kayhan.ir

رمز الخبر: 46939
تأريخ النشر : 2016October22 - 21:21

الاندحار السعودية بدأ من الساحة اللبنانية

رغم التواصل المسبق بين الحريري والميشال عون خلال الاشهر الاخيرة الا انه لم يطفح على السطح ما يدل على ان الامور ذاهبة بالاتجاه الذي حاول الحريري طيلت اكثر من سنتين اجهاضه ومعارضته وهو منع مرشح حزب الله الجنرال عون الى سدة رئاسة الجمهورية لكن فجأة انكسرت الجرة وتغيرت المعادلة كليا وكانت الصدمة الاولى والكبيرة داخل حزب المستقبل لشدة استدارة الرئيس الحريري التي تجاوزت الـ180 درجة لذلك عندما وقف الحريري امام جمهوره من تيار المستقبل كان في منتهى الحرج لتبرير هذه الاستدارة تجاه الجنرال عون بعد ان شحن الطائفة السنية لاكثر من سنتين ضده على انه مرشح حزب الله وايران. لذلك حاول ان يظهر بمظهر الضحية نتيجة لتطورات الساحة اللبنانية وما كان عليه الا ان يبذل جهدا كبيرا لاقناع تياره باختيار هذا الطريق الذي وصفه بالممر الالزامي تحت يافطة حفظ الطائف والدولة والتيار وما الى غير ذلك من التبريرات التي لا تنطلي على احد في وقت اصر على طمسها طيلة الشغور الرئاسي الذي كان لبنان وبظروفه الحرجة التي يمر بها احوج ما يكون اليه.

الضالعين في الشأن اللبناني لم يجدوا تفسيرا لهذه الاستدارة الحادة للتسليم بمرشح حزب الله للرئاسة اللبنانية سوى الرضوخ امام الواقع بسبب المستجدات المتواصلة على الساحات العراقية والسورية واليمنية التي تشي بهزيمة السعودية وانكفائها من الساحات العربية.

لكن اللافت في هذه التطورات هو صمت السعودية الغارقة في بحر من الازمات وهو دلالة على رضائها لما يجري في الساحة اللبنانية، وخروجها بشكل خجول عندما اوعزت الى سفيرها في لبنان ان يترك البلد دون ان يودع احد حسب البروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها. وما ذهب اليه الحريري في تاييد ترشيح الجنرال عون شبهه البعض بالانتحار السياسي لانه لم يحصل على أية ضمانة يطمئن مستقبله، لكن الفضيحة المدوية في استدارة الحريري ستسبب له ولفريقه 14 آذار وسيده السعودي ومن دار في فلكهم احراجات كبيرة تطعن بمصداقيتهم ووجودهم لترويجهم الكاذب والمزيف طيلة هذه الفترة بأن ايران هي من كانت تعطل انتخاب الرئيس اللبناني لكن الحقيقة اتضحت اليوم واصبحت واضحة للعيان كالشمس التي لم يحجبها الغربال.