نصر الله يضع النقاط على الحروف
طالما عود السيد نصر الله امين عام حزب الله وقائد انتصار تموز المجيد متابعيه ومناصريه من كل الديانات والاقطار ان يأتيهم بشيء جديد في كل خطاب يلقيه بالمناسبات فخطاب البارحة لا يستثنى من هذا الامر حيث القى خطابا مسهبا في لقائه بالطلبة الجامعيين تناول فيه مختلف القضايا والساحات الساخنة بدءا بتحرير حلب الشهباء الذي لم يعرف الكثيرون ومرورا بما يحدث اليوم في تركيا والاردن وغيرها، وانتهاءا بالبحرين الذي حذر حكامها من الذهاب الى مكان سيندمون عليه كثيرا.
لقد استهل سماحته حديثه بالقاء الضوء على الفكر الوهابي التكفيري الذي يغذي كل هذه المجموعات الارهابية الضالة التي ترتكب جرائمها ومجازرها الوحشية والشنيعة باسم الاسلام محملا علماء الاسلام والمفكرين مسؤولية التصدي لهذا الفكر التدميري المشوه لسمعة الاسلام والمسلمين والانكى من ذلك ان بعض الاعلام العربي المعروف بارتباطاته يساير الاعلام الغربي والصهيوني في التركيز على ان تنظيم "الدولة الاسلامية" فعلت كذا وكذا.
لكن الامر الجديد في خطاب سماحته هو الكشف عن معلومات مذهلة لما جرى في حلب خلال الاشهر الاخيرة من معارك قاسية وشرسة استجلب اليها عشرات الالوف من الارهابيين للحيلولة دون تحريرها كاشفا في نفس الوقت عن حجم الاموال الطائلة التي وظفت لتدمير سوريا والتي تقدر بمئات المليارات اضافة الى تقديم عشرات الالاف من الاطنان من السلاح والذخيرة وليس كما روجت له المجموعات الارهابية بان سبب هزيمتهم كانت نتيجة لتخلي الدول الداعمة لهم.
اما الفجور الاعلامي الفاضح الذي رافق معركة حلب قد تجاوز كل اخلاقيات هذا المهنة ونزل الى ادنى مستواها من الحضيض لفبركة مشاهد وصور مؤلمة لمجازر حدثت في الضاحية وحرب تموز وغزة واطفال اليمن على انها تحدث اليوم في حلب.
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه الى اين وصلت الاطراف الدولية والاقليمية التي راهنت على اسقاط الرئيس بشار الاسد عبر توظيف كل ما كانت تملكه من امكانات واموال وارهابيين من شتى بقاع العالم من الافلاس لاستثمار التضليل الاعلامي البشع بكل صوره لكسب معركة حلب الفاصلة والتي تعلن الهزيمة المدوية لاحد الطرفين والنصر للاخر. ولن نذيع سرا ما كشفته بعض المصادر الغربية ان ما وظف من اموال خيالية للمعركة الاعلامية في سوريا قد بلغ الست مليارات دولارات وهو امر لا يصدق لكن هذا هو الواقع ترجم على الارض كحقيقة لايمكن انكارها.
اما حديثه عن تركيا ودورها الازدواجي في العراق وسوريا وما تكتويه بنيران داعش لدعمها بكل ما تملك لهذه الاخيرة كان مزرياً ومؤسفا للغاية وهذا ما يستدعي ان تعيد تركيا حساباتها جيدا قبل ان تقع في دوامة قد لا تخرج منها سالمة والبداية هي حرق جنديين تركيين بمنتهى القساوة والبشاعة التي لم نجد لها نظيرا الا فى حرق الطيار الاردني وعلى ايدي هذه الجماعات الارهابية الخارجة عن الدين والملة.