الصحف الاجنبية: واشنطن تستثني روسيا من قائمة المخاطر التي تهددها
نشرت صحيفة أميركية بارزة مذكرة من وزارة الحرب الأميركية تشير إلى رؤية ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقبلة حيال الاولويات في المجال الدفاعي، وتكشف ان فريق ترامب يعتبر محاربة إرهاب تنظيم "داعش" من أولوياته دون ان يشير إلى "ضرورة مواجهة روسيا".
إلى ذلك، حذر صحفيون غربيون من ان حادثة اغتيال السفير الروسي لدى انقرة يعد مؤشرا للازمة التي تجتاح تركيا ولضعف الدولة التركية، فيما حذرت صحف اخرى من نشوء تحالف روسي تركي ايراني سيقوم باقصاء دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
مواجهة روسيا ليست على اجندة ترامب الدفاعية
وقد كشفت مجلة "Foreign Policy” عن مذكرة لوزارة الحرب الاميركية (البنتاغون) تحدد اهم "الاولويات الدفاعية" لادارة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب تشير الى هزيمة داعش وازالة القيود على الانفاق العسكري وتطوير استراتيجية جديدة في مجال الحرب الالكترونية، لكنها لم تتطرق إلى ذكر روسيا التي يصفها كبار القادة العسكريون الاميركيون بانها التهديد "رقم واحد" للولايات المتحدة.
الصحف الاجنبية: واشنطن تستثني روسيا من قائمة المخاطر التي تهددها
و اشارت المجلة في تقرير لها، الى ان المسؤولين السياسيين والعسكريين الاميركيين صنفوا روسيا على "انها التهديد الاخطر بسبب ترسانتها النووية وقدرتها في مجال الحرب الالكترونية، اضافة إلى استعدادها لتحدي الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط واوروبا الشرقية".
و لفت التقرير الى "ما صرح به رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي الجنرال "Joseph Dunford” امام "الكونغرس" العام الفائت، حيث قال ان روسيا هي التهديد الاكبر لاميركا"، مشيرا إلى ان "Dunford" سيبقى في منصبه بعد ان يتسلم ترامب الحكم بتاريخ عشرين كانون الثاني/يناير المقبل.
واوضح التقرير ان المذكرة تعود إلى تاريخ واحد كانون الاول/ديسمبر الجاري وقام بكتابتها مستشار وزير الحرب الاميركي للشؤون السياسية "Brian McKeon”، وذلك بعد ان نقلت اليه المسؤولة بفريق ترامب الانتقالي لوزارة الحرب "Mira Ricardel” النقاط التي يعتبرها فريق ترامب بانها تشكل اولوية.
واضاف ان المذكرة اشارت إلى اجتماعات بين وزارة الحرب الحالية والفريق الانتقالي لترامب تمحورت حول الصين وكوريا الشمالية، دون اي ذكر لروسيا.
اغتيال السفير الروسي في انقرة و ضعف الدولة التركية
من جانبه، كتب "Patrick Cockburn” مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، شدد فيها على ان حادثة اغتيال السفير الروسي لدى انقرة تؤكد مدى تدهور الوضع في تركيا نتيجة الحرب في سوريا، مرجحاً ان تدفع أنقرة ثمنا اكبرا بحيث سيكون عليها التصرف بمزيد من المرونة تجاه روسيا في سوريا.
وقال الكاتب إن " مما لا شك فيه، ان تركيا اصبحت ساحة الاكثر دموية وضعف في المنطقة"، مشيراً الى "الهجمات التي نفذها "حزب العمال الكردستاني" في البلاد، اضافة الى تهم الارهاب التي وجهتها السلطات التركية الى القادة السياسيين الاكراد". كما تحدث عن "اجراءات مماثلة تتخذ بحق العلويين في تركيا، وعن الحملة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على من يعتبرهم موالون للمعارض فتح الله غولن".
واضاف الكاتب ان كل ذلك يعود الى السياسات التي اتبعها اردوغان خلال فترة ما يسمى الربيع العربي، اذ دعمت انقرة "الاخوان المسلمين" في سوريا و غيرها وتسامحت مع المتطرفين"، معتبرا ان "اردوغان هو من اكثر المتضررين من فشل مشروع تغيير النظام في سوريا".
وتابع ان "تركيا تواجه "كابوسا" يتمثل بسيطرة الاكراد على اغلب المناطق الحدودية مع سوريا والعراق، مشيراً الى وجود ما اسماه دويلة كردية متحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا"، على حد تعبيره.
الكاتب اعتبر ان اغتيال السفير الروسي لدى انقرة يعد مؤشرا على ان الازمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تضر بتركيا، مشيرا إلى ان "القوى التي اطلق عنانها في سوريا و العراق تفاقم الانقسامات داخل تركيا"، وان اردوغان يحكم دولة "غير قادرة على التعامل مع الازمات المتزايدة في الداخل و الخارج".
خشية اميركية من تحالف ثلاثي روسي ايراني تركي
من جهة اخرى، نشر مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" مقالة اشار فيها الى ان "حادثة اغتيال السفير الروسي لدى انقرة ساهمت في بناء تحلف ثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، ما يقصي الدور الأميركي في إنهاء الحرب في سوريا ويضعف دور واشنطن في المنطقة"، معتبرة ان "هذا ما يسعى اليه الرئيس الروسي فلادمير بوتين".
و لفتت الصحيفة الى الاجتماع الثلاثي الذي جرى في موسكو بين وزراء خارجية و دفاع كل من روسيا و ايران و تركيا، مسلطة الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي "Sergei Shoigu” التي قال فيها ان "كل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة و حلفائها لتنسيق الخطوات كان مصيرها الفشل" و ان الولايات المتحدة و حلفائها ليس لهم نفوذ حقيقي على الارض في سوريا.
و تابعت الصحيفة ان "روسيا و تركيا يمكنهما استيعاب اهداف الآخر في سوريا"، وقالت إن "كل من روسيا و ايران تسعيان لـ"القضاء على اي بدائل عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بينما يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى منع الاكراد من السيطرة على المناطق الشمالية السورية القريبة من الحدود التركية".
و قالت الصحيفة ان الحفاظ على الدور الاميركي في المنطقة يتطلب مواجهة ما اسمته "مناورات بوتين" و"وقف استدارة اردوغان نحو الكرملين"، مرجحة ان يرحب ترامب بالاستدارة هذه.
التعاطف مع الجماعات المسلحة في سوريا تسلل الى اجهزة الامن التركية
كتب الباحث "Mark Katz” مقالة نشرت على موقع "Lobelog”، حذر فيها من ان قصف المجموعات المسحلة في حلب ادى الى رد فعل غاضب لدى عدد كبير في الشارع التركي و العربي"، مضيفا ان اغتيال السفير الروسي لدى تركيا على ايدي شرطي تركي يعني ان "الغضب" موجود كذلك داخل اجهزة الامن التركية ايضاً".
وقال الكاتب ان "ذلك يمثل مشكلة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان اذ ان المجتمع التركي قد لا يتفق معه بغض الطرف عما تقوم به روسيا في سوريا"، مشيرا إلى ان اجهزة الامن قد يكون لديها الموقف نفسه.
ولفت الى ان "قبول اردوغان بما تقوم به روسيا ضد المجموعات المسلحة والذي يعارضه العديد بالشارع التركي، يفيد بان الدعم الشعبي لاردوغان قد يتأثر على نحو سلبي".