kayhan.ir

رمز الخبر: 52136
تأريخ النشر : 2017January30 - 20:38


حسين شريعتمداري

1 ـ تطرق اسماعنا هذه الايام، لاسيما بعد التوقيع على اول وثيقة معادية لايران من قبل "ترامب" وهي ليست بالاخيرة قطعا، اصرار بعض مدعي الاصلاحات والاعتدال على ان شخصية "ترامب" تختلف عن الهوية الاميركية ورقعة غير منسجمة مع ماهية النظام الاستكباري ومصاص الدماء. فهؤلاء يصفون "ترامب" بالمتشدد والمتطرف تفصله عن اوباما المعتدل والمؤدب مسافة لا تُملأ! فهم يعتبرون المظاهرات والاعتراضات الواسعة لمراكز القرار والسياسة ضد الرئيس "ترامب" من سنخ القلق الذي يشعرونه، في الوقت الذي هنالك بون بين القلقين.

فقلق ساسة اميركا واوروبا من ان يكون "ترامب" نسخة غورباتشوف الاميركية، بان يجر اميركا الى ما آلت إليه الاتحاد السوفياتي في زمن غورباتشوف. هذا القلق منشأوه ان ترامب وان اختلف عن غورباتشوف في ماهيته فترامب رأسمالي وغورباتشوف شيوعي، الا ان اوجه الشبه بينهما في نقض واعادة الهيكلية بهدف اصلاح النظام، اذ كان غورباتشوف يرى ان النظام الشيوعي بحاجة الى اصلاحات في الجانب الاقتصادي (البروسترويكا) والجانب السياسي (الغلو سنوست)، فيما يدعي ترامب انه بصدد نفس الاهداف في النظام الرأسمالي. فزعماء اميركا واوروبا يعلمون ان اميركا واوروبا عرضة للزعزعة حيال برامج اعادة الهيكلية. وبذلك توصلنا الى ان هذا القلق مع قلق بعض التيارات الداخلية اختلاف شاسع.

2 ـ ان ترامب نسخة اميركية بلا تزويق فهو اليد الفولاذية الخارجة من القفاز الحريري.

فلم ينزل مع برد السماء بل هو افراز لهيكلية النظام وانموذج المجتمع الاميركي، وان كان يختلف عن اوباما في التكتيك لكنه يشترك معه في الستراتيجية، ويتابعان اهدافا مشتركة لاسيما في معاداة ايران الاسلامية. فاوباما كان يقول بتبجح بانه اوقف البرنامج النووي الايراني عن طريق خطة العمل المشترك دون اطلاق رصاصة واحدة، مدعيا ان الخطوة التالية، استيعاب الاقتدار العسكري الايراني والبرنامج الصاروخي والحضور الايراني في المنطقة.

فيما يقول ترامب انه سيمزق الاتفاق النووي واسترد من ايران اقتدارها الاقليمي! وكان ترامب وكلنتون يتسابقان في الحملة الانتخابية باظهار العداء لايران وابديا ان الذات الاميركية معادية لدول ترنو للاستقلال وترفض الاستبداد، وهو ما شاهدناه خلال عمر الثورة، سواء في حكم الديمقراط ام الجمهوريين. فكان الكلام الفصل لسماحة قائد الثورة حيث قال: "على العكس مما اقامه البعض في العالم بنصب العزاء لما آلت اليه نتائج الانتخابات الاميركية او ما ابداه آخرون من فرح، ونحن لانقيم العزاء ولا نعرب عن فرحنا اذ لا يختلف الامر عندنا، ولسنا قلقين حيال هذا الامر".

3 ـ ان التيار الذي اشرنا اليه اعتبر الامر الاجرائي الذي اصدره ترامب مؤخرا في منع دخول رعايا سبع دول الى اميركا، دليل تطرف ترامب وانها قضية امتاز بها عن اوباما، في الوقت الذي؛

الف ـ ان الوثيقة قد نظمت في فترة حكومة اوباما الا ان الفرصة لم تسنح لتنفيذها، فاصدر ترامب الامر الاجرائي دون ادنى تغيير. فهو من ضمن النص المرقم 212 والنص المرقم 301 من قانون اجراءات التابعية والهجرة التي تمت المصادقة عليها من قبل ادارة اوباما والكونغرس.

باء ـ المتحدث باسم البيت الابيض "شان سبايسر" خلال حديثه لقناة (ABC) اول امس كان قد قال ؛ "ان الامر الاجرائي الذي اصدره "ترامب" لمنع رعايا سبع دول من دخول اميركا، جاء على اساس لائحة نظمتها ادارة اوباما".

