قد يكون طبيعيا ان يذهب نتنياهو الى واشنطن ليلتقي الرئيس الاميركي الجديد ترامب ولكن غير الطبيعي والمستغرب في الموضوع هو ما اعلنه المجرم نتنياهو انه سيناقش بالدرجة الاولى أمن كيانه المضطرب مع ترامب،
لان كليهما يعيش وضعا داخليا مربكا وغير مستقر، فاما نتنياهو فانه يواجه اتهاما بالفساد قد يدخله قفص الاتهام خلال الايام المقبلة، واما ترامب فانه محاط بالمشاكل من كل جانب بسبب قراراته الاستفزازية وغير المتزنة وسيل التظاهرات التي الهبت اغلب مدن الولايات الاميركية، اذن وكما افادت مصادر اعلامية ان نتنياهو الذي يواجه حالة من العجز والضعف بريد ان يستعين بمن هو اضعف واعجز منه.
والذي لابد من الاشارة اليه ان نتنياهو الارهابي الذي يبحث عن الامن لكيانه ينبغي عليه ان يفكر مليا فيما يتخذه من قرارات عنصرية حاقدة تثير حفيظة الشعب الفلسطيني كاستلاب الارض الفلسطينية وبصورة قسرية والمعاملة السيئة التي يتلقاها الاسرى في السجون من قبل شرطتة المجرمة، وحالة الحصار القائل الذي فرضه على غزة واخيرا القرار العنصري في منع الاذان من خلال مكبرات الصوت والتي كلها تصب في اثارة الغضب الفلسطيني، ولذلك فماذا يمكن لترامب ان يفعله لكي يحقق له ما يصبو اليه.
واللافت ايضا ان حكومة نتنياهو الاجرامية تعيش حالة من الاحباط الكبير بسبب فشلها الذريع في كبح جماح المقاومة الباسلة التي اقضت مضاجعها وابعدت عن عيونها النوم حيث عمليات الدهس والقتل بالسكين مسلسلا يوميا يزرع في الصهاينة القلق، وقد اكدت المصادر العسكرية في الجيش الصهيوني ذلك من خلال تقاريرها المتكررة لعجزها عن مواجهة هذا اللون من السلوك بحيث ترك اثره على الجنود الصهاينة الذين يعانون من ازمات نفسية كبيرة اوصلت بعضهم الى الانتحار.
لذلك ومن نافلة القول فان نتنياهو يذهب الى نيويورك وهو مثقل بالالام والمعاناة خاصة ما يعيشه وكيانه من حالة الخوف والقلق المستديم من المقاومة في لبنان وفلسطين وتقدمها الملحوظ وفي جميع الامكانيات المتاحة لها بحيث يجعل من الصعب مواجهتها او الوقوف بوجهها، وهو ما اشارت اليه اوساط اعلامية صهيونية من ان رئيس الوزراء الصهيوني. يرغب في مناقشتها مع ترامب. والمضحك المبكي في الامر ان نتنياهو وبما يحمله من افكار ليضعها امام ترامب، وكما يقال ضعف الطالب والمطلوب اي كلاهما يعيش حالة من العجز الكبير في تلافي ما يواجهونه من مشاكل داخلية خانقة.
واخيرا لابد من القول ان التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة والحاقدة التي يتخذها نتنياهو ضد ابناء الشعب الفلسطيني لايمكن ان توفر له الامن، لانه هذا الشعب يطالب بحقوقه المشروعة التي اقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية، ولذلك فانه لن يتنازل عنها قيد انملة وهو مستعد للتضحية وتقديم مايمكن تقديمه من اجل ذلك. وبنفس الوقت فان الشعب الفلسطيني لم يكن وحده في الميدان، بل ان هناك الكثير من الدول والمنظمات الانسانية التي تقف الى جانبه في قضيته العادلة وتقديم ما يمكن تقديمه لاستمرارها من اجل استئصال هذه الغدة السرطانية التي ببقانها ستبقى المنطقة في بؤرة من القلق والارباك، وواضح جدا ان ما يقدمه الكيان الصهيوني من دعم لا محدود للارهاب والارهابيين بالاضافة الى اعتداءاته المستمرة على سوريا وغزة ولبنان والتي تشكل حالة استفزازية لابد من ردعها واذا تصور نتنياهو انه يطلب الامن من ترامب فانه واهم لان الادارات الاميركية السابقة قد عجزت عن تحقيق ذلك له، فكيف بالضعيف والعاجز ترامب؟.