kayhan.ir

رمز الخبر: 50431
تأريخ النشر : 2016December30 - 21:05

قرار الهزيمة


مهدي منصوري

القرار الذي اتخد اوباما تجاه روسيا باخراج الدبلوماسيين يعكس حالة واضحة للاحباط الذي منيت به اميركا، خاصة بعد ما وصلت الاوضاع في حلب يخرج عن رغبة وأمنيات وخطط واشنطن وحلفائها، ولو نلاحظ ان سبب الاجراء الذي اتخذه اوباما لا يرقى الى الواقع بشئ وانما ثقل الهزيمة التي منى بها الحزب الديمقراطي في خسارته بالانتخابات الى فشل سياسته تجاه الكثير من قضايا المنطقة والتي اعترف بها اوباما بالقول ان سياسته هي سبب لكل الازمات التي حصلت في الشرق الاوسط، ومن جانب آخر فان اوباما اراد وهو على ابواب خروجه من البيت الابيض وكما اشارت اوساط سياسية ان يخلق حالة من الارباك لحليفه ترامب في العلاقة مع روسيا بحيث ان يترك أمر اعادتها الى الدبلوماسية الجديدة.

مما دفع هذا الامر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الى عقد لقاء مع ممثلين عن الاستخبارات الأمريكية ليستوضح منهم خفايا عقوبات أوباما ضد موسكو،ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية، عن ترامب قوله: "حان الوقت في بلادنا للاهتمام بأشياء أكبر وأفضل من هذه. ومن أجل مصلحة بلادنا وشعبنا العظيم أنا سأعقد لقاء مع قادة استخباراتنا الأسبوع المقبل ليطلعوني على الحقائق بشأن هذا الوضع" ("تدخل روسي" في الانتخابات الأمريكية وفرض عقوبات جديدة على موسكو)، وفي نفس السياق أعلنت كيليان كونواي إحدى مستشاري الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا عبارة عن محاولة من إدارة أوباما لوضع فريق ترامب في موقف حرج، مؤكدة رغبة ترامب في دراسة كافة التقارير الاستخباراتية بشأن "الهجمات الإلكترونية". مما يعكس ماتقدم ان الادارة الجديدة تحمل رؤى تختلف عما كانت تحمله ادارة اوباما.

الا ان الامر قد يكون اعمق من هذا لان وبعد ان وضعت واشنطن كل ثقلها وثقل حليفاتها في المنطقة من اجل الهدف الاساس وهو اسقاط الاسد وزعزعة اركان دول الممانعة والمقاومة، ضمن خطط مرسومة لتحقيق الشرق الاوسط الكبير من خلال تفكيك البلدان وتقسيمها، الا ان النتيجة جاءت عكس ذلك تماما بحيث ان اليد الضاربة التي اعتمدوا عليها وهي الارهابيين قد شلت ولم تعد لها ذلك التأثير، وانها في حالة التلاشي، بحيث وجدوا انفسهم وكما قيل "خرجوا من المولد بلاحمص"، لذلك لابد ان تقوم واشنطن بفعل يلفت الانظار فحسب، فعمدت الى اصدار قرارها الاخير الذي يكشف عن عمق الهزيمة التي تعاني منها الادارة الاميركية اليوم.

وبنفس الوقت أن هذا القرار لايمكن لواشنطن ان تصل فيه الى نتائج مثمرة أو تستطيع ان تجيره لصالحها لانه يقع ضمن الحرب الباردة التي عاشها العالم في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.

اذن ولابد ان نذكر هنا ايضا ان حل قضية حلب وبالصورة التي تمت بها من دون ان يكون لواشنطن وحليفاتها يد فيها أمر بالغ الاهمية ويعكس انها كانت جزء من المشكلة وليس من الحل، لانها مارست عملية المماطفة مع روسيا وبصورة اوضحت فيه انه تدعم الارهاب جملة وتفصيلا خاصة عندما طلبت موسكو من واشنطن فصل المعارضة المسلحة عن المجموعات الارهابية من أجل انهاد الازمة والعودة للغة للحوار وانهاء حالة الاقتتال وايقاف نزيف الدم، الا واشنطن لم تصغ للطلب الروسي لعدم القيام بهذا الامر، مما يعكس وبوضوح ان ادارة اوباما ترى ان انهيار الارهاب امر لايمكن ان تقبل به لانه يشكل انهيارا كبيراً لسياستها ومشاريعها في المنطقة على الخصوص والعالم في الاعم الاغلب، وبذلك فان القرار وكما وصفته اوساط اعلامية وسياسية نتاج واضح للهزيمة التي منيت بها واشنطن وحلفائها.