امير حسين
بعد معركة حلب الفاصلة شهدت المنطقة سلسلة تطورات اساسية لاعادة فرز جديد لموازين القوى فيها حيث اصبحت روسيا وايران هما ما يرسم هذا الفرض الجديد وقد بدء من مؤتمر استانا الذي كان بمثابة خارطة طريق لمؤتمر جنيف والذي سيذوب الكثير من العراقيل امامها بابعاد اولاً داعش والنصرة الارهابيتين من هذا المؤتمر والثاني الاتفاق على القضاء عليهما والثالث ما تصدرته ايران بابعاد الولايات المتحدة الاميركية والسعودية واخواتها من هذا المؤتمر.
واللافت الاساس في هذا الموضوع ان ايران وروسيا استطاعا رمي الكرة في الملعب الاخر المشتت بدءا بتركيا التي خابت كل ظنونها بعد ان بنت آمالا على وصول ترامب الى الحكم خاصة بعد ان طعنتها ادارة اوباما في تواطؤها في الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا. فما استنتجه جاويش اوغلو من زيارته الى واشنطن ومشاركته في مراسم تنصيب الرئيس ترامب كان غير مريحا سواء فيما يتعلق بتسليم فتح الله غلون الذي تطالب به انقرة او مواصلة اميركا لدعمها لقوات الحماية الكردية وتزويدها بالمدرعات وهذه خطوة غير مسبوقة اذا ما ربطنا ذلك بما اعلنه ترامب من ايجاد مناطق آمنة في سوريا اعتبرتها تركيا المدخل الى تقسيم سوريا وهذا ما تتخوف منه بشدة لما سينعكس عليها.
اما اوضاع الفصائل السورية المسلحة التي من المقرر ان تشاترك في مؤتمر جنيف مزرية للغاية وهي تتصارع لتمثيل هذا الوفد اضافة الى السجال الذي فتحه المبعوث الاممي الى سوريا ديمستورا بانه هو من سينتخب اعضاء الوفد.
وامام هذا الوضع التراجيدي لتركيا والفصائل السورية المسلحة التابعة لها نجد محور المقاومة سواء في الميدان او على الصعيد السياسي هو من يمسك بمزيد من الاراضي ويتقدم بسرعة في ارياف دير الزور وادلب وحمص و حلب حيث حرر 30 بلدة وقرية وعدة مرتفعات استراتيجية والاهم من ذلك بات اليوم الجيش السوري على بعد 3 كيلومترات من مدينة الباب التي تتواجه فيها "داعش" من جهة وقوات درع الفرات الموالية لتركيا من جهة ثانية وقد عجزت تركيا عن معالجة الموقف في هذه المدينة رغم الدعم الروسي لها.
فالمعادلة اصبحت واضحة وكما اشار الى ذلك مسؤول اميركي رفيع قبل تحرير حلب بان من يمسك بحلب هو من يمسك بمقاليد الامور في المنطقة واليوم بات الرئيس ترامب في مأزق من امره حيث طبل قبل دخوله البيت الابيض بانه سيحارب داعش وليس الرئيس الاسد واذا به اليوم وكما نقلت صحيفة الواشنطن بوست يتراجع عن قراره ويرفض مهاجمة الدواعش في الرقة بحجة ان الخطة غير مكتملة.