kayhan.ir

رمز الخبر: 50064
تأريخ النشر : 2016December24 - 20:02

الصحف الاجنبية: انتصار حلب دليل على انحدار السياسة الاميركية

رأى صحفيون اميركيون ان سيطرة الجيش السوري وحلفائه على كامل مدينة حلب يشير إلى "الانحدار الاميركي ومساع لإقصاء الولايات المتحدة من التسوية النهائية في سوريا ما يجعلها ولأول مرة خارج اللعبة في الشرق الاوسط منذ اربعة عقود". كما دعا سيناتور اميركي من الحزب الجمهوري إلى تحرك ضد الرئيس السوري بشار الاسد وعدم التعاون اطلاقاً مع الحكومة السورية وروسيا وايران بمواجهة الإرهابيين.

أحداث حلب والإنحدار الاميركي

وفي التفاصيل، كتب "Charles Krauthammer” مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" بعنوان "حلب والانحدار الاميركي"، واعتبر ان ما اسماه "سقوط مدينة حلب" (اي سيطرة الجيش السوري وحلفائه على كامل المدينة) قبل اسابيع من مغادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما البيت الابيض، ينسجم وسياسة اوباما التي تعتمد على "التراجع و الانسحاب".

واضاف الكاتب انه "في ظل غياب اي ردع اميركي، تدخلت روسيا وغيرت موازين المعركة، وشنت حملة قصف جوي مكثفة ضد المجموعات المسلحة في حلب"، وقال إن "لم يدرك ان دور القوة العظمى في اي نزاع لا يجب ان يكون بالضرورة عبر التدخل على الارض، إنما ردع قوة عالمية منافسة من التدخل وتغيير مسار الحرب"، معتبرا ان "اميركا غي عهد أوباما لم تقم سوى بالقاء خطابات في الامم المتحدة".

ورأى الكاتب ان النقاش الدائر حول سوريا هو نقاش عاطفي لا ينصف الأهمية الاستراتيجية لما حدث في حلب، مشيرا إلى ان غياب الولايات المتحدة عن اجتماع موسكو الثلاثي بين إيران تركيا وروسيا "يؤكد غيابها عن اللعبة في الشرق الاوسط لاول مرة منذ اربعة عقود".

وقال الكاتب ان "امام اميركا طريق طويل لاعادة بناء نفوذها الذي خسرته مع هزيمة المسلحين في حلب"، موضحا نية الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب انشاء مناطق آمنة، سيكون مكلفاً و خطيراً ويتطلب نشر اعداد كبيرة من القوات على الارض، علاوة على خطر المواجهة العسكرية مع روسيا".

و اعتبر ان "استعادة واشنطن لمكانتها في المنطقة يجب ان يتم في ميدان آخر غير حلب".

مكاين يدعو الى التصعيد ضد الاسد و عدم اعتماده و حلفائه شركاء في محاربة الارهاب

كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالة للسيناتور الاميركي جون مكاين، تحدث فيها حول استعادة الجيش السوري وحلفائه كامل مدينة حلب، وقال ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما اسماه "المأساة في حلب" بسبب "عدم تدخل ادارة اوباما بالشكل المطلوب للتصدي للجيش السوري وحلفائه".

واضاف الكاتب ان "الحرب السورية لا تزال طويلة رغم طرد المسلحين من حلب"، وتحدث عن ارجحية ان يسوء الوضع بينما يتصhعد القتال بين الاطراف المتنازعة"، على حد قوله.

ورأى ان "الولايات المتحدة لا تزال تملك الخيار"، وقال إنها ستزداد سوءًا كلما انتظرت اكثر"، مؤكدا ضرورة ان "تدرك واشنطن بانها معنية بما سيحصل في سوريا"، وأضاف ان "السيناريو في سوريا يتعلق بالامن القومي للولايات المتحدة".

وقال ان ازمة اللاجئين التي "تزعزع استقرار حلفاء مثل "إسرائيل" و الاردن" وتهدد "اساس الديمقراطيات الغربية" تؤثر على الولايات المتحدة".

