موقع "والاه": حزب الله الكيان العسكري الأقوى
القدس المحتلة - وكالات انباء:- ضمن سلسلة الموضوعات التي يخصّصها لحرب تموز 2006، نشر موقع "والاه" الصهيوني مقالًا جديدًا تقريراً قال فيه، "عشر سنوات مضت منذ بشّرت اللافتات واللوحات الإعلانية في بيروت بـالنصر الإلهي.. التهديد الأمني المركزيّ الآن بالنسبة لحزب الله بات يمثّله "داعش" أو التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل "جبهة النصرة".. حزب الله مرّ منذ الثمانينات بكثير من التطورّات والأحداث، واكتسب الخبرة في حرب العصابات البرية ضد قوات الجيش الإسرائيلي في التسعينيات. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار العام 2000، صاغ طريقة عمل جديدة: التحصّن على أرض وتحت أرض الجنوب اللبناني، إقامة "محميات طبيعية" وتسلّح بالصواريخ من أجل خلق الردع مقابل "إسرائيل". ومن حين لآخر، كانت تستهويه محاولة مهاجمة قوات الجيش، إلى أن وقعت الحرب في العام 2006 التي بدأت بخطف وقتل جنود الجيش".
وأضاف موقع "والاه": "في سنوات ما بعد الحرب، أدخل حزب الله تعديلات على نظريته الردعية. وتسلّح بشكل أقوى بالصواريخ من كافة الأنواع والأصناف. هناك من يقول إنّ بحوزته اليوم 150000 صاروخ، وقد وزّع الصواريخ والقذائف في أحياء سكنية، في قرى ومدن جنوب لبنان كما في مناطق مثل البقاع التي أصبحت "مخازن الطوارئ" لدى الحزب. وكلّ هذا بغية الإستعداد لجولة قتالية أخرى مع "إسرائيل"، يعتقد كثيرون بأنّها ستقع لكنّ السؤال متى؟".
ويتابع موقع "والاه": "جاءت سلسلة التفجيرات المريعة التي نفّذتها التنظيمات المتطرّفة ضد أهداف لحزب الله في ضاحية بيروت، إلى جانب احتلالات "داعش" في سوريا والعراق، لتدفع باتجاه القرار الإستراتيجي القائل بأنّ الحزب إذا لم يقاتل العدوّ في سوريا، فسيجد نفسه يقاتل "داعش" ومثيلاته في أحياء بيروت. وهكذا تولّد القرار الذي غيّر وجه حزب الله. التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أن ثلث القوة المقاتلة من حزب الله موجودة على الأرض السورية. يمكن فقط أن نتخيّل التشكيل اللوجستي المطلوب لتعزيز هذه القوة: تموين، ملابس، تجهيزات عسكرية، وسائل قتالية. كل هذا اضطر الحزب لنقله من لبنان إلى سوريا، مسافة مئات الكيلومترات عن الوطن".
ويلفت الموقع الى أن وحدات حزب الله بين الحين والآخر تغادر خطوطها لتعود إلى الوطن وتحلّ مكانها وحدات أخرى، بما يشير إلى تشكيل التنقلات والمواصلات الاستثنائي في حجمه. حزب الله "نضج" خلال الحرب في سوريا وتحوّل من مجرّد تنظيم إلى كيان يحمل خصائص ومميزات جيش حقيقي".
الموقع يرى أنه بالإضافة إلى الكلفة الإقتصادية والثمن في الأرواح، هناك أيضا الشأن السياسي، الذي كان في السابق مهمًّا جدًا لحزب الله ولقائده. فور تعيينه أمينا عاما للحزب بعد اغتيال سلفه (السيد) عباس الموسوي في العام 1992، وكان في الثالثة والثلاثين من عمره فقط، قرر(السيد) حسن نصر الله مشاركة الحزب في المنظومة السياسية اللبنانية، وهناك طبعًا مكاسب الحزب من الحرب الأهلية في سوريا. فقد راكم تجربة عسكرية هائلة في القتال هناك. وهو طوّر مناهج عمله، تعلّم كيف يحتل مناطق، كيف يطهّر مناطق سكنية، كيف يستخدم الدبابات والمدفعية وقدراته التكنولوجية قفزت درجة بفضل الجيش السوري والجيش الروسي. اليوم يشغّل أسطولًا من الطائرات غير المأهولة، ولديه تشكيل اتصالات خاص في لبنان يجعله لا يخشى كثيرًا من عمليات التنصّت على أنواعها. حزب الله اليوم يعتبر الكيان العسكري الأقوى. يمكن أن نقدّر أنّ الحزب إذا ما نجح في المبادرة إلى هجوم مفاجئ على الحدود الشمالية، فإنّ قدرته على التسبّب بخسائر فادحة وربّما خوض معركة سيطرت على هذه المستوطنة أو تلك أو أخذ رهائن، أعلى بكثير ممّا كانت في السابق. على مدى أجيال تدرّب جنود الجيش الإسرائيلي في مرحلة الأغرار على احتلال "قطعة سورية" - هدف محصّن على قمة عالية، تمهيدا لحرب محتملة مع سوريا. سيناريو آخر تحدّث عن كوماندو سوري يحاول احتلال مناطق من الجولان. يبدو أن التدريب الأساسي يجب أن يخضع لمواءمة مع إحتمال أن يحاول حزب الله تحديدا.