kayhan.ir

رمز الخبر: 54736
تأريخ النشر : 2017April03 - 20:48

ومهزلة الناتو الاسلامي


مهدي منصوري

السؤال المهم الذي ينبغي طرحه اليوم وبعد الاعلان عن تشكيل ناتو اسلامي، هل ان تحالف واشنطن الذي ضم اكثر من 83 دولة والتي تملك الامكانيات العسكرية ما يفوق التصور، بالاضافة الى التحالف السعودي الذي ملأ الدنيا ضجيجا قد وصلا الى حالة من الفشل الذريع في تحقيق الاهداف التي رسموها في مخيلتهم العفنة، لذلك لم يجدوا بدا من ان يذهبوا لتشكيل ناتو اسلامي؟.وقد كان الاعتقاد ان هذا الحلف الجديد والذي حمل عنوانا اسلاميا قد دعي لتشكيله قد جاء لانقاذ الشعب الفلسطيني من كابوس الصهاينة المجرمين الذي امتد الى اكثر من ستة عقود ونيف، ولكن المفاجئ والمفارقة في الامر وكما اعلن من ان هذا الناتو الجديد هدفه الاساس هو مواجهة النفوذ الايراني المزعوم، أي ان الهدف من تشكيله هو لضرب شعب دولة يدينون اهلها بالاسلام.

ومن الواضح جدا ان الذين تفتقت ذهنياتهم لتشكيل هذا الناتو لايعيشون الاحداث الجارية في المنطقة اليوم والتي عكست فشل كل المخططات والمشاريع التي استهدفت دول المنطقة سواء كان "الشرق الاوسط الكبير" وتمزيق البلدان وغيرها من خلال دحر الارهاب المدعوم دوليا واقليميا والذي كان وكما كشفته مجريات الاحداث قد كان الذراع القوي التي لوحت به الدول الداعمة سواء كان الاميركان او الصهاينة او ذيولهم في الخليج الفارسي والذي اصابهم بالاحباط الكبير لانهم لم يتوقعوا ان تقف الشعوب التي نالها الارهاب تلك الوقفة البطولية الرائعة واحبطت كل المخططات بعد الهزيمة المنكرة التي مني بها الارهاب والذي اصبح اليوم يلتقط انفاسه الاخيرة.

اذن فان البديل المزعوم وكما يقال ولد ميتا ولايمكن ان يحقق اي شيء من اهدافه التي رسمت له، لان التحالفات التي سبقته هي اكبر واقوى ولديها القدرة على فرض ما تريد، الا انها وصلت الى حالة العجز والضعف والانهيار، فكيف اذن بالوليد الجديد؟.

والغريب في الامر والذي يثير السخرية والاستهزاء هو ان هذا التحالف قد حددت مهمته بمواجهة النفوذ الايراني المزعوم وكأن كل التحالفات السابقة لم تضع في حسبانها هذا الامر، بل والذي نختم به مقالنا هذا ان ايران الاسلامية التي حظيت باحترام الدول والشعوب والتي احتلت هذا الموقع المؤثر والمتقدم لم تحصل عليه من خلال اعلان حرب او عدوان بل هو نتيجة سياستها الحكيمة التي اعتمدت على العقلانية في التعامل مع القضايا الاقليمية والدولية، وبنفس الوقت هي التي وقفت سدا منيعا وقويا من اجل ان لا تقع شعوب المنطقة تحت هيمنة وسيطرة الاستكبار وذيوله من خلال دعمها لكل جهد مقاوم وفي اي مكان في العالم، مما ينسجم مع رغبات وامال الشعوب المضطهدة والمظلومة. ومن الطبيعي جدا ان وصول ايران لهذا الموقع المتقدم في نفوس الشعوب لا يروق لتلك الدول التي تعتمد القوة في فرض ارادتها سواء على شعوبها او شعوب المنطقة، كما يراه العالم في العدوان السعودي على اليمن، وارسال الارهابيين الى العراق وسوريا، ومن هنا فان محاولاتهم السابقة والتي اختلفت اساليبها وقواعدها سواء على المستوى الاقليمي أوالدولي لم تستطع ان تثني ايران او تقلل من شأنها او تضعف قدرتها وتأثيرها في دعم تحقيق آمال واماني الشعوب المحبة للسلام والاستقرار، فهل يستطيع تحالف ورقي مهلهل جديد ان يفعل ماعجزت عنه واشنطن وتل ابيب والرياض ومن لف لفهم ودار في فلكهم؟.