الادعاءات التركية الباطلة
الانتصارات المتلاحقة والتقدم السريع للقوات العراقية في معارك الموصل يعكس وبصورة لا تقبل النقاش قدرة ابناء العراق وتصميمهم على تحرير بلدهم من دنس مرتزقة ومأجوري الدواعش الارهابيين.
وقد اطلق مثلث الشؤم اميركا وتركيا والسعودية وقبل بدء معارك تحرير الموصل شكوكا من ان تحريرها أمر ليس بالسهل بل يحمل الكثير من التعقيدات، بحيث بدأت ماكنتهم الاعلامية باثارة الشكوك واصدار التحذيرات الزائفة من ان قيام القوات العراقية والقوى الاخرى المتحالفة معها خاصة ( الحشد الشعبي ) في تحرير الموصل سيدخل هذه المدينة في كارثة، وقد اتخذت من هذه الصورة غير الواقعية حجة او ذريعة لكي تفتح الابواب امام تدخل تركي واميركي فاعل في معارك تحريرها، والواضح ان هذا التدخل ليس من اجل ابناء حماية ابناء هذه المدينة بل لتحقيق اطماعهم التأريخية كما عبر عنها رئيس الوزراء التركي واكده اردوغان في اكثر من مناسبة ، بالاضافة الى توفير ملاذات آمنة للارهابيين لكي لاينالهم اي اذى في هذه العمليات.
ولكن الاصرار العراقي الحر والذي جاء كأجماع وطني سواء كان على المستوى السياسي او العسكري وهو ان معركة تحرير الموصل ينبغي ان تكون عراقية بحتة، ولايمكن السماح لاي اجنبي كان ماكان من التدخل في هذا الامر، والذي اكدته اخيرا بالدرجة الاولى المرجعية الدينية العليابالامس القريب، وماعقبتها تأكيدات الحكومة العراقية وقيادات القوات العسكرية والذي احبط ما في ايدي الحاقدين على العراق والعراقيين، وابطل بل واسقط كل خياراتهم التي وضعوها في هذا الامر.
وقد حاولت واشنطن بذل جهد امكانها من اجل ان تقنع الحكومة العراقية ومن خلال ارسال وزير حربها كارتر بان يكون لتركيا دور في معركة تحرير الموصل، الا ان الرد القاطع والرافض للمقترح الاميركي شكل صورة جديدة لم يعهدها المراقبون من قبل خاصة وان الرد العراقي لم يكن يقتصر على الجانب التركي فحسب بل حتى على اميركا ذاتها.
اذن واليوم وبعد ان اخذت المعارك البطولية التي يخوضها العراقيون الابطال مداها واستطاعت ان تتقدم بحيث وصلت الى مسافة ليست بالبعيدة عن مدينة الموصل، وقد تزف بشائر انتصارهم وتحرير هذه المحافظة الى العراقيين في القريب العاجل ان شاء الله، نجد وفي المقابل تحاول تركيا وبلجاجة وصلافة لا نظير لها باصدار التصريحات وعلى لسان مسؤوليها من ان قواتها شاركت في معركة التحرير من خلال قصف مدفعيتها لمدينة بعشيقة وبموافقة جماعة البارزاني الا ان المؤشرات تؤكد ان هذا الادعاء باطل ولا صحة له كما اكده بالامس القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عند لقائه بنظيره السويدي في بغداد.
والذي لابد من الاشارة اليه ان اميركا التي ملأت الدنيا صراخا وضجيجا من انها ستشارك في معركة الموصل قد نأت اليوم بنفسها عن هذا الامر ولم يكن لها اي دور كما ذكر العسكريون الاميركيون، اذن فكيف يمكن لتركيا ان يكون لها دور في ذلك؟.
واخيرا وليس آخرا فان المؤشرات على الارض سواء كان في العراق او سوريا قد كشفت ان محاولات تركيا من اجل التدخل المباشر ولتحقيق اهدافها في تغيير او ايجاد تحول في الصورة القائمة الان قد باءت بالفشل الذريع، وان دورها اخذ ينحسر وبصورة ملموسة ولم يبق لها سوى الضجيج والصراخ الاعلامي المزيف والذي لايمكن ان يوصلها الى ما تريد. خاصة بعد التأكيدات الصادرة من كافة القوى السياسية والشعبية من ان تبقى هذه المعارك عراقية بحتة ، وهو ما يشاهده ويراه العالم اليوم رأي العين وبوضوح تام.