kayhan.ir

رمز الخبر: 46339
تأريخ النشر : 2016October08 - 20:56

اوغلو .. مواجهة الحشد الشعبي اولا


بعد فترة من المشادات الكلامية والحرب الاعلامية بين بغداد وانقرة حول تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل وتبرير الاخيرة ان تواجده هو بطلب رسمي من الحكومة العراقية واقليم كردستان لمهام التدريب الا موقف بغداد الرسمي وعلى لسان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنفى الموضوع جملة وتفصيلا واعتبار الموصل خطا احمر ومطالبة تركيا سحب قواتها فورا ويكون بذلك قد سحب البساط من تحت ارجل التشبث التركي والامر الاخر الذي كان اكثر مصداقية ومشروعية ويعبر عن حال الشعب العراقي برمته مطالبة البرلمان العراقي بانهاء احتلال تركيا للاراضي العراقية ومن ثم تواصل التحذيرات الاخرى ومن كافة طبقات الشعب العراقي علماء ونخب وائمة جمعة وكان في مقدمتهم السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي الذي حذر تركيا بالحرف الواحد بان "صبر العراقيين حدود"، ناهيك عن التظاهرات التي بدأت تخرج امام السفارة التركية في بغداد والمدن العراقية الاخرى مطالبة بانهاء الاحتلال.

غير ان القيادة التركية قد صمت آذانها تماما عن سماع اصوات العراقيين قيادة وحكومة وشعبا في المطالبة بحقهم السيادي المشروع لحماية اراضيهم وطرد الاحتلال منه لذلك لجأت الجهات الرسمية في بغداد لمتابعة الموضوع عبر الطلب لانعقاد مجلس الامن وحشد الموقف الدولي للضغط على تركيا لانهاء احتلالها هذا من جهة ومن جهة اخرى هددت فصائل الحشد الشعبي بمختلف تواجهاتها ان لم تخرج القوات التركية من الاراضي العراقية سنتعامل معها على انها قوات احتلال.

الموقف العراقي الموحد ومن كافة مكونات ومؤسسات رسمية قد احرج القيادة التركية التي ظلت تتخبط فترة في تناقضاتها لتبرير تواجد قواتها على الاراضي العراقية مرة لمحاربة داعش والارهاب ومرة لاستقرار المنطقة ومرة للدفاع عن اهل السنة والتركمان ومرة لتامين حدودها ومرة اخرى كان اشبه بالنكتة وهو انها جاءت بدافع وتحريض ايراني، لكن الحقيقة ظهرت في النهاية على لسان وزير الخارجية مولود اوغلو الذي برر بقاء القوات التركية في شمال العراق بذريعة مواجهة قوات الحشد الشعبي التي هي من المقرر ان تشارك في معركة تحرير الموصل وكأنه يقول ان مهمة القوات التركية هو منع الحشد الشعبي من المساس بداعش التي يجب توفير الحماية لها للخروج من الموصل كما اخرجتها بالامس من جرابلس ودخلتها القوات التركية فاتحة دون ان يسفك قطرة دم واحدة وبذلك يمهد لمسرحية مكشوفة يكون فيها تحرير الموصل على يدها وقوات التحالف الدولي ليتقاسموها لاحقا ويفتحوا الباب امام مخطط جهنمي لتقسيم العراق الى كيانات طائفية.

لكن اللافت في هذه القضية التي ادهشت المراقبين والسياسيين في العالم والمنطقة هو مدى صلافة القيادة التركية واصرارها على احتلال ارض عراقية والمس بسيادة واستقلال هذا البلد رغم انفه ورغم كل المطالبات العراقية بخروجه والانكى من ذلك تصف هذه المطالبات المشروعة والمنصوصة عليها في القوانين الدولية بانها عمليات استفزازية وتصعيدية ضد تركيا، لكن بعض المراقبين يفسرون الموقف التركي الصلف والمتعمد على فرض وصايته على العراق على انه قاصر هو اكثر اهانة اساءة من الاحتلال نفسه وهذا ماكان ليحدث لو لا وجود غطاء اميركي خفي لذلك.