لوزان.. انزال ا ميركا واذنابها من الشجرة
ما كان لافتا واستوقف المراقبين عنده كثيرا في هذا الظرف بالذات هو الدعوة المفاجئة للرئيس الاميركي اوباما لفريقه في الامن القومي للاجتماع لبحث الحرب في سورية واصداره التعليمات لاحقا لفريقه المفاوض بقيادة جون كيري وزير الخارجية بمواصلة المحادثات المتعددة الاطراف مع الدول الرئيسية سعيا للتوصل الى حل دبلوماسي للحرب في سوريا، هو في الواقع تساؤل مشروع ما الذي ضيق الخناق على واشنطن التي هي من تهربت منذ ثلاثة اسابيع من استمرار المحادثات حتى تعود اليوم اليها صاغرة تبحث عن حل سلمي ؟! فما عدا مما بدا حتى تغير الادارة الاميركية وجهتها بشكل محير حين ترضخ حتى للشروط الايرانية بدعوة مصر والعراق الى المحادثات التي كانت سابقا بصيغة (5+1) لتصبح بصيغة (4+4) وهو اخلال صريح بالتوازن الاميركي داخل هذه المحادثات لصالح الطرف الاخر التي تتزعمه روسيا في هذه المحادثات وهذا انتصار صارخ للدبلوماسية الايرانية التي اثبتت جدارتها وفعاليتها في الشؤون الدولية والاقليمية.
واذا ما تفحصنا الموقف بدقة لم نجد الا تفسيرا واحدا وهو ان معركة حلب قد وصلت الى مرحلة كسر العظم ناهيك عن معركة الموصل المحسومة سلفا وهاتان القضيتان الحساستان والفيصليتان تعتبران انكسارا وكارثة للسياسة الاميركية يجب معالجتهما قبل وقوع الفاجعة فلذلك تحاول اميركا دس انفها باي شكل من الاشكال المشاركة بمعركة تحرير الموصل عبر قصفها المشبوه لبعض المواقع الوهمية لداعش واعطاء المشورة عبر مستشاريها المتواجدين في العراق والذين لا يثق العراقيون بهم بتاتا، اما في حلب المحسومة معركتها قريبا تتحرك هي لانقاذ المجموعات الارهابية التي تعمل تحت امرتها من "داعش" و"النصرة" وغيرهم لانهم ادواتها الحقيقيين ولن تريد ان تخسرهم بهذه السهولة قبل ا ن تجني ثمارها منهم وهم اليوم بين خيارين لا ثالث لهما اما الموت الزؤام او تسليم انفسهم للجيش السوري والقوى المتحالفة معه.
وهذا هو ليس السبب الوحيد لفك الحصار عن حلب وانقاذ ا لدواعش بل هناك تقارير تؤكد وجود عشرات الخبراء العسكريين من اميركان وغربيين واتراك واعراب تريد اميركا انقاذهم من خلال هذا التفاهم. وهذه هي الاسباب الحقيقية التي دفعت بالولايات المتحدة الاميركية استعجال الخطوات للبحث عن حل سياسي في سوريا وهذا ليس من منطلق حسها الانساني او حرصها على الاستقرار والامن في سوريا والمنطقة.