فاتورات الداعمين لا مفر منها
كثرت التحليلات والاستنتاجات حول الخطوة المفاجئة وغير المسبوقة للرئيس اوباما وهو في الدقيقة التسعين من نهاية دورته الرئاسية الثانية برفع الحظر عن تزويد المعارضة السورية التي يسميها بالمعتدلة باسلحة نوعية كالمنظومات المضادة للطائرات والصواريخ وهو امر غريب ولافت خاصة انه تزامن مع تحرير حلب التي قلبت الموازين والتحالفات في المنطقة.
ورغم ان القانون الاميركي لايسمح اساسا بتزويد المعارضة بمثل هذا السلاح النوعي فما الذي دفع بالرئيس اوباما باتخاذ هذا القرار؟! امر مريب وبالغ الاهمية ويطرح حوله الكثير من التساؤلات واولها هل يريد اوباما خلق متاعب جدية للعهد الجديد برئاسة دونالد ترامب الذي يتمتع بعلاقات جيدة هو ووزير خارجيته بالرئيس بوتين ووضع العراقيل امامهما خاصة وان موسكو اعتبرت قرار الرئيس اوباما خطوة عدائية ضد روسيا لان هذه الصواريخ ستهدد الطيران والقوات الروسية وكذلك المصالح الروسية في سوريا.
ورغم تبجحات الادارة الاميركية الحالية بمحاربة الارهاب، الا ان قرار اوباما الاخير برفع الحظر عن توريد السلاح للمسلحين السوريين مؤشر قوى على دعمه للارهاب بهدف زعزعة الاستقرار والامن في سوريا والمنطقة بدل ان يودع عهده بالقيام بخطوات ايجابية لمحاربة هذا السرطان الذي يهدد العالم. ومهما حاول التذرع بان هذه الاسلحة مخصصة "للمعارضة المعتدلة" لكن تجارب الماضي اثبتت ودون شك بان الاسلحة التي قدمت من قبل "للمعارضة السورية" سقطت في النهاية بيد "داعش" و"النصرة" الارهابيتين.
وعلى اية حال فقرار اوباما بتزويد المجموعات الارهابية بالسلاح في هذه الفترة يعكس بشكل دقيق حالة الاضطراب والارتباك الذي يهيمن على ادارته وهو يغادر البيت الابيض دون اعطاء توضيحات بهذا الخصوص.
ان خطوة اوباما المتسرعة وغير المدروسة والتي تحمل في طياتها رسائل الى الداخل والخارج في آن واحد تكشف بوضوح انها خطوة باتجاه دعم الارهاب وهذه فضيحة لايمكن التستر عليها مهما سوق لها من الاعذار والحجج، لتبرير قراره.
فالرئيس اوباما يعلم علم اليقين انه مهما قدم ويقدم لهذه المعارضات الارهابية من سلاح فانها اعجز من ان تغيير شيئا على ارض الواقع وهذا ما اعترف به الرئيس اوباما نفسه بان "ايران لن تسمح لنا بالتغيير في سوريا". انه اعتراف من العيار الثقيل الذي يدمغه ويدمغ كل من دفع بهم من الغربيين والعربان والاتراك الذين صحوا جميعا في الاونة الاخيرة على انفسهم لكن دون جدوى لان القطار قد فاتهم فبالاضافة على تحملهم الخسائر الباهظة وتداعياتها عليهم مستقبلا دفع فاتورات دعمهم للمجموعات الارهابية التي بدأت تغادر سوريا والعراق في طريقها للتسلسل الى مجتمعاتهم للانتقام ممن ورطهم في معركة خاسرة التي لم تجلب لهم سوى العار والهزيمة الابديتين.