الصحف الاجنبية..وقف الارهاب في اوروبا يتطلب وقف الحروب في سوريا والعراق
شدد صحفيون بريطانيون معروفون على استحالة وقف الهجمات الارهابية في اوروبا طالما استمرت الحروب في سوريا والعراق، وذلك عقب الهجوم الارهابي الاخير في برلين.
واضاف هؤلاء ان نشوء تنظيم "داعش" يعود الى السياسات الغربية تجاه العراق وسوريا..هذا فيما اعربت شخصيات من تيار المحافظين الجدد عن غضبها من خطوة ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بعدم استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي يدين انشطة الاستطيان الاسرائيلية.
انتقادات اميركية لعدم استخدام ادارة اوباما الفيتو بمشروع القرار ضد الاستيطان الاسرائيلي:
كتب "Elliot Abrams” و "Michael Singh” مقالة نشرت بصحيفة واشنطن بوست والتي وجها فيها انتقادات حادة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب رفض الولايات المتحدة استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي تبناه مجلس الامن يوم امس والذي يدين النشاط الاستيطاني الاسرائيلي.
و قال الكاتبان ان استخدام الفيتو الاميركي لكان قد اكد بانه لا يمكن حل القضية الفلسطينية الاّ من خلال المفاوضات على حد زعمهما. واضافا ان السبيل الافضل لتشجيع هذه المفاوضات لا يكون عبر اصدار احكام مسبقة لنتائجها ولا عبر فرض جداول زمنية، وانما من خلال ايجاد الظروف الاقليمية المناسبة لها من خلال التصدي لمن اسمياه بالمخربين "مثل ايران و داعش الذين يعارضا التعايش السلمي" على حد تعبيرهما.
كما تابع الكاتبان بانه لن يتم التوصل الى السلام في الشرق الاوسط من خلال تصويت اممي، وبأن السلام سيتطلب قيادة اميركية جديدة في المنطقة على حد تعبيرهما، اضافة الى اعادة بناء الثقة مع كل "شركاء اميركا في المنطقة، مع التشديد على ضرورة ان تسلك الادارة الاميركية المقبلة هذا النهج.
مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" تناول نفس الموضوع، حيث اشار الى ان قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما عدم استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي يدين النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يمثل تحولًا عن السياسات التي اتبعها الرؤساء من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري على مدار عقود.
واعتبرت الصحيفة ان مشروع القرار الذي تم تبنيه بغالبية اربعة عشر صوتًا دون أي صوت معارض انما سيشجع الفلسطينيين على السعي الى فرض المزيد من العقوبات على "إسرائيل" ويعزز كذلك حملة مقاطعة "إسرائيل" الدولية.
واضافت الصحيفة ان ادارة اوباما ومن خلال عدم استخدام الفيتو ميزت نفسها عن الادارات الاميركية السابقة وكذلك عن موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي اعرب عن معارضته الشديدة للقرار.
الصحيفة قالت ان البيت الابيض ربما شعر بأنه يمكن تبرير هذا التغير الكبير بالسياسة المتبعة بسبب الجنوح الاسرائيلي نحو اليمين تحت قيادة رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، اذ ان التحالف الاسرائيلي الحاكم يدعم التشريعات التي تجيز بناء المستوطنات التي تصنفها "إسرائيل" نفسها بانها غير قانونية.
واشارت الصحيفة ايضاً الى ما قاله المسؤولون الاسرائيليون بأن عدم استخدام الفيتو الاميركي يعد استهدافًا من قبل اوباما لنتنياهو بعد خلافات حادة بين الرجلين خلال الاعوام الماضية. كما رأت ان التصويت قد يعد محاولة لاستباق ترامب "الذي يبدوا انه مستعد لاستدارة السياسة الاميركية بالاتجاه المعاكس تماماً"، بعد ان سمّى شخصًا مناصرًا للاستيطان سفيرًا له الى كيان الاحتلال الاسرائيلي. وفي الختام قالت الصحيفة ان خطوة اوباما وأيًا كان السبب وراءها ستلحق الضرر اكثر مما ستفيد، على حد زعمها.
وقف الارهاب في اوروبا يتطلب القضاء على "داعش" في سوريا والعراق
كتب "Patrick Cockburn” مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، قال فيها ان القادة السياسيين الاوروبيين يرتكبون نفس الخطأ في رد الفعل على الهجوم الارهابي الاخير في برلين كما فعلوا برد الفعل على الهجمات الارهابية السابقة في باريس وبروكسل.. واعتبر الكاتب أن هناك تركيزًا مبالغًا فيه على اخفاقات قوى الامن بعدم التعرف على منفذ الهجوم، وهو المواطن التونسي انيس العامري، دون ان يكون هناك تركيز كافٍ على انهاء الحروب في سوريا والعراق، التي تجعل منع حدوث هذه الهجمات الارهابية مستحلية، بحسب تعبير الكاتب.
وأشار الكاتب الى ان اشخاصًا مثل العامري تبين ان لديهم علاقات مع جهات معينة، لافتاً الى ان العامري نفسه وبحسب مسؤولين اميركيين كان قد تواصل مع "داعش" وكذلك مع "واعظ سلفي".
الكاتب حذر من ان "داعش" يلعب دورًا محوريًا في الموجة الارهابية التي تستهدف اوروبا من خلال تقديم الدافع الايديولوجي، ومن ان التنظيم قادر على السيطرة على خلية ارهابية كما اثبتت هجمات باريس وبروكسل.. وبالتالي شدد على استحالة هزيمة الارهاب طالما ما بقي "داعش" منظمًا بشكل جيد وقادر على توفير الدافع الايديولوجي وغيره.
واعتبر الكاتب ان استمرار وجود "داعش" دليل على فشل القيادة الاميركية والاوروبية، حيث قال ان اميركا و اوروبا هما من أوجدا الظروف التي سمحت بنشوء هذا التنظيم عبر اجتياح العراق عام 2003. كما اتهم اميركا واوروبا بالسماح باندلاع الحرب في سوريا، مع اعتقادهما انه يمكن احتواء الفوضى فقط داخل العراق و سوريا.
وتابع بأنه فقط مع حلول عامي 2014 و2015، اي بعد نشوء "داعش" و مع تدفق اللاجئين الى اوروبا ووقوع الهجمات في فرنسا وبلجيكا، فقط حينها ادرك المسؤولون الغربيون حجم الخطر.
غير ان الكاتب حذر من ان تنظيم "داعش" لا يزال نشيطًا، لافتاً الى ان التركيز الدولي خلال الفترة الاخيرة كان على حلب دون ان تعطى اهمية الى سيطرة "داعش" على مدينة تدمر. وحذر من خطورة مواقف الحكومات الغربية وتغطية وسائل الاعلام التي تفصل بين ما يحصل في سوريا والعراق عن التداعيات الطويلة الامد لما يجري في البلدين على اوروبا.
وتابع بأن اوروبا قد تواجه عواقب خطيرة اذ ان تنظيم "داعش" يمكن ان يستمر بنشاطه الارهابي لسنين مقبلة من خلال شن هجمات كتلك التي نفذت في برلين، مشيراً بالوقت نفسه الى ان الهجمات من هذا النوع لا تتطلب امكانيات كبيرة، مضيفًا أن الهجوم الارهابي يمكن ان يغير الاجندة السياسية في بلد بحجم المانيا، وان "داعش" يدرك ذلك ولن يوقف هجماته طالما بقي موجوداً.