kayhan.ir

رمز الخبر: 54637
تأريخ النشر : 2017April02 - 20:48

قمة البحر الميت.. قمة عبرية بإمتياز لدعم المشاريع الصهيونية


المتابع لقمة البحرالميت سيجد فيها العجب العجاب من غياب الضمير الإنساني لمعظم من حضروا وتفضيل المصالح الغربية على حساب تدمير بلدان وشعوب المنطقة العربية. بل سيجد ان معظم حكام المعمورة الذين هرعوا لهذه القمة هم أموات متصهينيين حتى العظم متآمرین للنخاع. هم صناعة بريطانية إمريكية باعوا أنفسهم للشيطان. ليس غريبا أن تكون مواقفهم مخزية وإجرامية. وتدار بالريمونت كنترول من واشنطن ولندن.

حقيقة تزامن إنعقاد هذه القمة مع مشروع ترامب المقدم للبنتاغون بشأن اليمن الذي سوقه الإعلام الغربي في اليوم الأول أي قبل انعقاد قمة الميت بساعات وهذا يضع العديد من علامات الاستفهام وبالذات حين نلمس تطابق المشروعين من حيث المضمون وكأن المطبخ واحد للبنتاغون أو قمة الميت وتعتبر مؤشرات توحى ان القمة كانت وفق جدوى اتت من تلك المطابخ الإمبريالية.

حين يلمس المتابع ويترجم كلمات بعض الحكام ومدخلات ومخرجات القمة يصاب بدهشة لأن العقل لم يستطع هضمها بحكم انها تحمل أهداف مبطنة وبالغة الخطورة ليس على اليمن فحسب بل على مستقبل المنطقة العربية التي إتسمت بالكذب والتظليل المتوجة بمخرجات ميته اوجزت بالبيان الختامي.

قمة الميت اصبح عامة الناس ينظر اليها أنها إجرامية. قاتلة للإنسانية مسوقه لمشاريع الموت لبعض بلدان وشعوب المنطقة العربية مستهدفتا القانون الدولي والإنساني والمواثيق الدولية داعمة للإرهاب الدموي بإسم مكافحة الإرهاب ناسجة ذرائع للتدخل الأمريكي بالعديد من بلدان المنطقة منها اليمن والعراق وسوريا وليبيا. هادفة تمزيق المنطقة على ما يشتهي الوزان. واضعة امام عينيها مشاريع لنهب ثرواتها. ملبية لمطامع الغرب والكيان الصهيوسعودي.

سيجد العامة أنها قمة تحمل طابع صهيوني بإمتياز.. سيجدون بصمات مشروع أنورعشقي شاهدا عيان حاضرا بقوة لكن بديكور و مكياج خليجي.

يدرك الكثيرعمقها أنها قمة تحمل ماركة مشروع شرق أوسط جديد في العديد من دول الربيع ويتولى برنامج التنفيذ الكيان السعودي. بلا شك هذه القمة اذا تم ترجمتها بعين العقل والمنطق هي نقمة للحاضر والمستقبل.

وبإعتقادي لم تعقد بقرارا عربيا نابعا من الشعور بالمسؤولية لمن حضروا مع إحترامي فقط لكلمة الرئيس اللبناني التي نالت إحترام أحرار العرب لكن البقية من اولائك الحكام اتت شبه جاهزة من الغرب و حائزة على الأيزو بعد ان خضعت لهندسة المطابخ الصهيوإمريكية حتى أن بعضهم نسى ذاته أثناء النقاش وحولوا الكراسي الى غرفا للنوم كما اوضحتها عدسات الكامرات التي تتحدث عن ذاتها من قلب الطاولة..

اتسمت كلمات بعضهم بدرجة الخنوع و الخضوع للغرب فاصبحت ميته إن جاز التعبير و كأن المخرجات أيضا المتوجة بالبيان هي معدة سلفا جاءت من تلك المطابخ الأمريكية...

تزامن القمة مع مشروع ترامب المقدم للبنتاغون قبل إنعقادها بيوم واحد والفرق ساعات بعد ان اتقنت تسويقها وسائل إعلام الغرب والخليج(الفارسي) بشأن اليمن، يضع العديد من علامات الاستفهام؟

ومن ينظر لما ورد بذاك المشروع سيجد أن القمة هي إمتداد لما هو خاضع للدراسة في البنتاغون ولنفس الأهداف طالما بنود المشروعين متشابهة وبنفس البصمات وتحمل نفس الأهداف.

لو سلطنا الأضواء لما ورد على لسان عبدربه منصور أو الدموي سلمان هي تحمل في طياتها إستمرارية للعدوان في بلدنا وتوفير الذرائع لسلطة ترامب بتكرار تجربة العراق وأفغانستان لكن هذه المرة باليمن.

الأشد غرابة أن الفار هادي وسلمان لم يشعروا بالخجل ولا الحياء من خلال الاكاذيب التي تطرقوا اليها بعظمة لسانهم بل أصبح الكذب إحدى أسلحتهم للغلاط أمام المجتمع الدولي خصوصا عندما يقولون لإعادة شرعية هادي التي هي في حقيقة الأمر غير شرعية وفقا للدستور والمواثيق والأعراف الدولية. والتي اذا تم العمل بها في الهيئات الاممية لن يكون هادي رئيسا بل محرما تنصيبه رئيسا لليمن بغض النظر عن المسرحية الوهمية للتنصيب وموقعه الحقيقي والمفترض وفقا لتلك المواثيق هو قفص الاتهام وليس بكرسي الرئاسة.

