من سيحاسب الاعلام العربي “المتورط” في كذبة “عاصفة الحزم”؟
شتائم واتهامات بالخيانة طالت وتطال كل من جاهر برفضه "غزو اليمن” تحت شعار مزيف وملفق هو "عاصفة الحزم” وتحت غطاء مخادع بعنوان "التحالف العربي”.
هذا الاخير الذي "استفاق” الجميع على "ولادته ” فجأة ليعلن وبدون سابق انذار ان "محطته” الاولى ستكون اليمن ولا ندري على اي اساس استند، وما يعرفه الصغير قبل الكبير ان اي "جمع عربي ” يتجاهل القضية الفلسطينية "المصنفة” بالمركزية او حتى "الاولى” لكل العرب ولا يتخدها "البوصلة” فهو "كاذب” وساقط.
نتذكر جيدا كيف انبرى الكثيرون وتحديدا من الاعلاميين في وصف "الخطوة الكارثية” بانها "مباركة” وبداية "عهد جديد” لانتشال الامة العربية من الضياع والهوان.
ولم يتوقف "خيال” هؤلاء عن "سرد” المحطات المقبلة القادمة {بدون فلسطين طبعا } لحزمهم هذا، حتى ان البعض ارسل تهديداته صوب سوريا معلنة عن "حزم سوري” يتشكل في الطريق لطالما ان "حزم اليمن ” سيكون مجرد "نزهة ” للقوات "الباسلة” وستنتهي "المهمة” في غضون ايام قليلة، فمن هذا الذي يستطيع ان يقف في وجه "التحالف العربي” الصنديد؟
يتجاهل هؤلاء اننا نتحدث عن بلد وشعب يختلف عن الاخرين ومن سماته الصبر والجلد عند الشدائد ولا يقبل سوى الموت واقفا شامخا على ان ينحني لاي طاغية مهما كان.
"وسيبقى نبض قلبي يمنيا لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” هذه الكلمات كان الاجدى ان يقرأها هؤلاء "المخبولين ” باطلاق الشعارات الرنانة الكاذبة ليدركوا اي باب "جحيم” يفتحونه على أنفسهم وبان "النهاية ” لن تكون وردية على الاطلاق كما يروج المطبلون والمزمرون لتلك الاكاذيب .
واليوم تمضي عامين على "الغزو” و”قافلة” الحزم عالقة غارقة في المستنقع رغم انها سعت لطرد "نحس″ الحزم باسم اخر هو "اعادة الامل” فلا الحزم نجح ولا الامل استرجع والعواقب اضحت وخيمة ليتلزم مروجو الاكاذيب الصمت حتى ان اشهر من "غرد ” لتلك الكذبة اضحى "معاقبا” ومحروما من الكتابة وممارسة عمله الصحفي الان.
لم ينجح "التحالف العربي ” طوال هذه المدة سوى في مهمة "يتيمة ” وهي الفتك بالابرياء وتدمير البنى التحتية وحصد ارواح المدنيين فلم يسلم الاطفال ولا النساء {دماء ارحب لم تجف بعد } من الالة العسكرية الهجمية تلك، وارقام الضحايا نخجل من كتابتها مع "انجاز ” اخر يرتبط بتجويع البلد والاحصائيات الصادرة من المنظمات الحقوقية يندى لها الجبين ويؤكد ان الخطر المحدق بالبلد "عظيم ” وينذر بكوارث لم تعرفها البشرية.
فهل مع كل هذه الفظاعات يجب ان نصمت ونتجاهل ونصفق ؟ وهل المجاهرة بكتابة الحقيقة والاصطفاف في خندق المظلوم في هذا الزمن صارت "جريمة ”؟
وهنا أصبح لزاما علينا ان نتساءل او بالاحرى "نساءل” كل من تورط في سفك الدم اليمني وروج لذلك مسوقا الوهم والكذب، واعني بالذات الاعلام العربي الذي انخرط وتماهى مع الموضوع "بتفان ” كبير.
وفي مقارنة بسيطة لما تابعته عن طريقة التعاطي و "تغطية ” هذا الحدث، لازالت بعض الفضائيات مصرة على طرح عناوين تسبح في الخيال على غرار هذا الطرح "العبقري ” لاحدى القنوات "عامان على نصرة أرض الحكمة والايمان وتوحد العالم العربي ” .
الواضح انهم مصرون على المضي قدما في مسلسل الدجل والعار، اما على محطة "دوتشيه فيليه ” الالمانية على سبيل المثال فقد جاء العنوان كما يلي "عامان على عاصفة الحزم المجاعة تهدد ملايين اليمنيين”.
انظروا كم الفرق شاسع ومهول من حيث نقل الصورة الواقعية وبين من يضحك على نفسه وعلى الملايين وبحجج واهية ملفقة .
متى ستقفون لحظة مصارحة مع انفسكم لتدركوا كم اذنبتم واسرفتم في الجرم بحق اليمنيين وما اقترفتموه لا يختلف البتة عن تلك الالة العسكرية التي تفتك بالابرياء ليل نهار؟
وهنا اوجه سؤالا للاعلام المغربي والمصري والاردني وغيره ممن يصنفون "كواجهة” لما يسمى "التحالف العربي”، لماذا لم تخصصوا برامج وساعات بث اضافية اذن "للاحتفال” بانجازاتكم الخالدة على ارض اليمن يا ترى؟
ختاما يحق لنا ان نرفع اصواتنا نحن من وقفنا منذ اللحظة الاولى ضد الطغيان ونحن نشاهد بأم العين تناسل الجرائم والماسي وزادنا دعوات وكلمات المقهورين والمكتوين بنيران "الحزم ” نفسه، ولن يثنينا عن ذلك شيء اخر مهما هددوا وتوعدوا وحرفوا وزورا الحقائق ..
ختاما سؤال اخير: لماذا مرغت كرامة المتحدث باسم ذلك التحالف في لندن يا ترى؟.
عادل العوفي