امير حسين
بعد تحرير حلب وهزيمة المشروع الاميركي ـ الصهيوني ـ العثماني ــ الاعرابي في المنطقة بدأ المتورطون في الازمة السورية الواحد تلو الاخر يجرون ذيول الهزيمة ويحاولون بشتى الوسائل التكفير عن ماضيهم وهم يتبارون في محاربتهم المزيفة لداعش والمجموعات التكفيرية بعد كانوا اول الممهدين لدخولهم للاراضي السورية ومنها الاردن الذي كان له دور لا يخفى على احد باشعال فتنة الازمة السورية من حدودها المجاورة لمحافظة درعا واحتضانها لغرف العمليات ومنها "الموك" بمشاركة خبراء عسكريين اميركيين وغربيين وصهاينة وسعوديين وقطريين للاشراف على العمليات الارهابية والتدميرية اشعال نيران الحرب في المدن السورية، لكن سبحان يخرج علينا اليوم الجنرال محمود فريحات رئيس هيئة الاركان الاردنية بتصريحات هابطة ومتناقضة يشم منها رائحة الافلاس والتخبط وتبث عبر اذاعة بريطانيا الاستعمار العجوز حيث يعلن من جهة بان الجيش الاردني يطمئن الاسد بان "جيش العشائر" الذي درب في الاردن ـ بمساعدة الغربيين اعداء سوريا ـ سيقوم بقتال تنظيم داعش وليس النظام السوري." ومن جهة اخرى يعلن عن قلق النظام الاردني للحزام البري الذي يربط ايران بلبنان من خلال تقدم الحشد الشعبي الشيعي !! في تلعفر ووصوله الى الحدود السورية. ما هذا التناقض الفاضح والفاحش في قولك في محاربة داعش وطمأنة سوريا، اليس تقدم الحشد الشعبي الذي يمثل كل مكونات الشعب العراقي ومنهم المسيحيين والايزديين هو لحماية الحدود السورية وطمأنة الرئيس الاسد كما تزعم. هل تعلم ايها الجنرال العبقري ان الدواعش الذين احتلوا مدينة تدمر ثانية جاؤوا من العراق. حقا انك تريد محاربة داعش ام فتح المجال امامها لتدخل سوريا من متى شاءت؟!
والسؤال الاهم الذي يساور اذهان الرأي العام الداخلي الاردني والاقليمي اين كنت طيلة اكثر من خمس سنوات من الازمة السورية نائما حتى استيقضت اليوم لمحاربة داعش فيها؟! وهي اليوم في دائرة الاحتضار؟ انه انفعال واضح لهذه الهزيمة المدوية التي هي سبب القلق وليس غيره.
اما استخدامك للغة الطائفية الفجة فهو الاخر يثير اكثر من علامة استفهام لكننا لا ننسى ان اول من اطلق "الهلال الشيعي" هو ملكك ومن اين من واشنطن؟ كعبة آمال العرب المتصهينين!. لقد حاولت يائسا بهذه التصريحات المتخبطة، التكفير عن ذنب دولتك والتراجع عن مواقفها واخطائها السابقة لكنك وقعت في خطأ اكبر عندما اردت ان تفسر القلق الذي ينتاب الاردن وشعبه في غير محله انك خسرت الرهان وهزمت انت ومن يقف وراءك ولم يبق امامك طريق سوى ان تبعد انظار الجيش والشعب الاردني عن القلق الاصلي الذي يساورهما جراء وجود الخلايا الداعشية النائمة ورعاتهم الذين يريدون تدمير الاردن ضمن المخطط الذي عد اساسا لتدمير دول المنطقة وانتم تواطأتهم وشاركتم فيه وما جرى اخيرا في مدينة كرك نموذج لذلك.
اننا واثقون لفطنة الشعب الاردني وخبرته في تحليل القضايا وما يدور حوله وليس بمقدور الجنرال او غيره من التحايل عليه وهو قد شهد بام عينه كيف سمحت الحكومة الاردنية للتكفيريين بالعمل في الاردن وفتحت لهم المجال للقيام بنشاطات واسعة في مختلف المدن الاردنية التي تشكل اليوم حواضن طبيعيةلداعش والتكفيريين وهذا هو الخطر الاصلي الذي يقلق السلطات الاردنية وليس "الحزام الوهم"