إن لم يكن بريطانيا فما هو ولاؤكم...!
* الاستاذ حسين شريعتمداري
اعتبر أحد الوعاظ من شيعة بريطانيا في خطبة لمناسبة محرم الحرام، وضمن دفاعه عن ظاهرة التطبير، اعتبرها دفاعا عن التشيع، قائلا: "انا استغرب من هلع وخشية البعض من ان تراق الدماء لاجل نهج الامام الحسين (ع)"!
ان هذا الواعظ والذي وضعت بريطانيا في خدمته عدة قنوات تلفزيونية، يريد ان يقحم مسألة التطبير بتقديم الدم في طريق الامام الحسين (ع)، في الوقت الذي ليس لا ينبس السائرون نهجه ببنت شفه حيال الجرائم التي ترتكب بحق الشيعة في بعض الدول وما ترتكبه اميركا وبريطانيا واسرائيل ضد العالم الاسلامي لاسيما العالم الشيعي، وحسب بل يقومون عن طريق القنوات التي وضعتها الحكومة البريطانية بخدمتهم بدعم واسع بشكل مباشر ام غير مباشر للقوى الاستكبارية، ولا يبينون علة عدم مواجهتهم التكفيريين المتعطشين للدم الشيعي، اذا كانوا حقاً يؤمنون ببذل الدم في سبيل الحسين (ع)؟ ولم لا يعادوا خصوم الشيعة الذين اظهروا حقدهم ضد التشيع على ارض الواقع، فان كنتم حقا حسينيين كما تزعمون، فهلموا للجهاد!
كما وادعى هذا الواعظ البريطاني بان؛ "الكثير من فطاحل الفقه الشيعي قد افتوا بجواز التطبير"! ومن دون ان يذكر اسماء هؤلاء الفقهاء، قال ؛ "ان معارضي التطبير سواء كانوا قاصرين ام مقصرين هم من اهل جهنم"! وهنا لابد من طرح التساؤل؛ هل ان الشيخ الانصاري المعروف بخاتم الفقهاء والمجتهدين وكان يحرم هذه الاعمال، هو من اهل جهنم؟! وهل ان المرحوم آية الله سيد كاظم اليزدي صاحب "العروة الوثقى" والذي كان يقول "ان الاتيان بمثل هكذا اعمال على اساس انها عبادة هو من البدع التي ادخلت الشرع"، هو كذلك من اهل جهنم؟! وهنا من الضروري ان نطرح تساؤلين؛ الاول: ان لم تكن رؤى وخطى هؤلاء ضمن الاهداف الخبيثة التي تقصدها الحكومة البريطانية، فعلام خصصت الحكومة البريطانية اكثر من عشر قنوات فضائية لنشر افكارهم المنحرفة؟! والثاني: ما الفرق بين ما يهم به هؤلاء تحت غطاء التشيع بتبليغه ونشره مع ما تشيعه الحكومات البريطانية الاميركية الاسرائيلية عن الاسلام والتشيع؟! وبالتالي اذا لم يكن لهؤلاء اجابة على التساؤلين، فينبغي ان يجيبوا التساؤل الثالث؛ ان لم تكونوا بريطانيين فما هو ولاؤكم؟!