kayhan.ir

رمز الخبر: 49949
تأريخ النشر : 2016December21 - 21:08


نضال حمادة

بعد اربع سنوات من احتلال الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا والغرب لمدينة حلب ثاني اكبر المدن في سوريا والعاصمة الاقتصاية للجمهورية العربية السورية، تحررت المدينة بعد مخاض طويل من المعارك في جوارها وحولها بدأ في العام 2013 بعدما حاصر لواء التوحيد مدعموما بالفصائل الاتية من تركيا قوات الجيش العربي السوري في غرب المدينة ، وتم قطع طرق الامداد عنها في منطقة حماه.

وتم فك الحصار عن المدينة بعدما تمكن رتل من حلفاء الجيش العربي السوري من دخول مدينة خناصر وشق طريق التفافي منها الى معامل الدفاع ومطار النيرب ، وكان هذا العمل الجبار تحت ادارة المهندس الايراني (حسام خوش نيس) الذي استشهد في حلب بعدما امن للدولة السورية وحلفائها طريق الامداد الذي حاولت تركيا وجبهة النصرة اقفاله اكثر من مرة عند مورك في ريف حماه كما كررت داعش المحاولة في منطقة عند تقاطع اثرية خناصر اخرها كان عند بداية معركة فتح حلب الكبرى في شهر تشرين ثاني الماضي.

في شهر تشرين ثاني من نفس العام اي 2013 حرر الجيش السوري وحزب الله مدينة السفيرة الاستراتيجية موسعا طريق امداد حلب وفاتحا الطريق نحو معامل الدفاع وقد امنت السفيرة قاعدة لوجيستية وامداد وعمق استراتيجي لكل معركة تحرير حلب وطرق امدادها طيلة السنوات الثلاث الماضية .

وانتصرت حلب...

في شباط من العام الحالي حدثت الانتقالة النوعية من حالة الدفاع الى حالة الهجوم في الشمال السوري بعد فك الحصار عن مدينتيى نبل والزهراء شمال حلب وفتح طريق من اطراف حلب الشمالية الى الريف الشمالي عبر باشكوي حيث وصلت قوات الجيش السوري وحلفائه الى مشارف بيانون وحريتان وعندان معاقل جماعة الاخوان المسلمين في سوريا التي خرج منها لواء التوحيد عام 2012 ليحتل احياء في مدينة حلب وفي شرقها تحديدا.

بعد معركة فك الحصار عن نبل والزهراء كانت معركة مزارع الملاح ومعبر الكاستيلو في شهر تموز 2016 ( انظر مقالة العهد بتاريخ 12 تموز 2016 بعنوان معركة الكاستيلو الصواريخ المضادة للطائرات تستعمل بامرة الدول التي سلمتها) والتي قطعت طريق الامداد الوحيد للمسلحين في حلب مع العالم الخارجي وخصوصا مع تركيا، في هذ المعركة انقلبت كل المعايير السابقة فالجيش الذي كان تحت الحصار في العام 2013 اصبح يحاصر اعداءه في المدينة ، وقد حصلت معركة الملاح ومعبرالكاستيلو في وقت بدأت فيه تركيا عملية استدارة كبيرة وتقارب مع روسيا .

في شهر اب عام 2016 شنت الفصائل التكفيرية المسلحة هجوما في جنوب شرق حلب على المحاور الاكثر تحصينا للجيش السوري في محيط مدينة حلب، في خطة عمليات كبيرة وجريئة ودقيقة من حيث التخطيط والتنفيذ واختيار المنطقة وكان من الواضح ان هذه المعركة يديرها ضباط مخابرات دول كبيرة وفاعلة، وقد سيطرت الفصائل على الكليات وجزء من مشروع الثلاثة الاف شقة وجزء من حي العامرية وتمكنت من فك الحصار لساعات عديدة عند الراموسة ، قبل ان يغلق الجيش السوري وحلفاؤه الثغرة ويستعيدوا زمام المبادرة في شهر ايلول الماضي وتم استعادة الكليات الحربية بمعركة طاحنة وبذلك استمر الحصار على المسلحين في حلب وبوتيرة اقوى ( انظر مقالة العهد بتاريخ 9 اب بعنوان معركة الكليات القصة كاملة).

