كيف سرّع عادل الجبير بحماقته باستصدار قانون جاستا؟؟
تناول الدكتور أسامة فوزي رئيس تحرير جريدة عرب تايمز الامريكية في افتتاحيته دور عادل الجبير في السياسة السعودية والذي تسبب بحماقته باخفاقات أثرت سلبا على النظام السعودي.
و هذا نص المقال:
مع انك – يا اخ عادل – عشت ودرست في امريكا ... واشتركت – عندما كنت تلميذا نجيبا – بعرب تايمز ( ولم تسدد قيمة الاشتراك ) .. وشاهدت مثلنا ( ساترديه نايت ) والفضائيات الامريكية وشبكات الاخبار فيها ... الا انك اثبتت انك اخر من يعلم .. وان الشيء الوحيد الذي تعلمته واتقنته فعلا هو التحدث بالانجليزية بلهجة الكاوبوي .. تماما مثل تحدثك الالمانية بلهجة الفلاحين في ميونخ .. اما السياسة الامريكية وطريقة طبخها ... فكنت – يا للاسف – مثل ثور الله في برسيمه مع ان اي نسناس في حديقة الحيوانات في سان دييغو كان سيفهم العقل الامريكي لو شاهد برامج التوك شو الامريكية .. ولو لربع ساعة..
وانت معذور طبعا
فمنذ تعيينك وزيرا للخارجية في السعودية وانت لا تظهر على شاشة التلفزيون الامريكي الا لتشتم الرئيس السوري ... وتتوعده ... وتتنبأ بأيامه المعدودة .. وتدبك العرضة السعودية فرحا لان الكونغرس الأمريكي مدد الحظر على دمشق .. تماما مثل صديقك عبدالله بن زايد ... المنشغل مع اخوانه بتدمير المدن الليبية واليمنية والسورية.
كان الامريكيون في مجلسي النواب والشيوخ ينجرون لكم خازوقا بطول ذمتك وعرض صلعتك .. وانت اخر من يعلم رغم انك وزير الخارجية في بلدك ... والباروميتر الذي ( هذا المفروض طبعا ) عليه ان يقيس ذبذبات الاخرين ويحذر بلده من خوازيقهم, وطبشتها قبل اسابيع عندما هددت بسحب الارصدة السعودية ( ترليون دولار ) من البنوك الامريكية وانت لا تدري انك بهذا اعطيت لمن ينجرون لكم الخوازيق في واشنطون دفعة جديدة لاصدار القانون ( جاستا ) بالاجماع وبسرعة .. وهي المرة الاولى في التاريخ الامريكي ومنذ تأسيس الولايات المتحدة يتفق المشرعون في المجلسين على قانون ويصوتون عليه بالاجماع بعد ايام فقط من عرضه عليهم.
يبدو انك – يا عادل – لم تشاهد مثلنا مرشح الرئاسة دونالد ترامب – وهو من حزب صديقكم بوش ال سعود – الذي لخص الموقف الأمريكي منكم قائلا : نحن في امريكا نذبح البقرة التي تتوقف عن الحلب ونأكلها ... والسعودية توقفت عن انتاج النفط ولم نعد نحتاج اليه.
لا ندري – ايضا – انت كنت تعرف شيئا عن نظام التعويضات في القضاء الامريكي ... نحن نعلم ان نظام التعويضات في قضائكم العادل في السعودية متواضع حبتين .. هذا اذا حكم اصلا للمتضررين بالتعويض ... بخاصة اذا ما كانوا من المقيمين العرب العاملين في بلدكم ... لكن الوضع هنا مختلف جدا يا عادل ... لعلك – مثلنا – قرأت في الصحف الامريكية – عندما كنت تلميذا نجيبا في احد معاهدها في اواخر التسعينات – ان محكمة امريكية حكمت لمواطنة امريكية بتعويض مقداره مائة مليون دولار لان فنجان القهوة الساخنة الذي اشترته من مكدونالد ( نقط ) على فخذها ولسعها .. فما بالك وضحايا هجمات السعوديين والاماراتيين من اقاربك واصدقائك ومعارفك في ( غزوة ) سبتمبر يعدون بالالاف ... ما بين قتيل وجريح ومفقود.
الترليون دولار لن تكفي ... هذا المبلغ قد يحكم به لاسرة مواطن امريكي واحد من ضحايا الغزوة السعودية الاماراتية ... والرك على ابار النفط نفسها في السعودية .. فقد يأمر قاض امريكي بتوزيع الابار على الضحايا لعدم وجود سيولة سعودية في البنوك الامريكية ... والجيش الامريكي – كما تعلم – قادر على تنفيذ اوامر القضاء في بلده.
رئيس دولة بنما تم اعتقاله من قبل الجيش الأمريكي من قلب قصره وتختخ في السجون الامريكية مع ان تهمته انه هرب شوية مخدرات الى أمريكا او بالاحرى سمح بتهريبها ومواطن امريكي من فلوريدا شرب سيجارة منها ومات ورفعت اسرته دعوى على الرئيس البنمي نورييغا وكسبتها باعتباره مسئولا عن السماح بتهريب السيجارة الى فلوريدا... ولم يحميه منصبه كرئيس دولة اجنبية من ( العدالة ) الامريكية التي طالما دافعتم عنها ومولتم جنازيرها.
وقطعا ... لن تكونوا اصعب على الجيش الامريكي من صدام حسين ( الذي كان يحميكم من ايران ) .. والذي انتهى متدليا على حبل مشنقة امريكية تم غزلها في الرياض من خيوط الحرير النجدي الفاخر.
هل هي( خطية ) سوريا وشعبها ومدنها المدمرة التي هي في رقبتكم ورقبة الاماراتيين ... ام هو قدر سعودي احمق الخطى على حد قول عبد الحليم حافظ.
حمى الله الحجاز وارضها العربية ... ولا حول ولا قوة الا بالله
اللهم انا لا نسألك رد القضاء ( الامريكي ) .. ولكن نسألك اللطف فيه