طهران/كيهان العربي: كتب محللان اميركيان معروفان، وفي معرض الاشارة الى ان ايران لها اليد الطولى في جميع انحاء المنطقة؛ ليس بمقدور واشنطن مواجهة ايران في اي نقطة من نقاط المنطقة.
ونقلت صحيفة "نشنال انترست" في مقال لها بقلم "آرون دافيد ميلر" مساعد رئيس المركز الدولي "فودرو ويلسون"، و"ريتشارد سوكولسكي" العضو الفاعل في مؤسسة "كارنغي"، كتبا: ان واشنطن غير قادرة على مواجهة ايران في اي نقطة من المنطقة.
وجاء في المقال: حين حذر "مايكل فلين" المستشار السابق للامن القومي الاميركي من اختبار ايران لصاروخ بالستي، سارع نتنياهو الى الترحيب بهذا التحذير. وبالرغم من خسارة نتنياهو لزميله في شؤون ايران باستقالة "فلين"، حسب "مارتين آينديك"، الا انه هرول الى واشنطن بأمل عريض، ليطمئن من مواقفه المثيرة للحروب ضد ايران. وقد ترك البيت الابيض وهو واثق ان ادارة ترامب ستحرج ايران لسياستها الاقليمية.
ولكن قبل ان يبدل البيت الابيض شعاراته الى حقيقة، ينبغي دراسة مدى منطقية دفع نفوذ ايران اقليميا، على اساس شعار "الاميركان اولا"، وليس المصادر الاسرائيلية لوحدها. وهكذا ثمرات السياسة العدائية حيال ايران ومدى تكلفتها، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاخطار والعواقب. فيحتمل ان تعتبر سياسة العداء تجاه ايران غير مثمرة.
ويقول التقرير: على اميركا ان تعاقب ايران على انجاز الاختبارات الصاروخية، وتحرج ايران بالتزامها بالاتفاق النووي. كما وعلى واشنطن ان تفرض حظرا على حزب الله وتعاقبها على الاجراءات الارهابية. الا انه هل بامكان واشنطن ان تواجه نفوذ ايران في المنطقة؟
ورغم ان هذه الاجراءات توحي لادارة ترامب شعورا جيدا، الا ان هكذا خيارات لا تدفع بايران للتراجع، اذ ان تمتع ايران بمكانة مرموقة جغرافيا وسياسيا وعدديا وكذلك الدعم الاقليمي من قبل حلفائه الملتزمين، ففي العراق تحتاج اميركا لمشاركة ايران كي تتمكن من دحر تنظيم داعش. وفي سورية ضعف الدور الاميركي لاعتمادها على معارضة مهلهلة، فيها ايران تتمتع بحلفاء اكثر ــ منهم قوات بالوكالة شيعية مقتدرة في ارجاء المنطقة وكذلك وحدات من حزب الله ــ على الارض. كما ان الحضور العسكري الروسي اعطى خصوصية لايران.
وهكذا في اليمن تتعاضد ايران مع الحوثيين. فالقصف السعودي اللامسؤول والعقيم في اليمن لم يتسبب الا في تصاعد شعبية ايران والحوثيين.
فما الذي ينبغي ان تفعله اميركا لاجل مواجهة ايران؟ فيما لوث دعم واشنطن للتحالف السعودي صورة اميركا المشوهة. ان هكذا دعم ورط اميركا في فخ هذه الحرب. وحتى خطر المواجهة الجادة مع ايران ستتعاظم.
على سياق متصل، ذكر موقع "آسيا تايمز" وفي اشارة الى قرار ترامب اعمال عقوبات مشددة على ايران اثر الاختبارات الصاروخية؛ على ترامب ان يحذر من اي اجراء متسرع اذ من الممكن ان يتحول الى خطأ فاحش. وان ادارة ترامب اذ كانت تعتقد بتشديد الضغط بالتماهي مع السياسة القريبة من اسرائيل والسعودية كي تضطر ايران الى تراجع في المنطقة، فهي على خطأ كذلك.