في شهر تشرين اول الماضي شنت الفصائل المسلحة هجوما على ضاحية الاسد والاكاديمية العسكرية والكليات الحربية عند المدخل الغربي لحلب على الطريق الدولي السريع مع دمشق وقد اطلقت الفصائل المسلحة عليها معركة تحرير حلب الكبرى او معركة ابو عمر سراقب قائد غرفة عمليات جيش الفتح الذي قتل في معارك احرار الشام مع جند الاقصى، وقد فشل الهجوم فشلا سريعا ، وكان لهذا الانكسار الاثر الكبير في انهيار منظومة جيش الفتح العسكرية الموحدة، فضلا عن تأثيرها على المسلحين داخل مدينة حلب الذين فقدوا اي امل بالنجاة وتركوا يواجهون مصيرهم لوحدهم ( انظر موقع العهد بتاريخ 1 تشرين ثاني 2016 بعنوان معركة حلب الكبرى تفاصيل من الميدان).

في شهر كانون الاول الحالي بدأ الجيش السوري وحلفاؤه عملية عسكرية واسعة لتحرير الاحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين في شرقي مدينة حلب ، وعلى عكس توقعات الداعمين الدوليين في واشطن والخليج انهارت دفاعات المسلحين في حلب بشكل سريع وتمكن الجيش وحلفاؤه من تحرير 98 بالمائة من أحياء حلب خلال ايام معدودة وقد حوصر ما تبقى من المسلحين في جيب صغير وما لبثت دول الغرب وعلى رأسها فرنسا ان تحركت عبر مجلس الامن الدولي لانقاذهم عبر اخراجهم بباصات خضراء طالما اعلن قادة المسلحين وعلى رأسهم السعودي عبدالله المحيسني انهم لن يركبوها وها هم يتوسلون الامم المتحدة وامريكا والغرب ان يضغطوا لاعطائهم فرصة الهروب من حلب بالباص الاخضر بعدما دمروا المدينة الاقدم في العالم واستباحوها لاربع سنوات .

تحولت هذه المعركة التي اتخذت طابعا دوليا بامتياز ،الى معركة نفوذ عالمي بين روسيا ومعها ايران وسوريا من جهة وامريكا والغرب والخليج من جهة ثانية وقد حقق الحلف الروسي الايراني السوري مع المقاومة في هذه المعركة عدة مكاسب استراتيجية طويلة الامد سوف تلقي بظلالها على نظام اقليمي جديد ترسم معالمه حلب و سوف يمتد لعقود قادمة ويمكن تعداد نقاط الانتصار بعيد الامد وفق التالي:

1 – نهاية الحلم التركي في سوريا عبر بوابة حلب ونهاية الاحلام العثمانية الجديدة في سوريا عبرها بعدما كانت المدينة معبر للعثمانية للسيطرة على العالم قبل خمسة قرون.

2- دخول روسيا بقوة في هذه المعركة عسكريا عبر سلاح الجو الروسي وسياسيا ودبلوماسيا عبر فيتو في مجلس الامن الدولي .

3- تخلي الغرب وتركيا عن حلفائها في حلب ، ما يؤسس لانهيار كامل المنظومة التركية والخليحية والغربية في سوريا، فمن يتخلى عن حلب بسهولة سوف يتخلى عن اي مدينة اخرى في سوريا .

4- تؤسس معركة حلب لمرحلة هجومية يقوم بها الحلف الروسي الايراني ومن خلفهما الصيني بعدما كان هذا الحلف في السابق يكتفي بحالات الدفاع .

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: