نصر الله: معركة حلب ستفتح آفاقا سياسية جديدة بعد ان قضت على هدف اسقاط النظام السوري
* ما قدمه العالم خاصة الدول العربية من مال وسلاح ودعم اعلامي وسياسي للارهاب في الحرب على سوريا يفوق عشرات المرات ما قدم لفلسطين
* معركة حلب هي إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للارهاب
* المسلحون هزموا بصمود سوريا قيادة ومقاومة، والجماعات التكفيرية ستعود على الدول الداعمة لها قريباً
* تركيا ادخلت "داعش" للعراق وسوريا وتتلظى اليوم بنيرانها، وعلى الحكومة الاردنية ان تتعظ من دعمها لهم
* من لا يقوم بإدانة إجرام الجماعات التكفيرية هو شريك في الاساءة للاسلام وللرسول (ص) وللاديان السماوية وربها
* المنامة مصرة على ارتكاب الحماقات والشعب البحريني لم يستسلم، وندعو السلطات للتعقل وعدم الذهاب الى مكان ستندم عليه كثيرا
طهران - كيهان العربي:- وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معركة حلب باقسى الحروب في سوريا، مؤكدا ان هزيمة المسلحين كانت نتيجة صمود سوريا قيادة ومقاومة، وان دعم التكفيريين والمسلحين سيعود على الدول الداعمة لهم فيما بعد.
واكد السيد حسن نصر الله في لقاء بالطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية أمس الجمعة ان ما جرى في حلب من أقسى الحروب التي شهدتها سوريا، مشيرا الى مشاركة عشرات الالاف بينهم مئات الانتحاريين في المعركة .
وقال: "ن ما جرى في حلب معركة متواصلة يومية طاحنة وكان الذين راهنوا عليها يرديون اسقاط حلب"، مشيرا الى المعارك لم تكن مع جماعات المعارضة المسلحة فقط بل كانت هناك جنسيات عديدة.
وشدد على ان الذين هزموا في حلب برروا هزيمتهم بقلة الدعم الذي تلقوه وهم يكذبون، مشيرا الى ان المسلحون تلقوا مليارات الدولارات ومئات الاطنان من الأسلحة والعتاد من الدعم.
وأعلن أن "معركة حلب هي إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للإرهاب"، ولفت الى أن "الانتصار في معركة حلب لا يعني انتهاء الحرب ولكن بعد حلب نقول أن هدف إسقاط النظام سقط وفشل"، مؤكدًا أن "النظام الذي يسيطر في دمشق وحمص وحلب وحماه واللاذقية وطرطوس وغيرها هو نظام قوي وموجود".
ونصح السيد نصر الله الحكومة الاردنية بان تتعظ من دعم الارهابيين في سوريا بما حدث في مدينة الكرك، مشيرا الى ان الدعم الذي قدمته تركيا لـ "داعش" لم يقدمه احد في العالم.
واضاف: "لا نقاش حول دور تركيا في إدخال داعش للعراق وسوريا ولكنها اليوم تتلظى بنيران التكفيريين"، مندداً بجريمة حرق الجدنديين التركيين من قبل داعش ومشيرا الى ان انقرة لم تتعظ حتى اليوم من دعمها لـ"داعش" ففي الوقت الذي تقاتلها في سوريا تدعمها في الموصل.
وقال السيد نصر الله ان "ما قدمه العالم وبالاخص الدول العربية من مال وسلاح وذخيرة من دعم اعلامي وسياسي وغيرها للارهاب في الحرب على سوريا يفوق عشرات المرات ما قدم للمقاومة الفلسطينية من قبل العالم والعرب على مدى عشرات السنوات”، وتابع "حتى على مستوى الكلام والمؤتمرات تمَّ دعم الجماعات المسلحة اكثر بكثير من دعم المقاومة الفلسطينية”، واكد ان "ما لم تفعله هذه الدول للجماعات الارهابية انها لم ترسل الجيش السعودي والقطري والامارتي كما حصل مع التركي الذي بات يشاهد اولاده يقتلوا على الارض السورية”، واضاف "حتى ما قدم للجماعات الارهابية في افغانستان لا يعتبر شيئا قياسا بما قدم لها في سوريا”.
وتحدى نصر الله العالم بأن يأتي بمثل واحد عن مدينة سيطرت عليها "داعش" ثم سمحت لأهلها بالخروج سالمين. مشيرا الى ان الحكومة السورية سمحت للمسلحين بالخروج من حلب مع أسلحتهم ومع ذلك يصفونها بأنها حكومة "وحشية".
واعتبر ان القول بتغيير ديموغرافي في سوريا خاطئ وأهالي المناطق الساخنة عادوا أو سيعودون إليها، مبينا ان الذين قاموا بالتغيير الديمغرافي في سوريا هم المسلحون وليس النظام.
وأكد السيد نصر الله انه "يجب على كل فرد ان يصرخ بوجه كل العالم للقول إن هذه الأعمال لا تمت الى الاسلام ورسوله (ص) بصلة ولا الى القرآن الكريم والصحابة وأهل البيت(ع)”، ولفت الى ان "هذا الاستنكار اليومي والساعاتي عند كل جريمة وعند كل تفصيل هو مسؤولية الجميع”، ورأى ان "من لا يقوم بذلك هو شريك في ان يساء للاسلام وللرسول وللاديان السماوية ولرب الاديان ايضا لان هذا الحد الادنى ممكن المسؤولية على كل مسلم وعلى كل انسان”.
