عملية كركوك لعرقلة تحرير الموصل!!
مهدي منصوري
الانتصارات المتسارعة وغير المتوقعة التي حصلت في عمليات تحرير الموصل وبالصورة التي سقطت فيها المدن والقرى الواحدة بعد الاخرى على يد القوات العراقية بحيث ضيقت المسافة الى اقل من 7 كيلومترات عن المدينة بالاضافة الى حالة الانهيار التي مني بها الارهابيون والتي كشفت عن هشاشة قوتهم، كل هذه العوامل وضعت الداعمين لداعش سواء كان من السياسيين الدواعش أوبعض الدول امام امر صعب جدا. خاصة وانهم قد وضعوا حساباتهم على ان تنصل الموصل بالرقة لتكون مركزا لدولة الخلافة كما يتصورون الا انه وبعد هذه الانتصارات تبددت هذه الخطة والتي ستأتي على مثيلاتها ان وجدت.
وبطبيعة الحال فان الاعلام الاقليمي والعالمي قد اخذ يبرز الانتصارات التي تحققت وتتحقق وبصورة لفتت الانظار حيث وصلت التصورات ان تحرير مدينة الموصل والذي وضعت له توقيتات عديدة والتي ذهبت ادراج الرياح، ولم تكن سوى ايام لتدخل القوات العراقية والقوى المتحالفة معها معلنة تحرير هذه المدينة من دنس الدواعش وعودتها الى الحضن العراقي.
ولذا فان الارهابيين المحاصرون في الموصل والذين لم يوفر لهم داعميهم خصوصا الاميركان منفذا للهروب الى سوريا او اي مكان امن عمدوا الى خلاياهم في بعض المناطق كالحويجة والرياض ان يقوموا بعملية سريعة وخاطفة لاشغال القوات العراقية بحيث يمكن ان يخفف عنهم حالة الحصار، وذلك من خلال عملية اقتحام بعض المناطق في كركوك لخلق حالة من الارباك مستغلين خلو هذه المدينة من القوات العسكرية لاجل جلب الانظار نحو هذه المدينة.
ومن الملاحظ ايضا ان المجموعة الارهابية التي تعدادها لا يتجاوز الستين ارهابيا قد دخلوا المدينة ودخلوا الى المناطق التي يتواجد فيها فئة محددة من اهالي كركوك دون غيرهم وبعض المراكز كمديرية الشرطة والمحافظة ومؤسسة الكهرباء واستهدفوا الابرياء والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين من ينهم بعض المهندسين الايرانيين، وقد تصدى لهذه المجموعة الارهابية المجاميع التقالية التي تحمي بعض المقرات وتمكنوا من قتل العديد منهم وفرار الاخرين الى بعض المناطق للاحتماء بين المدنيين.
الا ان الذي لابد من الاشارة اليه في هذا المجال هو موقف المحافظ الذي رفض دخول القوات العسكرية وقوات الشرطة الاتحادية وابطال الحشد الشعبي لانهاء الامر مما اوجد ثغرة كبيرة في المواجهة ووضعت الموضوع في دائرة التعقيد،وقد اشارت مصادر استخبارية من داخل كركوك ان قوات اليشمركة المتواجدة في المدينة لم تقم بواجبها المطلوب في التصدي للارهابيين.
وفي هذا المجال ومن اجل السيطرة على الاوضاع في المدينة فقد طالبت اوساط سياسية واعلامية عراقية الحكومة العراقية ان ترسل قوات عسكرية من الجيش والشرطة الى هذه المدينة وباسرع وقت من اجل ان انهاء تواجد هذه المجاميع وتطهير بعض المناطق التي احتموا بها ، وبنفس الوقت قطع الطرق امام تسلل اعداد اخرى من بعض المدن والقصبات والقرى المجاورة لكركوك كالحويجة والرياض.
واخيرا والذي لابد من التأكيد عليه هو ان التعرض لكركوك من قبل الارهابيين ينبغي ان لا يكون حائلا او سببا في ايقاف عملية تحرير الموصل كما يخطط له داعمي الارهاب، ومن الطبيعي ان استمرار العمليات وطرد الدواعش من المناطق التي يتواجدون فيها سيضعف قدرتهم على المناورة والتخلص من الازمة الخائفة التي يعيشون فيها اليوم، وكذلك الاسراع في وتيرة العمليات العسكرية وفي جميع القواطع من دون الالتفات الى ما حدث في كركوك والذي كان مخططا له ارباك وعرقلة العمليات الاساسية. وبذلك يتم افشال المخطط الاميركي السعودي التركي الذي لايريد للموصل ان تخرج من دائرة سيطرتهم.