kayhan.ir

رمز الخبر: 54665
تأريخ النشر : 2017April02 - 20:52

الوجه الحقيقي لاميركا بعد داعش!


ما كان لافتا واكثر من مفاجئ هو ما ادلى به مؤخرا وزير الخارجية الاميركية "ريكس تيلرسون" من تصريحات عقب لقائه القيادة التركية في انقرة بان "الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل الرئيس بشار الاسد" لانها تأتي معاكسة تماما للمواقف الاميركية طوال الست سنوات من الازمة السورية والتي كانت تطالب برحيل الرئيس الاسد وان كانت في الظاهر تنافق وتناور بانها مع محاربة الارهاب في وقت يعلم العالم جيدا بان داعش هي صنيعة اميركية وهذا ليس اتهاما او تحليلا بل هو حقيقة اعترفت بها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في مذكراتها "خيارات صعبة" وكذلك وما اكده الرئيس ترامب سواء في حملاته الانتخابية او بعد انتخابة، وهذا ما يقودنا الى ان نمحص كثيرا في الموقف الاميركي الجديد الذي يركز على محاربة داعش في هذا الوقت ولماذا؟

السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح وتمعن هل ان الموقف الجديد للادارة الاميركية الحالية بقيادة الرئيس ترامب الذي يدور في اطار استراتيجية ضبابية بصفته رجل متقلب وغامض، استراتيجي ام تكتيكي، لم يستطع احد الاجابة عليه بالقطع في الظروف الراهنة بل هو متروك لقادم الايام، لكن مما يستشف من خلال الوقائع والارقام الموجودة على الارض بان اميركا قد ايقنت بان داعش التي وظفتها لتنفذ مشروعها في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا بانها باتت على ابواب الهزيمة النهائية وما هي الا ايام حتى يطوى ملفها في العراق واشهر في سوريا ولم يبق امام اميركا سوى ان تستلم بنفسها الملف لاحياء مشروعها وهذا ما يستشف تماما من التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاميركي في الاونة الاخيرة بان "اميركا لم تكرر خطأها لعام 2011 في الانسحاب من العراق بل انها ستبقى في العراق حتى بعد اندحار داعش" وهذا يعني انها لم تنسحب من هذا البلد وستبقى فيه وستواصل تنفيذ خطتها في العراق، اما على الجانب السوري، فالصورة باتت اوضح، فمنذ استلام الرئيس ترامب مقاليد الحكم في اميركا لم يكن في الاراضي السورية اكثر من 500 عسكري اما اليوم فهذا العدد قد بلغ 2500 عسكري اميركي ولم يمض بعد على استلام الرئيس ترامب الادارة سوى شهرين وهو ماض لمضاعفة ذلك في الاشهر القليلة القادمة وكل ذلك يعد تجاوزا على القوانين الدولية وانتهاكا لسيادة دولة مستقلة دخلت اراضيها دون التنسيق معها وهي اليوم قد اسست ست قواعد في سوريا دون اذن من حكومة هذا البلد.

فهذه الوقائع تؤكد ان الاستدارة الاميركية ليست ذات نوايا سلمية بل انها مدخل لتوطئ اقدامها في هذين البلدين من خلال المشاركة الصورية لمحاربة داعش ومصادرة الانتصار عليها وهي في المحطة الاخيرة من عمرها، بعد ان فشل هذا التنظيم من تحقيق الاهداف الاميركية لكن يبقى السؤال هل ستنجح اميركا من تدخلها المباشر هذه المرة في سوريا والعراق من تحقيق مشروعها الذي خططت له ام ستذهب الى المجهول خاصة وان محور المقاومة يمسك اليوم بتلابيب الميدان في هذين البلدين ولم يفصله على الانتصار النهائي سوى الزمن؟