الكيان الصهيوني: الانتصار في حلب مهد لتشكيل جبهة ايرانية قرب حدودنا
طهران - كيهان العربي:- أشارت دراسة أعدها باحثان في مركز "دايان" الاسرائيلي لدراسات الشرق الأوسط وافريقيا "موران لفنوني" و"نير بوماس"، الى أن ما حدث في مدينة حلب مؤخرًا، مرحلةٌ مهمة في المعركة التي يخوضها النظام السوري (بدعم روسي وايراني) من أجل إعادة سلطة الرئيس الأسدا إلى ما كانت عليه.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يجري استغلال زخم الانتصار في حلب من أجل مواصلة المعركة التي يبدو أن المرحلة القادمة منها ستركز على معالجة أمر التنظيمات المسلحة الموجودة جنوبي دمشق، وفي جبهة هضبة الجولان ودرعا، وصولًا الى حدود "إسرائيل".
وتطرقت الدراسة الى - ما وصفتها بـ - "الأطراف المعتدلة" في هضبة الجولان السوري، موضحة أن هذه الأطراف - التي تعرفنا عليها خلال السنوات الخمس الأخيرة - تجد نفسها في وضعٍ جديد مختلف في منطقة الحدود.
ولفتت "يديعوت أحرنوت"، الى أن الأزمة السورية - التي دخلت عامها السادس - أوجدت واقعًا جديدًا وربما روتينًا جديدًا في منطقة الحدود؛ حيث يستمر وصول جرحى سوريين الى المستشفيات الاسرائيلية، لكن هذا "الروتين الجديد" والهش في الجولان بدأ يتصدع، وبدأنا نشاهد نتائج المنعطف الذي حدث بعد معركة حلب لدينا أيضًا في الجانب الآخر من الحدود.
وأضافت: "من دون تدخل، يبدو أن زمن "الأطراف المعتدلة" التي ما تزال موجودة في المنطقة سينتهي في المستقبل. وسيكون البديل وجود جيران جدد من "الميليشيات الشيعية"، ومن تنظيم حزب الله، ما يفرض تفكيرًا إسرائيليًا سريعًا قبل تغيّر الواقع على الأرض أمام بصرنا".
ونوهت الدراسة الى أن الاهتمام الاسرائيلي بما يجري في سوريا بصورة عامة، وفي حلب وهضبة الجولان على وجه الخصوص، ينبع من دوافع استراتيجية، وتكتيكية من الوزن الثقيل.
وأوضحت أن شريط جبل الشيخ السوري والقرى المتاخمة له منطقة ذات أهمية استراتيجية عليا بالنسبة للمجموعات الايرانية وحزب الله والنظام السوري. وتنبع أهمية هذه المنطقة من كونها ممرًا يربط بين لبنان، وهضبة الجولان، ويشرف على طريق القنيطرة - دمشق، ما يُسهل من امكانية اقامة جبهة ايرانية اضافية - وحتى مفضلة - في مواجهة "إسرائيل".
وطبقًا للدراسة الاسرائيلية فان السيطرة على هذه المنطقة مصلحةٌ ايرانية واضحة، لافتةً الى أنه خلال السنوات الأخيرة كان يمكن مشاهدة نشاطات ايرانية يقظة، وايضًا وجود ضباط ايرانيين كبار.
وكشفت الدراسة عن أن تل ابيب - التي هدفت سياستها و"الخطوط الحمر" التي وضعتها الى إبقاء الحرب بعيدة عن حدودها - ليست معنية بأن تضعف الأطراف الأكثر اعتدالًا التي ما تزال موجودة في المنطقة، والتي تلتزم أهدافًا مشابهة: إبعاد عناصر النظام السوري، وكذلك العناصر الاسلامية (المحسوبة على الايرانيين وحزب الله) عن هضبة الجولان السورية.
واستدركت تقول :" لكن ما كان يمكن فعله بصعوبة من دون مساعدة قبل معركة حلب - المعركة التي أبقت الجنوب خارج الدائرة المركزية للحرب في سوريا - لا يمكن القيام به بعدها".
وتحدثت دراسة "يديعوت أحرنوت" أنه قبل نحو أسبوع جرى استدعاء كبار الشخصيات في قرى جبل الشيخ الى لقاء مع رئيس فرع الاستخبارات السوري في بلدة سعسع، حيث وجّه إليهم إنذارًا مفاده: إما إلقاء السلاح والانضمام الى النظام السوري، أو التنحي جانبًا والسماح لقوات الأسد بالسيطرة على القرى- حسب الدراسة .
الدراسة هذه تؤكد الفزع والخوف الذي ينتاب الكيان الصهيوني من الانتصار الذي تحقق في حلب، والخطوات اللاحقة التي تهدد أمنه، وحدوده الشمالية، ومصير الجماعات الارهابية المسلحة، التي يغمز بأنها تتلقى دعمًا وحماية من قبله.