kayhan.ir

رمز الخبر: 47800
تأريخ النشر : 2016November06 - 21:01

تحرير الموصل قادم لامحالة


التقدم السريع للقوات العراقية والقوى المتحالفة معها في عمليات تحرير الموصل والتي اثارت اعجاب الكثيرين خاصة الذين كانوا قد انخدعوا بالاعلام المعادي للشعب العراقي والداعم للارهاب من ان اي معركة في الموصل ستكون كارثية. ولكن الاسلوب والتكتيك العسكري الراقي الذي اتبعته القوات العراقية بحيث تمكنت ان تدخل المدن تلو الاخرى وبأقل الخسائر، هذا من جانب ومن جانب ضمنت امرا مهما وهو الحفاظ على ارواح المدنيين في هذه المدن وهو ما دعا ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق الطلب من الحكومة العراقية تزويده بفيلم عن هذه العمليات النظيفه كما اسماها ليشاهدها العالم عن كثب من خلال منبر الامم المتحدة.

واللافت ايضا ان بعض الخبراء العسكريين الاميركان قد اشادوا ايضا ببطولة وبسالة الجيش العراقي والحشد الشعبي والتي تمكنت بصبرها وصمودها وقدرتها القتالية العالية ان تنجز نصرا كبيرا بدحرها قوة ارهابية مدعومة اقليميا ودوليا وبهذه السرعة غير المتصورة، ووصفوه بانه اصبح اقوى جيش في المنطقة.

وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان المجلس الاوروبي ولاول مرة في تاريخه يشيد بقوات الحشد الشعبي في مواجهتها للارهاب والتي تمكنت ان تقهره وتبعده ليس فقط عن المدن، بل كبدته من الخسائر بحيث لايمكن ان تقوم له قائمة بعد اليوم، ولم يعد ينفع معه اي دعم مستقبلي لان تم تفكيك عناصره وبصورة اصبح من الصعب عليهم توحيد الرؤى والخطط.

واللافت ايضا ان كل الذين كانوا يدعمون الارهاب سواء كان الاميركان او بعض الدول الاقليمية كالسعودية وغيرها ورغم ماكيناتهم الاعلامية الماجورة والمكثفة والتي حذرت من معركة الموصل، فانها اليوم قد اصابها الذهول والارباك لما يشاهدونه من انهيار كبير للارهابيين تحت ضربات الجيش العراق والقوات المساندة وبصورة غير منتظرة، خاصة الدعم والترحيب الذي يتلقونه من كل ابناء المدن في تقديم المعلومات الى الجيش لالتقاط الارهابيين من داخل بيوتهم الواحد بعد الاخر.

ومن الطبيعي جدا فان الارهاب والارهابيين قد ارهقتهم واثقلتهم معركة تحرير الموصل وبصورة لم يتبق لديهم سوى ان يستغلوا الفراغات الامنية في بعض المدن العراقية الخلفية ومن اجل ان يرسلوا رسالة ليقولوا وبلغة المنهزم بانهملازالوا موجودين من خلال عمليات التفجير التي حدثت بالامس في كل من ابواب تكريت وداخل سامراء والتي راح ضحيتها العديد من زوار الامامين العسكريين(ع) الابرياء، الا ان استهداف الارهابيين للعزل واضح هدفها وهو محاولة منه لاشغال القوات الامنية عسى ولعل يخفف الضغوط الكبيرة التي يواجهها في الجبهات، ولكن ورغم كون الذي جرى هو خرق امني ما كان ينبغي له ان يحدث، الا انه وفي نفس الوقت اعطى رسالة ايجابية للقوات الامنية ان تكون على قدر كبير من اليقظة والحذر، وان لايفسحوا المجال او يعطوا الفرصة للخلايا الارهابية النائمة من ان تجد منفذا في ارباك الاوضاع الامنية في بعض المدن والمحافظات، ولابد من يبادروا من اجل اخماد كل تحرك ارهابي قبل وقوعه.خاصة وان العراق مقبل على استقبال الملايين من العراق ومن مختلف دول العالم لاحياء زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) .

وفي نهاية المطاف لابد من القول ان القوات العسكرية التي كلفت بتحرير مدينة الموصل من الارهابيين لم يفت في عضدها مثل هذه التحركات الايذائية، بل انهم قد اتخذوا قرارهم الصائب وهو لابد من الطرق الشديد والقوي على رؤوس الدواعش حتى تحرير هذه المدينة وكل المناطق الاخرى من دنسهم لطردهم خارج العراق، وكما افادت مصادر عسكرية من خطوط التماس ان تحرير مدينة الموصل وبعد انهزام وفرار الارهابيين لم يستغرق كثيرا من الوقت وان الايام القليلة القادمة ستنزف بشرى تحريرها للمنطقة والعالم.