التهديد بالصراخ جهد الخائف
لا يختلف اليوم لبيبان بان المنطقة تشهد صراعا محتدما بين مشروعين مختلفين تماما احدهما امبريالي تقودها الولايات المتحدة الاميركية واذنابها سواء في المنطقة او خارجها للاستحواذ على مقدرات الشعوب وذلك باستخدام اداة الارهاب التي تتمثل في المجموعات الارهابية ــ التكفيرية كوسيلة للوصول الى مآربها ومشروع آخر هو مشروع الدفاع عن مصالح شعوب المنطقة واستقلال دولها والتي تقوده دول محور المقاومة بالتعاون مع روسيا وهذه حقيقة لايمكن التغطية عليها من خلال الدلائل والشواهد الموجودة على الارض.
ونتيجة لغلبة الحق الذي هو بالتاكيد حق الشعوب في الدفاع عن استقلالها وكرامتها ومصالحها نرى اليوم ومن خلال المستجدات ان موازين القوى باتت تميل لصالح مشروع محور المقاومة وهذا ما بدأ يغيض اميركا واذنابها بشدة مما دفعهم الى اسلوب استخدام الصراخ العالي في التهديد والوعيد لزعزعة مواقف الطرف الاخر وتراجعه وهذا بالطبع هو اسلوب الخائفين للتموية على وضعهم الحالي.
وما نشهده اليوم في الساحة السورية من ان حلب باتت قاب قوسين او ادنى من التحرير وهكذا بالنسبة للموصل في العراق وكذلك غرق السعودية في الرمال اليمنية بعد 18 شهرا من العدوان البربري الشرس دون ان تحقيق اية نتائج على الارض ولا ننسى ان نشير الى تراجع اذنابهم في لبنان ورفع الرآية البيضاء امام المارشال عون والقبول به كرئيس قادم الى لبنان، كل هذه المؤشرات ارقام واقعية على هزيمة المشروع الاميركي الامبريالي.
فصراخهم اليوم امر طبيعي يخفي وراءه خوفهم الشديد من المستقبل الذي ينتظرهم ولو كان بمقدورهم القيام بعمل لتغيير موازين القوى على الارض لف
علوا ذلك دون كل هذا الصراخ الضجيج. ومن استمع خلال الـ 48 ساعة الاخيرة الى صراخ الاميركيين من ساسة وعسكريين واعلاميين انتباه الخوف الشديد بان الحرب العالمية الثالثة قادمة لا محالة وان المنطقة اصبحت تتدحرج في دائرة الكارثة التي لا تبقي ولا تذر وكل ذلك كان يهدف الى اثارة القلق في المعسكر المقابل بغية تخفيف الضغط على الارهابيين المحاصرين في حلب وانقاذهم والذين لا يتجاوزون الـ 900 عنصرا وفقا لما صرح به بالامس دي ميستورا "ممثل الامين العام للامم المتحدة والذين استعانوا به ارضاء لحلفائهم وبكلمة ادق اذنابهم في المنطقة عسى ان ينجزوا شيئا، لكن الحزم الروسي وتحذيرها القوي لاميركا من ان اي عدوان يطال الجيش السوري هو عدوان على القوات الروسية سيردع بالتاكيد واشنطن من القيام باية مغامرة تشعل المنطقة لذلك من المستبعد جدا ان تلعب الاخيرة بالنار لان ذلك سيحرق اصابعها واصابع اذنابها في المنطقة.
ومن يتصور اليوم بان روسيا ستساوم الاميركان على مصلحة ما هنا وهناك فانه واهم لان روسيا واستراتيجيتها الكبرى لا تقبل باقل من وقف زحف الناتو تجاهها ووقف التدخل في شؤون الدول الاعضاء سابقا في حلف وارشو.