لم تعد مبادرة الخليج(الفارسي) شرعية بل انتهت شرعيتها باتفاق السلم والشراكة. كما ان العدوان التي تشنه منذ عامين دول التحالف يعتبر غير شرعيا وفقا لتلك المواثيق. أضف الي ذلك عدم شرعية المندوب الأممي بإعتبار أن لوائح الوظيفة الاممية تقضي أن يكون أي مندوبا امميا غير محسوبا على أي طرف من أطراف النزاع فما بالك بولد الشيخ الذي كان مراسلا لشبكة العربية التابعة للكيان السعودي المرتبط بجهاز الاستخبارات السعودي.

وطالما مجلس الأمن قد تجاوز المواثيق الدولية وأستهدفها مستغلا بعض قراصنة ممن قد انهارت اخلاقهم بهذا المجلس عدم إدراك المساحة الأعظم من اليمنين بهذه المسائل الأمر الذي جعل هذا المجلس الأممي يستهدف تلك الأعراف والمواثيق الدولية وعمل خارج إطارها بل وفقا لرغبة أنظمة البترودورلار وتحولت الهيئات الاممية اول من يستهدف القانون الدولي ليصبح شريكا بجرائم العدوان ومستهدفا تلك المواثيق ويكفي الاستدلال بإعترف الأمين السابق للأمم المتحدة عن إخراج ال سعود من القائمة السوداء بشأن جرائمها ضد اطفال اليمن.

هنا يصبح من المسلمات أن القرارات 2216 و 2342 هي غير شرعية طالما المندوب غير شرعي والمعطيات التي استند عليها بعيدة عن الجانب القانوني أو الشرعي. فضلا على ان عدوان دول التحالف في اليمن هو الاخر غير شرعي ومن الطبيعي أن تصبح قرارات القمة في البحر الميت غير شرعية ميته 100% بالنسبة لليمن بل تساند الغير شرعي و وسيلة للتدخل الأمريكي المباشر تحت ذريعة إرهاب اوحماية الملاحة الدولية مع ان غرف عمليات العدوان تدار بعناصر أمريكية.

يبقى الموقف الصريح للرئيس اللبناني بهذه القمة الذي برز من خلال كلمته التي نالت احترام معظم الساحة العربية وكانت واقعية فاعتبرها اللوبي الصهيوإمريكي مزعجة. لكنها مفخرة للرئيس اللبناني. وشعب لبنان.

كما أن القوى التي تتصدى للعدوان كانت على إدراك بنتائج القمة سلفا والمتوجة بصراحة كلمة رئيس المجلس السياسي صالح الصماد الموجهة للقمة والتي كانت صادمة لتحالف العدوان وعملائها من الداخل الحاضرين بهذه الحفلة على رأسهم هادي او على محسن وغيره فبان إنزعاج من هرع للبحرالميت وأكدت أن اليمنيين مع السلام الشامل والعادل وليس الاستسلام رغم أنها كانت قصيرة لكنها تحمل جوهر ما ينبغي.

الشئ الأهم الذي ينبغي أن يتم ترجمته وتوثيقه ماورد على لسان الفار هادي المتمثل بإعترافه انه من إستقدم العدوان على إعتبار ان ذلك إثبات لجرائمه وعمالته.

والشئ الآخر حين وعد بتسليم مرتبات موظفي الدولة وهذا اعتراف بجريمة المرتبات والتزاما منه لموظفي القطاع العام مع انني على يقين بأنها وعود وهمية وإحتيالا وتمييع للقضية بل تعد كذبة الحاقا بكذباته السابقة بحيث يتجنب أي ملامة أو إحراج ويتسنى له الهروب من أي مسألة دولية لكونها تصنف ضمن جرائم الإبادة المحرمة بالمواثيق الدولية والقانون الإنساني وبحيث يتمكن إمتصاص أي تصعيد من الداخل للمطالبة بدفع المرتبات التي دخلت شهرها السابع. وهذا إعتراف بعظمة لسانه وأمام المجتمع بعرقلته صرف المرتبات ويقف خلف الجريمة وكشفت بنفس الوقت كذب العصابة التابعة له ومنهم وزير خارجيته عن هذه القضية.

وعلى ضوء ما تم الإشارة إليه سلفا نستطيع إستنتاج الأهداف المبطنة لهذه القمة ومنها باختصار

ـ حرص الأنظمة الرجعية على إنتاج العديد من مشاريع الإبادة لكل شرائح المجتمع العربي المضادة للقوى الإمبريالية وفي صدارتها اليمن وسوريا وليبيا والعراق وقتل ثقافة المقاومة المضادة للكيان الصهيوني.

ـ تطوير مبطن لوسائل الإعلام (الغلاط بالأحرى) الدولي والاستهداف المبطن للقوانين والمواثيق الدولية والحفاظ على اجندات معينة بدول الربيع موالية للغرب والخليج(الفارسي) مقابل قتل القوى المضادة كما هو جاري باليمن بقتل الشعب اليمني مقابل بقاء هادي بعرش السلطة.

ـ تسويق مشاريع وهمية تحمل طابع الكراهية ضد إيران وحزب الله وكل القوى التي تقول لا للإمبريالية والرجعية.

ـ تهيئة غير مباشرة لمشاريع التوسعة لـ"إسرائيل" في المنطقة الشرق أوسطية وترحيل وتمييع القضية الفلسطينية.

ـ إستكمال برنامج العزل لأي نفوذ للصين أو روسيا بالمنطقة العربية.

ـ التظلييل والتعتيم على الجرائم التي ترتكب من قبل الغرب ودول الخليج(الفارسي) بالمنطقة أمام الرأي العام الدولي.

هذه نبذة من أهداف القمة. والذي يستدعي عدم الوقوف موقف المتفرج بل ينبغي فهم القضايا بعمق واستحداث مشاريع مضادة كجزء من مكافحة الخطر الأمريكي والصهيوني.

فهمي اليوسفي