وقال السيد نصر الله إن "الاسلام كدين ورسول الاسلام لم يتعرضا لهذا المستوى من الاساءة والتشويه على الصعيد الاعلامي والشعبي والسياسي كماً ونوعاً كما حصل خلال السنوات الماضية سواء لكم التجاوزات او لقدرة الاعلام على ايصال هذه التشويهات التي تقوم بها الجماعات الارهابية”، وتابع "قبل ست سنوات كنا نواجه الاساءة للرسول عبر بعض الافلام والرسوم لكن منذ عدة سنوات بتنا امام مشهد مختلف وبالتحديد ما جرى على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة التي تدعي انها تنتسب للاسلام ولروسله وتكتب على راياتها لا اله الا الله محمد رسول الله”.
واشار السيد نصر الله الى انه "لا يمكن فرض الفكر الخاص أو المذهب الخاص على كل المسلمين، ولفت الى ان "الوهابية تريد أن تفرض فكرها بالقوة وبالقتل”، وتابع ان” الوهابيين يكفرون الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف”، وشدد على انه "لا يُوجد ارهاب اسلامي بل تُوجد جماعات تكفيرية وارهابية والاسلام هو اسلام القرآن واسلام رسول الله(ص)”.
واكد بالقول: يجب أن ننتبه الى مصطلحات "الاسلام المتطرف، الارهاب الاسلامي، الجماعات الاسلامية المتشددة" بعض الاعلام يصر على استخدام «الدولة الاسلامية» بدل "داعش"، هذا جزء من المؤامرة على الاسلام واستهدافه، لا شيء اسمه تنظيم «الدولة الاسلامية» بل "داعش" هناك جماعات ارهابية تكفيرية متطرفة وليس حماعات اسلامية متطرفة. الاسلام اسلام واحد هو اسلام القرآن.
وقال: لقد فعل ما فعل الجيش الاميركي في هيروشيما وغيرها ولا احد يتحدث عن هذه الجريمة او يقول الارهاب المسيحي وغيره وكذلك في الحديث عن اليهود لا نقول الارهاب اليهودي بل نقول الكيان الصهيوني لكن في كل العالم يتم التسويق لكلام الارهاب الاسلامي
وحول الوضع الانساني، قال السيد نصر الله”لقد أتوا بصور حصلت في مجازر العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وغزة وقالوا انها في حلب كما اتوا بصور لاطفال جياع في اليمن”، وتابع "كل العالم يعرف أن آلاف الاطفال في اليمن يموتون جوعا بسبب الحصار السعودي”، واضاف "هل دخلت الجماعات الارهابية الى اي منطقة وتركت الناس يخرجون بشكل سالم دون قتل او تنكيل كما فعل الجيش العربي السوري؟”.
وتوقّف سماحته عند حادثة تفجير طفلة بكل دم بارد في سوريا، قائلًا "ذلك الوحش ظهر بعد ذلك ليقول إنه ارسلها الى الله وعلى الجميع أن يدين هذا الانسان الحاقد الهمجي.. لقد فعل ما فعل الجيش الأميركي في هيروشيما وغيرها، ولا أحد يتحدث عن هذه الجريمة او يقول الارهاب المسيحي وغيره وكذلك في الحديث عن اليهود لا نقول الإرهاب اليهودي بل الإرهاب الصهيوني لكن في كل العالم يتمّ التسويق لكلام الإرهاب الإسلامي"، ودعا الدول التي دعمت الإرهابيين الى إعادة النظر بذلك وإيقاف هذا الدعم.
اما بخصوص الاحداث الجارية في البحرين، فقد اكد نصر الله أن ما حصل في البحرين يدل على أن الحكومة البحرينية مصرة على ارتكاب الحماقات وكادت أن ترتكب حماقة جديدة لولا تصدي الشعب لقواتها التي حاولت الاعتداء على منزل الشيخ عيسى قاسم. الشعب البحريني لم يستسلم ولن يسلم قائده، وندعو السلطات إلى التعقل وعدم الذهاب الى مكان ستندم عليه كثيرا.
هذا وهنّأ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله المسلمين والمسيحيين وجميع اللبنانيين بالولادة المباركة للرسول الأكرم (ص) وحفيده الإمام الصادق (ص) وبميلاد السيد المسيح "ع"، وحيّا في هذه المناسبتين كل المرابطين في الجيش اللبناني والمجاهدين في المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين المحتلة وكل المرابطين في سوريا الذين يتحمّلون هذه الظروف المناخية الصعبة للدفاع عن أوطاننا.
وفيما يخصّ الشأن الداخلي اللبناني، اعتبر سماحته أنه "يجب أن لا تكون هناك أية مشاكل لناحية البيان الوزاري بعدما تشكّلت الحكومة، ويجب أن يتم التوافق عليه"، مضيفًا "يجب العمل على قانون الإنتخابات وهذه الحكومة يجب أن تتحمّل مسؤوليتها تجاه الانتخابات النيابية"، ورأى أن "على هذه الحكومة أن لا تتهرّب من مسؤولياتها تجاه الوضع المعيشي ووضع الناس ومن أولوية إجراء الانتخابات النيابية، وأردف "هناك من يقول دائمًا إن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وقد قالوا ذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي واليوم يريدون قوله في حكومة الرئيس سعد الحريري وهذا غير مقبول.. نحن لا نريد أن نسيطر على الحكومة بل نقاتل من أجل تمثيل الجميع في الحكومة لمصلحة البلد، معلنًا في الختام تشجيعه "الحوار بين جميع الأطراف من أجل مصلحة لبنان".