kayhan.ir

رمز الخبر: 50494
تأريخ النشر : 2016December31 - 21:08

استهداف الابرياء يعكس مرارة الهزيمة


مهدي منصوري

يحاول الارهابيون وبكل وسيلة ممكنة لديهم ان يسجلوا حضورا بقيامهم بالاعمال الارهابية التي تطال الابرياء في المدن، من خلال خلاياهم النائمة المتواجدة بين الناس.

وقد كان للعمليات العسكرية الاخيرة والتي استهدفت الارهابيين في عقر دارهم وفي المناطق التي يتواجدون فيها خاصة في الموصل والتي اخذت مأخذا كبيرا منهم بحيث فقدوا خيرة قادتهم فضلا عن العديد من المرتزقة،ونزعت عنهم قدرتهم على المناورة والمبادئة مما اغلقت الابواب امامهم في التحرك، مما عكس هذا الامر انحسارا للعمليات الارهابية داخل المدن العراقية وحتى المحررة منها.

وبالامس وفي نظرة فاحصة للعمليات الارهابية التي طالت العاصمة بغداد والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء قد جاء في فترة توقفت او تباطأت فيه العمليات العسكرية الكبرى من اجل اعادة الخطط والاساليب في المراحل الاخرى القادمة من المعركة، مما اعطت حالة الاسترخاء التي تعيشه القوات الامنية في العاصمة فرصة للارهابيين على الاقدام بجريمتهم المنكرة. خاصة وان عمليات بغداد قد اقدمت وفي الايام الماضية على التقليل من السيطرات ورفع بعض الحواجز في العاصمة من اجل التخقفيف من القيود الامنية التي تعرقل بعض الاحيان الحياة الطبيعية للمواطنين، وفي ظل هذه الاجراءات استغلت المجموعات الارهابية النائمة هذه الاجراءات واعتبرتها فرصة جيدة للانتقام مما يواجهونه على ارض المعركة في الموصل.

والذي لابد الاشارة اليه في هذا المجال ان مثل هذه العمليات الجبانة لايمكن ان تؤثر على صلابة وصمود ابناء الشعب والوقوف وراء قواته المسلحة التي تخوض معركة شرسة مع الارهابيين، والتي تمكنت ان تحقق الانتصارات الرائعة والكبيرة والمنقطعة النظير وبوقت قياسي اذهل المراقبين، ولذا فان هذه العمليات الارهابية سيكون لها تأثير ايجابي كبير وذلك تعطي العزم للقيادات العسكرية ان تباشر عملياتها وبقوة اكبر واقوى من سابقاتها بحيث تحرر المناطق التي لازالت بيد القتلة والمجرمين من اجل قطع دابر الارهاب والارهابيين والى الابد.

وعلى الرغم من ان استهداف الابرياء من قبل الارهابيين القتلة لم يكن امرا جديدا بل اعتاد عليه العراقيون في حياتهم اليومية، لانهم يدركون انهم مستهدفون بسبب صمودهم الرائع وافشالهم لكل مشاريع الاعداء التي ارادت لهذا البلد الاقتتال ومن ثم التمزيق، ومن هنا فان العمليات الارهابية الاخيرة رغم خسارتها الفادحة والتي طالت الابرياء، الا انها ستكون لها انعكاساتها الايجابية على الوضع الامني في العراق بحيث تدفع الى مواجهة الارهابيين وضربهم في مواقعهم وايجاد حالة من الحذر الشديد والاندفاع للتعاون مع الاجهزة الامنية في الاعلان عن اية حالة طارئة وغير طبيعية، لاخماد نار الفتنة التي تريد اشعالها المجاميع الارهابية في استهدافها لمناطق محددة دون اخرى.