الهستيرية الصهيونية تؤكد أهمية قرار ادانة الاحتلال لفلسطين
عمر عبد القادر غندور
لماذا كل هذا النقاش حول قرار مجلس الامن الدولي الذي ادان فيه الاستيطان الاسرائيلي للضفة الغربية، وهو القرار الذي تقدمت به مصر اولا، ثم طلبت تأجيل التصويت عليه، ثم صوتت له لاحقا بعد ان تقدمت به دول أخرى.
خلاصة الموقف المصري المقتحم ثم المتريث ثم المقتحم لا يمكن الا ان نضعه في خانة الايجابية، لان القرار التاريخي الصادر عن مجلس الامن هو خطوة هائلة أكدت على عدالة قضية الشعب الفلسطيني وادانة صريحة لكل اساليب القهر والابادة والاذلال الذي مارسته سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني المظلوم، وعلينا كعرب ان نستثمر هذا الانجاز الاممي (غير المُلزم عمليا) ونبني عليه لتأكيد بطلان الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه المسلوبة بناء لجميع المواثيق والعهود التي قامت عليها هيئة الامم.
وللدلالة على اهمية قرار مجلس الامن وامتناع الولايات المتحدة عن وضع الفيتو، لنرى ردة الفعل الصهيونية التي بلغت حد الهستيرية باستدعاء ممثلي 14 دولة صوتت لصالح القرار الصادر ومن بينها سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، الذي سمع كغيره تأنيب وزير الخارجية الصهيوني والوعيد بمحاسبة الدول التي صوتت الى جانب القرار، ناهيك عن الموقف المتعجرف والمتغطرس لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو معلنا عدم الاعتراف بالقرار الاممي .
اما لماذا هذا الموقف للادارة الاميركية التي لم يبق لها الا اياما معدودة لمغادرة البيت الابيض فلا ضير ان يوجه الرئيس اوباما صفعة مؤلمة لرئيس وزراء العدو الصهيوني في الوقت بدل الضائع نتيجة فقدان الكيمياء بين الرجلين، ولا شك ان اوباما متخما بالاهانات التي تحملّها من نتنياهو على مدى ثماني سنوات،وعلى اي حال كلاهما اسوأ من الاخر اتجاه القضية الفلسطينية الأم، ولكن لا بأس في هذا القرار الأممي الذي أدان الاحتلال الصهيوني والاستيطان في الضفة الغربية وكل فلسطين التي لا تكون الا من النهر الى النهر، والذي يبقى حبرا على ورق كغيره من عشرات القرارات التي لم تحرر شبرا واحدا من فلسطين، ويبقى الكحل افضل من العمى…