الشعب الايراني على موعد مع يوم حاسم ومهم ليعكس للعالم أجمع موقفه الصلب والصلد والقوي الذي لم ولن يتزعزع يوما ما منذ انتصار الثورة الاسلامية وليومنا هذا والذي مضى عليها قرابة الاربعة عقود، وان الاحتفال بانتصار الثورة الاسلامية في يوم غد الجمعة سيكون له طعم ومذاق خاص يختلف عن كل الاعوام السابقة، لان الاوضاع القائمة في المنطقة والعالم تعيش حالة لاسابقة لها الا وهي اندحار المخططات التامرية ضد شعوب المنطقة من قبل الاستكبار وذيوله في المنطقة.
وكذلك والذي لابد من الاشارة اليه هو ان ايران الاسلامية قد احتلت اليوم موقعا مهما وكبيرا في المنطقة والعالم، واصبحت قدرة مؤثرة ورقما صعبا في المنطقة بحيث لايمكن تجاوزها أو تغاضيها لما لها من دور مؤثر خاصة في النزاعات القائمة في المنطقة وبنفس الوقت تأثيرها الفاعل في رفع حالة التشنج والتوتر التي تحيط بها من كل جانب.
ان الشعب الايراني وهو يحتفل بثورته المباركة وكعادته كما في السنوات السابقة اذ يخرج عن بكرة أبيه الى الشوارع العامة ليعلن وبصراحة متناهية ومن دون مواراة عن موقفه الثابت والراسخ بالوفاء للثورة الاسلامية ومبادئها وقيادتها الشرعية والحكيمة، وبنفس الوقت ليصدح بها وبصوت عال وصراحة انه لازال يرفع راية الحرية والاستقلال في الدفاع عن الارض والعرض وعن مظلومي ومستضعفي العالم اجمع في مواجهة كل مخططات المتامرين سواء كانت في الداخل والخارج والذين يريدون لمبادئ هذه الثورة المباركة ان تخمد وان لاتستمر، وهذا يعد وبحد ذاته ظاهرة فريدة في تأريخ الثورات حيث يحتفل الشعب الايراني المسلم سنويا بها وبهذه الحماسة المنقطعة النظير، فيما تفتقده الثورات العالمية الاخرى، وتختصر على مراسم رسمية ضيقة ثم تختفي بعد مضي سنوات، وهنا تكمن قوة الثورة الاسلامية التي لاتستطيع أية قوة في الارض المساس بها.
ولا ننسى في هذا المجال ان نستذكر مقولة قائد الثورة المباركة الخميني الراحل الكبير (قدس سره) التي حذر فيها مما تقوم به اميركا ضد الشعوب والتي اخذت مصاديقها تظهرعلى السطح وبصورة واضحة للجميع الا وهي "أن كل مصائبنا من اميركا"، واليوم ترسم هذه المقالة اللوحة الكبيرة الرائعة التي تعكس ان ما يعانيه العالم ويعيشه من أزمات خانقة كان سببه الرئيس هو اميركا، والذي جاء الاعتراف بهذا الامر على لسان قادة اميركا قبل غيرهم، فبالامس القريب وقبل ان يغادر اوباما البيت الابيض أعلن وبصراحة وامام العالم اجمع ان ما تعيشه المنطقة والعالم من ازمات كان بسبب سياسته الهوجاء والحمقاء، ويأتي بالامس وبعد ان دخل ترامب البيت الابيض اعترافه وبصورة اذهلت العالم التي قال فيها أن اميركا ساهمت في قتل وتدمير كل من ابناء العراق وسوريا وغيرها من الدول.
اذن فان مقولة الامام الراحل (رحمة الله عليه) قد كشفت عن نفسها وبوضوح وبعد ثلاثة عقود من الزمن ونيف مما يصدق عليها قول الرسول الكريم (ص) "اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله"، اذن فالامام الراحل بمقولته قد تجاوز التأريخ.
واليوم وفي ظل الظروف المعقدة التي يعيشها العالم والمنطقة وفي ظل الازمات المفتعلة التي جعلت من ايران الاسلام غرضا وهدفا لاولئك الاعداء الذين لايريدون لها ان تصل الى ما وصلت اليه، لذلك وجهوا سهامهم الاعلامية والسياسية المعادية تجاهها وبصورة هستيرية، ولكي وكما قال قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) لدى استقباله ابناء القوة الجوية ان رد الشعب الايراني على كل هذه السهام المعادية هو يوم غد الجمعة اذ سيقول كلمته وبوضوح ليعيد هذه السهام الى نحور مطلقيها، وستكون فيها نهايتهم والى الابد.
ولذا فاننا وفي يوم الجمعة على موعد مهم جدا اذ وبخروج الملايين من ابناء الشعب الايراني وممن يقف معهم من شعوب العالم الى الشارع لكي تمرغ ليس فقط أنف اميركا في الوحل، بل ستمرغ أنوف كل الذيول التي وضعوا مصيرهم بيد هذا الشيطان الذي بان عليه الضعف والانهيار بحيث لم يستطع ان ينقذ نفسه من المشاكل التي احاطت به من كل جانب ومكان.