اشلاء داعش على رقعة الشطرنج الاميركي
يبدو اننا كلما اقتربنا من معركة تحرير الموصل التي هي من الاهمية والموقع لا تقل عن حلب لبتر المخطط الاميركي في العراق وسوريا عبر استخدام الادوات كتركيا والسعودية وقطر، نرى هناك ارتباكا واضحا في المواقف الاقليمية والدولية لنتائج هاتين المعركتين الفاصلتين لكل الاطراف خاصة مع ما نشهده من ان البلدين قد عقدا العزم مع استحضار كافة مستلزمات الحسم بان التحرير بات على شمرة عصا ولا رجعة عنه وان الصرخات التي تصدر من هنا وهناك ما هي الا التمهيد لتقبل الخسارة التي ينتظرونها وبالتالي يريدون فتح معركة سياسية بهدف التغطية على هزائمهم وازماتهم الداخلية وحرف انظار الرأي العام لديهم على حقائق الامور وهذا ما انتهجه الرئيس التركي اردوغان تماما فيما صعد من الموقف مع العراق بشكل غير طبيعي وباستخدام خطاب غير مالوف وبعيد عن النزاكة ومرفوض في الوسط السياسي والدبلوماسي لكنه يبدو قد خسر المنازلة قبل بدئها في وقت يصر وبشكل عجيب على ابقاء القوات التركية في الاراضي العراقية بالرغم من انف هذا البلد وبذلك يضرب القوانين الدولية باحترام سيادة الشعوب واستقلالها عرض الحائط وكأنه يوطئ لقانون الغاب والعودة الى العصور الوسطى.
وكما يقول المثل اذا عرف السبب بطل العجب في الاصرار التركي في البقاء بالعراق ليس لمحاربة "داعش" وتأمين الاستقرار لتركيا بل العكس تماما فيما كشف لاحقا من مخطط خبيث هو لحماية داعش وتوفير خروج آمن له من الموصل الى شرق سوريا استعدادا لتنفيذ المهام القادمة في تدمر ودير الزور وكذلك ايذاء العراقيين.
فتحذير الامين العام لحزب الله السيد نصر الله للاخوة العراقين لم يأت من فراغ بقدر ما يشعر سماحته من موقعه ومسؤوليته التاريخية والاسلامية ان يضع العراقيين في صورة المؤامرة التي تدبر ضدهم من قبل اميركا المجرمة الراعية لكل هذه المخططات الخبيثة وخاصة نحن على ابواب تحرير الموصل الذي وضعت حتى اللمسات الاخيرة لها، هو في محله حيث يطالبهم بسحقهم تماما حين يقول بالحرف الواحد ان "الانتصار الحقيقي هو ان تضرب داعش، ويعتقل قادته ويزج بهم في السجون لا ان تفتح لهم الطريق لان في ذلك خطر على العراق نفسه" وهذا ما تخطط له اميركا عبر التنسيق مع اداتها السعودية في نقل حوالى 9000 مقاتل من "داعش" من الموصل الى شرق سوريا لزعزعة استقرار البلدين وهذا ما كشف عنه خبير عسكري دبلوماسي روسي بعيد تحذير قائد المقاومة الى العراقيين.
ويبدو ان تحذير سيد المقاومة جاء في اللحظة التاريخية المناسبة ليقف العراقيين عند مسؤوليتهم ولايسمحوا للمخطط الاميركي السعودي ان ينفذ على ارضهم لان اعبائه الكبيرة لاتكون على سوريا وحدها بل على العراق ايضا.
ووفقا لما سربه هذا المصدر الروسي بان الاتفاق بين الاستخبارات الاميركية والسعودية يقضي بان يكون رئيس الاستخبارات السعودية وسيطا مع داعش لتأمين خروجهم من الموصل قبيل بدء معركة استعادة الموصل ونقلهم الى شرق سوريا.
والغريب في الامر ان تركيا تعهدت بانها تستطيع من تغيير الولاءات لداعش واجبار المقاتلين على تغيير شعاراتهم وظواهرهم من حيث اللباس وحلق اللحى كما فعلت في جرابلس السورية ويالها من سفاهة وصفاقة ان تأتي بالمجرم والقاتل وتبدل ملابسه ووضعه الظاهري على انه تبدل واصبح انسانا ثانيا. والامر الاخر الذي كان اكثر استغرابا ودهشة اللغة الطائفية التصعيدية التي يستخدمها الاتراك تجاه العراق من تقسيم طائفي وقح سنة وشيعة وعدم سماحهم للعراقيين من تبديل البنية السكانية لمدينة الموصل وكأن الموصل تركية لا علاقة لها بالعراق ولايحق للحشد الشعبي ان يشارك فيها لانه يتعامل كيديا مع السنة على حد زعمهم الباطل وهذا ما روج له اعراب اميركا الطائفيين في صلاح الدين والفلوجة والرمادي لتخويف اهل السنة وفرض الانقسام الطائفي من العراق لكن سنة هذه المناطق وعشائرهم الغيورة التي شاركوا في معارك تحرير مدنهم الى جانب اخوتهم الحشد الشعبي وفوتوا الفرصة على اعداء العراق وانكشف زيف اباطيلهم وهكذا اليوم يريدون اتراك اميركا تكرار هذا السيناريو السخيف الذي لفظه العراق بكل طوائفه وابنائه.