اجتماع موسكو حسم للارهاب وفضيحة للغرب
ما كان لاجتماع موسكو الثلاثي ان يلتئم لو لا النفاق الغربي ومراوغته بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في استخدام الارهاب كاداة لتنفيذ مصالحها دون اي اهتمام بحياة ابناء الشعوب التي تزهق ارواحها على ايدي المجموعات الارهابية خاصة في العراق وسوريا وهي تحاول على الدوام توظيف هذه المجموعات لمآربها وهذا ما اتضح تماما من خلال التنصل عن التفاهم الذي تم بينها وبين موسكو على ضرورة فصل المجموعات الارهابية عن ما تسميها واشنطن بـ "المعتدلة" وذلك بالرغم من اعترافها بوجود "داعش" و"النصرة" في حلب، الا انها لم تخطو اية خطوة في هذا الاتجاه مما اضطر الرئيس بوتين ان يعلنها بالفم الملآن ان اميركا هي التي افشلت الهدنة في سورياً وهذه حقيقة لايمكن انكارها او التغافل عنها بان اميركا ومن يسير في ركابها يتلاعبون بمصائر وحياة الشعوب عبر التبجح بانهم يحاربون الارهاب لكن على المنابر دون ان ينزلوا الى الميدان لمكافحته عمليا وهذا واقع اثبته الاحداث.
ولاشك ان التحايل الاميركي المستمر في التهرب من مواجهة الارهاب عبر تسويف الوقت دفع بالدول الثلاث روسيا وايران وسوريا لحزم امرها باتخاذ موقف حاسم للتصدي للارهاب كظاهرة مقيتة تهدد السلم العالمي يجب اجتثاثها مع التاكيد في نفس الوقت على الحل السياسي في سوريا كأمرين لابديل عنهما وهذا ما خرج به اجتماع موسكو كاعلان مبادى اضافة الى تاكيده على ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة وتقديم المساعدات الاقتصادية للحكومة السورية.
وما كان لاجتماع موسكو الثلاثي ونظرا للظروف التي تمر بها سوريا والمنطقة ومنعا لاي استغلال تقوم بها اميركا ان يضع النقاط على الحروف ويعلن للعالم بان المجتمع الدولي الذي يتلخص باميركا وبعض الحلفاء الغربيين لولا تيقنه بانه غير جاد لمكافحة الارهاب الذي سيأتي عليه بالتاكيد وان الاطراف الثلاث التي التئمت في موسكو اتفقت على التصدي للارهاب بلا هوادة وقطع انفاسه وهذا ما يشكل فضيحة للغرب وللمجتمع الدولي المزعوم بقيادة اميركا التي تتاجر بمحاربة الارهاب بالاقوال دون الافعال.
ومن هذا المنطلق لابد من التحرك فورا لحسم معركة حلب تزامنا مع معركة تحرير الموصل الرئتان المتنفس للمجموعات الارهابية وللذين يوظفونهم ابتداء بالسيد الاميركي ومرورا بالادوات في المنطقة كالسعودية وقطر ولتركيا التي رسمت لها خطوط حمر من التقرب الى حلب عبر موسكو وطهران وكذلك التقرب من مدينة الباب المنطلق الرئيس لكل الاطراف للسيطرة على الارض وهكذا الرقة التي تفصلها كثيرا عن حدودها وذلك لاستحالة وصول الدعم اللوجستيكي كل هذه الامور تدفع ان يتحرك الجيش السوري والقوى المتحالفة معه لملء هذا الفراغ وقطع الطريق على تركيا بشكل خاص التقرب من مدينة الباب الاستراتيجية والمفتاح الرئيس الذي يحدد مصير الشمال السوري وما ابعد منه.