وحدة الصف العراقي الانتصار الاكبر
مهدي منصوري
حاول اعداء الشعب العراقي ومن مختلف المشارب والدول ومنذ سقوط نظام الطاغية صدام المقبور وليومنا هذا خلق حالة من الشرخ الاجتماعي بين ابناء هذا الشعب لتبقى حالة الصراع قائمة ومستمرة من اجل ان تفتح امامهم الابواب لكي يفرضوا هيمنتهم وسيطرتهم وتطبيق خططهم المشؤومة في نهب خيرات وثروات هذا البلد.
وفي نظرة دقيقة وفاحصة نجد ان كل الاحداث التي مرت على العراقيين والتي تنوعت اشكالها واساليبها ابتداء من الاحتلال الاميركي الغاشم الى زرع بذور الفتنة العنصرية والمذهبية الى اللجوء الى افتعال حالة الاقتتال الداخلي واخيرا الى تمكين الارهابيين من السيطرة على بعض المحافظات بالاضافة الى خلق الازمات السياسية والاقتصادية كلها وبمجموعها يمكن ان ترشدنا الى مقدار ما بذلت من جهود من ان لا تتفق ولاتتوحد كلمة العراقيين.
ولا ننسى ان النظرية البريطانية التي تعتمد على منطق (فرق تسد) قد اخذت ماخذها خلال الفترة المنصرمة، الا ان وعندما اوجد العدو المشترك الذي ينبغي مواجهته ودحره الا وهو الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا والذي اخذ يهدد البلاد وبصورة قد يضعها امام صورة قائمة من الاحداث الدامية، مما دفع بالعراقيين وبفضل فتوى المرجعية العليا الخالدة والتي كانت نقطة الارتكاز والبداية في توحيد جهود كل العراقيين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم واعتقاداتهم لان يقفوا صفا واحدا خلف هذه الفتوى من اجل دحر العدو المشترك الذي لا يميز بين عراقي و آخر بحيث ان العراقيين ليس وحدهم بل ان العالم اجمع بدأ يقطف ثمار هذه الفتوى المباركة وذلك بدحر الارهاب و بصورة لم تكن متوقعة حتى للداعمين له، خاصة وانه اخذ ينحسر وجوده عن الارض العراقية من خلال طرده من المدن الواحدة بعد الاخرى مما شكل هزيمة منكرة ومخزية ليس فقط للمجاميع الارهابية المجرمة بل لكل الذين ارادوا لهذا البلد ان يكون دويلات او مقاطعات كما خططوا وارادوا.
وبالامس وبعد ان تظافرت الجهود والقوى من اجل الارهاب من آخر معقل مهم وهي الموصل وفي بداية العمليات التي تكللت بالنجاح وعلى يد العراقيين وحدهم دون غيرهم رغم محاولات واشنطن وحليفاتها سواء كانت تركيا او السعودية وغيرها من ان لا تنطلق هذه العمليات، والتي شكلت وكما عبرت اوساط سياسية واعلامية عراقية انتصارا للارادة العراقية الحرة، وقد جاءت هذه العمليات متساوقة مع حالة طالما انتظرها العراقيون والتي اضافت الى انتصار المعركة على الارهاب انتصارا اكبر، الا وهو توحيد الصف العراقي المقاوم الذي تمثل بالاجتماع التاريخي في النجف الاشرف الذي ضم كل قوى مقاومة الشر والعدوان، محققين بذلك حديث الرسول الكريم (ص) "جاء الاسلام بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة" مما شكل انعطافة كبيرة في مسير العملية السياسية خاصة وانهم قد اتفقوا وبصورة قاطعة ان تتجه كل الجهود لمحاربة ودحر الارهاب، وبنفس الوقت التاكيد على ان تكون المواجهة عراقية بحته من دون تدخل اي عنصر اجنبي اي كان.
ولذا فان اللقاء الاخوي التأريخي لقادة فصائل المقاومة قد نال ترحيب واستقبال كل الذين يريدون للعراق الامن والاستقرار خاصة من بعض دول والشعوب المجاورة والتي تعتبر ان استقرار العراق وتقدمه سينعكس ايجابيا على استقرار وتقدم المنقطة والعالم.
ولذلك وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة الى ان هذا اللقاء التاريخي الذي اذاب جليد الخلافات الكاذبة والمفروضة قد قطع الطريق امام كل المحاولات اليائسة التي بذلت وتبذل من اجل تفتيت وحدة البلاد والعباد وبنفس الوقت شكلت سدا منيعا امام كل التدخلات الاجنبية والاقليمية التي بذلت المستحيل لان لايصل العراقيون الى هذه النقطة والفرصة الايجابية.
ومن هنا فان الكرة اليوم هي في ملعب الشعب العراقي الذي وحد جهوده في طرد الارهاب ونجح بذلك، فعليه ان يحافظ على روح الاخوة والوحدة والى الابد لكي يتذوق حلاوة الحياة الامنة المستقرة والتي اراد اعداءه حرمانه منها.