آفاق سياسية جديدة بعد حلب
مهدي منصوري
عاش العالم ابان الازمة السورية المفتعلة والمدفوعة الثمن حالة من التصعيد السياسي والعسكري والاعلامي وبصورة فاقت التصورات والتي كانت تعتمد على شرط قاس الا وهو المطالبة باسقاط الحكم القائم في سوريا، وبذلك تم تهيئه كل الظروف والاجواء للوصول الى هذا الهدف وبناء على حسابات خاطئة ومغلوطة وغير دقيقة والتي تقوم على ان هذه الضغوط ستؤول الى سقوط الاسد وفي ايام معدودات.
ولكن وبعد الصمود الرائع وغير المتوقع للشعب والجيش السوري ووقوفه الى جانب حكومته بحيث تمكن ان يسقط هذا الرهان بالدرجة الاولى، بحيث تغير خطاب المهزمين الى لغة اخرى تعتمد على ان استمرار الحرب والمواجهة العسكرية لم يجد نفعا، بل لابد من الذهاب الى الحل السلمي الذي يعتمد على الاتفاق بين الحكومة السورية وما تسمى كذبا بالمعارضة المعتدلة، وقد لاقى هذا الاقتراح الملغوم من قبل الدول الداعمة للارهاب ترحيبا من قبل الحكومة السورية بحيث وافقت على عقد الاجتماع وبذلك شكل ضربة قوية وقاسية لاولئك الذين خططوا لابقاء نار الفتنة مشتعلة، ولذلك فانهم بذلوا ما يمكن بذله من جهد وعلى مختلف الصعد السياسية والاعلامية والعسكرية لافشال المباحثات من خلال فرض الشروط التعجيزية والتي كانت سببا رئيسا في عرقلة نجاحها.
واليوم وبعد ان وصلت فيه الاوضاع الى تحقيق الانتصار الكبير على الارهاب وتحرير مدينة حلب من رجس الارهابيين والتي شكلت ضربة قاصمة لمن وقف ودعم الارهابيين سواء كان من الاميركان والصهاينة والسعوديين بحيث اسقط مافي ايديهم، لان المعول الذي كانوا يلوحون به في تحقيق مآربهم قد ناله الانهيار، مما عكس ان الطرق قد اصبحت معبدة امام تحقيق أفق سياسي جديد يقوم على ارادة الشعب السوري بحيث يدفع عنهم كل الالام والمعاناة التي عاشوها وعلى مدى اكثر من خمس سنوات.
وقد كان الاجتماع الثلاثي الذي ضم كل من روسيا وايران وتركيا الذي عقد في موسكو قد وضع الخطوط الاولية نحو ترتيب الاستقرار الامني والسياسي في سوريا، واللافت ان عوامل الضغط التي لا تريد لهذا الشعب الاستقرار والتي اشعلت نار الفتنة لم يكن لها نصيب في هذا المؤتمر مما عكس ان الامور تجري في طريقها الصحيح ومن دون اي عقبات تذكر، رغم انه تبقى بعض المخاوف قائمة من ان اعداء الشعب السوري والمقاومة لا يؤمن شرهم وحقدهم، فلذا ينبغي الحذر الشديد من احابيل هؤلاء المجرمين الذين يتحينون الفرص من اجل سلب نشوة النصر التي يعيشها السوريون وداعميهم اليوم.