جيم ــ فيما اعلن مدير موظفي البيت الابيض "رينس بريباس" خلال حديثه لقناة (NBC)؛ "ان الدول السبع التي ادرجت في اللائحة كانوا قد شخصوا من قبل الكونغرس وادارة باراك اوباما كدول تشكل تهديدا لاميركا".

4 ـ ان الاخوة الذين قيموا شخصية ترامب السياسية بالمتميزة عن الهوية الاميركية عليهم ان يردوا على هذا التساؤل، أهنالك فرق بين اوباما وحكومته بحقدها وعدائها لايران الاسلامية، وفي اثارة الحروب وقتل الابرياء العزل من ابناء المنطقة، ونشر الارهاب والتكفيريين الذين يستهدفون، دون ادنى شك، ايران، مع ما يدعيه ترامب ؟! ألم تفرض ادارة اوباما الاتفاق المخزي باسم خطة العمل المشترك على بلدنا؟ الم يوعدونا بامتيازات مستقبلية فيما حصلوا على الامتيازات التي ارادوها على الفور، وها هي وعودهم ينقضوها الواحدة تلو الاخرى وهكذا مئات الاجراءات العدائية التي يصعب حصرها، فهل هذه الحقائق يمكن انكارها؟!

والجدير ذكره ومما لا ينسى بان ادارة اوباما لم تعط السيد "ابوطالبي" وهو كان بمثابة مساعد رئيس جمهوريتنا للحضور الى اميركا كممثل لايران في الامم المتحدة لم تعطه تأشيرة الدخول، فيما لا تمثل الحكومة الاميركية الا دولة مضيفة لمقر الامم المتحدة في نيويورك وليست رئيس او متزعمة لها! و...

5 ـ ومن الضروري الاشارة الى ان القرار المشترك لترامب واوباما لمنع دخول رعايا سبع دول الى اميركا، كان يستهدف ايران اساسا.

فمن الواضح بين الدول السبع؛ ايران، والعراق، وسورية، واليمن، وليبيا، والسودان، والصومال، نجد ان دول مثل السودان، والصومال وليبيا الى حد ما هي للتموية على القائمة، فيما ادرجت ايران والعراق وسوريا واليمن لتمثلها سلسلة المقاومة في المنطقة، ومن ضمنها تمثل ايران الاسلامية رائدة المقاومة ومازالت. فذريعة محاربة الارهاب تأتي في وقت لم تتضمن دول مثل السعودية في القائمة. الدولة التي احتضنت مقرات الارهابيين والتكفيريين، والمفرخة لاكثر عدد من الارهابيين الذين اقدموا على عمليات وحشية، وحتى الامم المتحدة قد جعلت السعودية من الدول التي ارتكبت جرائم حرب بقتل الاطفال في اليمن، حتى اخرجها (بان كي مون) من هذه القائمة بقرار مفضوح!

6 ـ وعودا على بدء في تاكيد بعض الاصلاحيين باختلاف ترامب عن اوباما بسبب تشدده وتطرفه، هذا الادعاء يستتبع ايهاما بانه لا ينبغي التوسل باجراءات متشددة قبال منهجية ترامب المتطرفة! هذه الملاحظة تصدق فيما اذا لا يقارب السادة ــ خلال ثلاث سنوات واشهر مضت ــ الغيرة الدينية والوطنية وضرورة مواجهة احقاد اميركاوحلفائها، كمصداق للتطرف والتشدد! وايمانهم بضرورة مجاراة عمدة العالم! او التبرئة من الثورية! وبالتالي فان ما يتمخض عن هذه الرؤية، وهي للاسف نشهدها في بعض رجال الدولة، التسليم امام العدو والرضوخ للاستبداد الاميركي، اي نفس المنهج الذي اعتمدته الى الان الحكومة الحادية عشرة، المنهج الذي صار يثقل كاهل الشعب، ولم تقدم الحكومة الى الان توضيحا لهذه الليونة حيال اميركا، سوى التراجعات والتضحية بالمصالح القومية! وصدق امير المؤمنين عليه السلام حين قال: (رد الحجر من حيث اتى) اذ الليونة تكلفنا انتقاصا من عزة واقتدار الشعب، وهو ما لا يحق للحكومة فعله.

ويتحتم علينا هنا ان نحذر حكومتنا المحترمة، كما جاء على لسان صائب التبريزي:

لا تفرط في الادهان، اذ حين تسقط اسنان الثعبان، فسيستعمله الاطفال سوطا.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: