من يريد حقيقة التعرف على ماهية العدو الصهيوني من الازمة السورية فليتفحص مواقفه المستمرة منها وكذلك سلسلة الاعتداءات السافرة التي يشنها بين الفينة والاخرى على هذا البلد، ليقف عند حقيقة هذا الموقف اللدود الذي يمكن ان يصنعه في خانة المعادين والمتحمسين لاسقاط الرئيس الاسد من امثال اميركا والغرب وحلفائهم في المنطقة كالسعودية وتركيا وقطر.
وطرف بهذا المستوى من العداء والحقد لايمكن ان تجاهل ما يدور في الساحة السورية من تحولات لذلك نراه عندما يختل التوازن على الارض لصالح الجيش السوري والقوى المؤازرة لها سرعان ما يتحرك العدو الصهيوني للقيام بضربات جوية يائسة هنا وهناك لرفع معنويات المجموعات الارهابية المنهارة وارسال رسائل لمن يخصه الامر في هذا المجال. والامر الاخر الذي يؤرق العدو الصهيوني بشكل اكبر هو عندما يلمس ان ضربات الجيش السوري والقوى المتحالفة معه تسير باتجاه تفكيك المجموعات الارهابية والقضاء عليها وهذا ما يترجم اليوم في وادي بردى حيث اقدمت المجموعات الارهابة على حرب شعواء ويزيدية بقطع المياه عن اكثر من 5/5 ملايين نسمة من سكان دمشق، لذلك نجد الطيران الصهيوني تدخل هذه المرة ايضا في محاولة يائسة لرفع معنويات هذه المجموعات المتهالكة في وادي بردى من خلال قصف مستودعات الذخيرة والسلاح في مطار المزة العسكري غرب دمشق.
وليعلم العدو الصهيوني ان هذه الضربة التي اشبه بسطوة الحرامية لا تسمن ولا تغني من وجوع الا انها اعتداءا صارخا وآثما على بلد مستقبل مثل سوريا المنشغلة بمهمة اكبر في تطهير الداخل من الارهاب وتأمين حدودها حتى تتفرغ للعدو الغاصب لكن من الطبيعي انها ستحتفظ بحق الرد ولن يمر بدون جواب وانها هي من تتحكم اي دمشق بردة الفعل من حيث انتخاب الزمان والمكان وليس العدو الذي يحاول جر دمشق الى ردة فعل غير محسوبة وغير مخطط لها.
وما من شك ان العدو لن يتجرأ في هذه الظروف الداخلية العصيبة التي يمر بها وكذلك ووضعه المتأزم في الخارج ان يقدم على مثل هذا العدوان السافر على بلد مستقل دون اي تبرير ما لم يكن قد حصل على ضوء اخضر بل اكثر من ذلك دعم اميركي ـ غربي ـ تركي ـ سعودي ـ قطري لاسباب عديدة وخطيرة منها تداعيات مثل هذا العدوان وردود الفعل وابعاده على صعيد المنطقة جمعاء. وكذلك احراج المنظمات الدولية المعنية لاتخاذ مواقف مسؤولة تجاه مثل هذه الاعتداءات الصارخة على الدول الاخرى.
والامر الاخر الذي لابد من الاشارة اليه هو الموقف الروسي الحليف والمتواجد على الارض السورية بشكل او آخر لايمكن ان يفصل نفسه عن نتائج تداعيات مثل هذا الاعتداء الذي يمسه ويتطاول على اساطيله الذي يعتبر سيادة روسية. واليوم ينتظر الرأي العام السوري اولا الاقليمي ثانيا بفارغ الصبر ان تتحرك موسكو كما تحركت امام التطاولات التركية عن الارض السورية بكل حزم وحسم عليها اليوم ان تتخذ نفس المواقف لاعتبارات عديدة اولها حماية حليفها والثاني عدم فسح المجال لدويلة مغتضبة ان تهين السيادة الروسية.