وشدد مكاين على ضرورة ان يدرك الأميركيون ان "كل من الرئيس السوري بشار الاسد و الرئيس الروسي فلادمير بوتين وقائد فيلق القدس في قوات حرس الثورة الإسلامية الايرانية اللواء قاسم سليماني، لا يمكن ان يكونوا شركاء حقيقيين في محاربة الارهاب"، على حد قوله.

شخصيات جمهورية معروفة تعتبر ان سياسات ترامب قد تأتي بالفائدة للولايات المتحدة

من جانبه، كشف "David Ignatius” في مقالة نشرتها صحيفة نفسها، عن دور استشاري يلعبه وزير الحرب الاميركي الاسبق "Robert Gates” للترامب.

وقال الكاتب انه "اجرى مكالمة هاتفية مع "Gates” حول الدور الاستشاري الذي يلعبه والفرص والتحديات المستقبلية"، مضيفا ان اهم ما يقوم به "Gates” هو تحقيق التوازن المناسب بين تحسين العلاقات مع روسيا من جهة، وعدم الظهور كمن يتعاون بشكل مبالغ به مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين من جهة اخرى".

الكاتب نقل عن لسان وزير الحرب الاميركي الاسبق بان "التحدي الأبرز الذي تزاجهه اي ادارة جديدة هو كيفية تحقيق توازن بين وقف تدهور العلاقات الاميركية الروسية من جهة والرد على ما اسماه "عدوانية بوتين" من جهة اخرى".

كما اشار الى تغريدة ترامب التي قال فيها ان "على الولايات المتحدة تقوية وتوسيع قدرتها النووية"، والتي جاءت بعد ان اعلن بوتين نيته تعزيز القوات النووية الاستراتيجية"، اذ اعتبر الكاتب ان ذلك "يمثل ردا مفاجئا من قبل ترامب على بوتين".

ولفت الكاتب الى ان "Gates” يلعب دوره كمستشار غير رسمي لفريق ترامب الانتقالي الى جانب شخصيتين آخرتين من ادارة جورج بوش الابن، وهما وزيرة الخارجية الاسبق "كوندليزا رايس" التي قال انها على تواصل مستمر مع نائب الرئيس المنتخب"Mike Pence” ، بالإضافة إلى مستشار الامن القومي الاسبق "Stephen Hadley”.

الكاتب لفت كذلك، إلى ان الشخصيات الثلاث هم اصحاب شركة استشارية اسمها "RiceHadelyGates”، التي طرحت اسماءً لتولي مناصب هامة في حكومة ترامب، بمن فيهم "Rex Tillerson” الذي اختير وزيراً للخارجية،و"James Mattis” الذي اختير وزيراً للحرب.

ونقل عن "Gates” قلقه من تأثير بعض الشخصيات على ترامب، مضيفا ان "التحدي يبرز لكون نجاح ترامب نابع من طريقته "غير المنضبطة" و تغريداته الشخصية على موقع تويتر".

وبسحب الكاتب، اعرب "Gates” عن تأييده للشخصيات التي اختارها ترامب لمناصب حساسة في مجال الامن القومي مثل "Tillerson” و "Mattis”، اضافة الى الجنرال "John Kelly” لمنصب وزير الامن الداخلي، إذ قال ان ذلك يشير الى "استعداد ترامب لاحاطة نفسه بشخصيات قوية ستقول له الكلام الذي يجب ان يسمعه".

كما نقل الكاتب عن "Gates” بان النهج المثير للجدل الذي يتبعه ترامب قد ثمر فوائد عدة، اذ ان "اميركا لا تظهر كالقوة التي دائماً ما ستقف متفرجة امام الاحداث التي تحصل كما كان الوضع عليه مع ادارة اوباما".

وتابع الكاتب ان ترامب خلق حالة تشبه "الدينامكية" التي اوجدها الرئيس الاسبق "Richard Nixon” ووزير خارجيته "Henry Kissinger” في العلاقة الثلاثية بين الولايات المتحدة و الصين و روسيا .و نقل عن "Gates” في هذا الاطار، ان الولايات المتحدة ربما تستطيع ان تتبع سياسة غامضة تجاه موسكو و بيكن بحيث لا يعرف اي من الطرفين السياسة الاميركية الحقيقية التي تتبع.