ 77 مليار دولار انفقته كمساعدات لمصر. كما دعيا ترامب الى الضغط على السيسي كي يغير الاخير "تكتيكاته" في مجال محاربة الارهاب ويجعلها "أكثر فاعلية وأقل قمعاً"، وكي يخلق الوظائف للشباب بدلاً من دعم المشاريع والشركات التابعة لمؤسسة الجيش المصري. ودعيا الرئيس الاميركي ايضاً الى مطالبة السيسي بدعم الولايات المتحدة في الملف السوري وملفات اقليمية أخرى.
نائب مدير صفحة التحرير بصحيفة "واشنطن بوست" "Jackson Deihl" (وهو من ابرز الصحفيين المنتمين الى تيار المحافظين الجدد) كتب مقالة تناولت ايضاً زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى واشنطن، حيث وصف السيسي بأنه "الديكتاتور الأكثر قمعاً بتاريخ مصر المعاصر"، حسب قوله.
* ترامب يهدد كوريا الشمالية
وفي ملف آخر، أجرت صحيفة "Financial Times" مقابلة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب قال فيها الاخير ان الولايات المتحدة ستتحرك ضد كوريا الشمالية على خلفية برنامجها النووي، وذلك في حال امتنعت الصين عن أخذ موقف صارم أكثر تجاه هذا البلد.
وأكد ترامب في المقابلة التي أجريت قبل أيام من القمة التي ستجمعه مع نظيره الصيني "Xi Jinping" بولاية فلوريدا، أن القمة هذه ستبحث موضوع كوريا الشمالية. وقال إنه وفي حال قررت الصين مساعدة واشنطن في هذا الملف فإن ذلك سيصب لمصلحة الجميع، بينما هدد بالوقت نفسه من أن قرار بكين بعدم مساعدة واشنطن بهذا الملف "لن يكون جيداً لأحد".
كذلك، أشار ترامب في المقابلة الى أن قضية التجارة هي الحافز للصين كي تتعاون مع الولايات المتحدة، رافضًا تحديد كيف تنوي ادارته التعامل مع ملف كوريا الشمالية بشكل أحادي (في حال رفضت الصين المساعدة). كما رفض أن يوضح ما إذا كانت هناك صفقة محتملة تنص على مغادرة القوات الاميركية من شبه الجزيرة الكورية مقابل قيام بكين بممارسة الضغوط على كوريا الشمالية.
وكانت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة "Nikki Haley" قد صرحت خلال مقابلة تلفزيونية على قناة "ABC" الاميركية بأن الولايات المتحدة تضغط على الصين كي تتخذ الاخيرة موقفًا أكثر تشدداً حيال البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقالت "Haley" إن على الصين أن تمارس ضغوطًا على كوريا الشمالية وأن "تتعاون".
* العلاقات الاميركية - الصينية
وفي سياق متصل، كتب الصحفي "Josh Rogin" مقالة أشار فيها الى أن زوج ابنة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المدعو "Jared Kushner" هو قناة التواصل الأساسية بين البيت الابيض والقيادة الصينية.
وكشف الكاتب بأن "قناة "Kushner" أنشئت بعد فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية الاميركية بمساعدة وزير الخارجية الاميركي السابق Henry Kissinger، موضحاً أن Kushner ومعاونين آخرين لترامب رسموا الأجندة للقمة التي ستنقعد هذا الاسبوع بين الرئيسين الاميركي والصيني.
كما نقل الكاتب عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم إن هدف "Kushner" هو "توسيع وتحسين" العلاقات الصينية الاميركية، منبهاً بالوقت نفسه الى وجود معسكر آخر بالادارة الاميركية يشمل شخصيات مثل كبير استراتيجيي البيت الابيض "Stephen Bannon"”، يريد مواجهة الصين بالعديد من الملفات.
وتابع الكاتب بأن "Kissinger" التقى "Kushner" منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبان ترامب طلب إلى "Kissinger" السفر الى بكين من أجل توجيه رسالة شفهية الى الرئيس "Xi" الصيني بان كل مجالات التعاون الثنائي مطروحة على الطاولة. وشرح بان "Kissinger" التقى "Xi" بالعاصمة الصينية بكين بتاريخ الثاني من كانون الاول ديسمبر الماضي، وبان الرئيس الصيني رد بانه يريد اجراء اجتماع مبكر مع ترامب.
كذلك، لفت الكاتب الى أن "Kissinger" التقى كبار معاوني ترامب ومن بينهم "Kushner" بتاريخ السادس من كانون الاول ديسمبر الماضي، وحثهم على لقاء مستشار الدولة الصيني "Yang Jiechi"، مضيفاً إن الاخير التقى بالفعل مسؤولين كبارًا بادارة ترامب مرتين (بالعاشر والحادي عشر من كانون الاول ديسمبر الماضي) في مقر ترامب في نيويورك، وتحديداً بمكتب "Kushner".
وأوضح الكاتب ان "Yang" (مستشار الدولة الصيني) حدد عددا من المطالب الصينية مثل تبني ادارة ترامب لنظرية الرئيس "Xi" القائمة على تجنب النزاع والتركيز على التعاون، اضافة الى تأييد ترامب لمشروع "حزام واحد طريق واحد" والذي هو عبارة عن مشروع صيني ضخم جداً على الصعيد الاقليمي في مجال البنية التحتية والتنمية. كما طالب الجانب الصيني ايضاً بعدم تدخل الولايات المتحدة بملفات مثل تايوان واقليم "التبت" وشؤون الصين الداخلية.
وأوضح الكاتب بأن الجانب الصيني أعرب في المقابل عن استعداده لتقديم مقترحات "استثمارية" من أجل دعم أجندة ترامب الداخلية بشأن خلق الوظائف، مشيراً بالوقت نفسه الى أن "Kushner" على اتصال مستمر مع السفير الصيني لدى واشنطن وان القيادة الصينية باتت تعتمد على "Kushner" في اتصالاتها مع واشنطن.