قتل الابرياء حرقت ورقة اردوغان
مهدي منصوري
المحاولات اليائسة التي بذلتها انقرة من اجل ايجاد محط قدم لها في معركة تحرير الموصل والتي باءت بالفشل الذريع بحيث تم ليس فقط ابعادها بل ابعاد سيدتها واشنطن وبقيت المعركة كما اريد لها عراقية بحتة، وقد وضعت انقرة في حسبانها ومن خلال مشاركتها في معركة تحرير الموصل وبمختلف الذرائع الواهية التي اعتمدت عليها من ان تجعل هذه المدينة مركزا ومنطلقا لتنفيذ مآربها في تقسيمها على اساس عرقي ومذهبي منبوذ.
وطبيعي فان رفض العراق القاطع باقصاء انقرة من التدخل في الشأن الداخلي العراقي قد اثار حنق وغضب واشنطن اولا والمهووس اردوغان ثانيا والذي اخذ يطلق التصريحات التي عكست هستيريته وعدم توازنه وكأنه فقد شيئا ثمينا، ولذلك وكما اشارت الانباء ان اردوغان هذا ومن اجل التغطية على عدم مشاركة قواته في معركة الموصل ذهب الى ارتكاب جريمة حمقاء بضرب وقتل الابرياء من خلال القصف الاحمق لمجلس العزاء الحسيني في قضاء داقوق والذي راح ضحيته اكثر من 100 بين امرأة وطفل ليختلق ذريعة تتيح له فرصة لاحتلال كركوك بدافع الدفاع وحماية التركمان. الا ان الارهابيين الذين دخلوا كركوك لايجاد حالة من الارباك والرعب في هذه المدينة والذين تم القضاء على اغلبهم وأسر بعضهم الذين اعترفوا بأن طائرات تركية جاءت بهم من تركيا وتم إنزالهم في جنوب كركوك قرب قرية ساري تبة. مؤكدين بان المجموعة الارهابية جلها من الاكراد والاتراك ولم يكن بينهم من جنسيات عربية. وبذلك يمكن القول ان اردوغان الاهوج اراد ان يلعب لعبة قذرة ليضرب عصفورين بحجر وهو ارباك الوضع في كركوك اولا، ومحاولة ايقاف اوعرقلة معركة تحرير الموصل.
واي كان فان الطائرات التي ضربت مجلس العزاء في قضاء داقوق اميركية كانت اوتركية كما ذكرت بعض المصادر الاستخبارية، وبنفس الوقت حالة التراخي التي شابت قوات البيشمركة في مواجهة الارهابيين اثار التساؤل في الاوساط السياسية والاعلامية العراقية موجهة الاتهام الى وجود تعاون وتنسيق اميركي تركي مع رئاسة اقليم كردستان وهو ما دفع بهذه الاوساط ان تطلب من الحكومة العراقية ان تمارس دورها الفاعل في كشف هذه الملابسات ووضع النقاط على الحروف من اجل كشف كل المتآمرين على امن واستقرار العراق.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه فان تركيا وبعملها الاجرامي هذا قد كشفت وبوضوح ان يدها قد تلطخت بدماء الابرياء من العراقيين وبصورة مباشرة هذه المرة، ولذا لابد ان تدفع الثمن غاليا وهو ما حذرت منه اوساط المقاومة العراقية انقرة وطالبتها بمغادرة قواتها الاراضي العراقية وباسرع وقت ممكن والا فان مواقعها ستكون مقبرة لهم.
واما الادعاء الاميركي الكاذب الذي جاء على لسان كارتر وزير الحرب الاميركي من ان هناك تنسيقا بين الحكومة العراقية لتدخل تركي في المعارك ليعطي الذريعة لتركيا في جريمتها بقتل الابرياء فقد كذبته المصادر الرسمية العراقية جملة وتفصيلا، بالاضافة الى الرفض العراقي القاطع للعرض الاميركي بالمطالبة بمشاركة تركيا في عمليات تحرير الموصل والذي جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي بعد لقائه وزير الحرب الاميركي كارتر، مع تأكيده ان الموضوع سيعالجه العراقيون وحدهم مما شكل صفعة قوية ليس فقد لواشنطن بل لكل الدول الداعمة للارهاب، ومن هنا فان التواجد العسكري التركي على الاراضي العراقية قد دخل في دائرة الاحتلال مما سيعطي الحق لكل العراقيين وعلى مختلف مشاربهم مواجهته ومقاومته حتى ينقلع عن الارض العراقية غير مأسوف عليه.