رياح المناورات الاميركية لا تتحرك وفق شهيتها
يبدو ان الادارة الاميركية التي فشلت هذه المرة تمرير خدعتها في حلب بهدف انقاذ المجموعات السورية المسلحة وفك الحصار عنها، لجأت الى المناورة والتصعيد الكلامي بهدف الضغط على موسكو للتراجع عن مواقفها، عبر وقف التعاون وتعليق الاتفاقات معها لذلك بدأ الاعلام الاميركي يصعد من لهجته تجاه روسيا ويلوح بان واشنطن تواجه اليوم جملة خيارات عسكرية تدرسها لمعالجة الوضع في سوريا وكل ذلك يأتي في سياق الحرب النفسية للولايات المتحدة الاميركية لتصعيد الحرب الاعلامية دون ان يصل الى الحرب على الارض وهذا ماهو مستبعد جدا لان اميركا لن تتحمل اعباء مثل هذه الحرب التي ان بدأت لا سمح الله فانها لم تبق ولا تذر شيء في المنطقة، لكن كل ما تلوح به الولايات المتحدة الاميركية من خيارات تطرحها للمناقشة هو تكثيف تحليق طائرات التحالف وزيادة وحداتها الخاصة في سوريا وتسليح المجموعات المسلحة في حلب باسلحة نوعية عسى ان تستطيع من تغيير المعادلة على الارض لكن دون جدوى.
فتزويد بعض المجموعات المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات والدروع لايمكنها ان تحدث ثغرة كبيرة في جدار الميدان او توقف الحسم العسكري الذي تبنته القيادة السورية وقوى المقاومة لحسم الموقف وهو الخيار الوحيد امامها بعد ان اثبتت اميركا وعبر مواقفها الالتفافية والنفاقية في المفاوضات مع روسيا انها لا تؤمن بتاتا بايجاد اي حل سلمي للازمة السورية بل هدفها هو استمرار الحرب واستنزاف روسيا وقوى المقاومة في سوريا، غير ان هذا المحور ادرك خطورة المشروع الاميركي لتدمير المنطقة فاتخذ قراره النهائي والتاريخي بحسم الامور في الميدان ووضع حد للمناورات الاميركية الجهنمية لاشغال العالم بحرب استنزاف ليس لها اول ولا آخر.
الا ان موسكو وان لم تأخذ التهديدات الاميركية على محمل الجد لكنها اتخذت بعض الخطوات الاحتياطية لمواجهة الموقف ان ارتكبت الادارة الاميركية اي حماقة غير مدروسة تجاه سوريا، عبر استقرار المزيد من صواريخ "اس 300" وارسال بارجتين حربيتين الى البحر المتوسط كخطة مضادة للخطة (ب) الا انها لم تكشف على تفاصيل خطواتها الاحتياطية في هذا المجال.
وان المهاترات الاميركية وتصعيد اللهجة في هذا الظرف ينم عن تخوفها الشديد من الهزيمة النهائية التي تنتظر المجموعات الارهابية المسلحة في حلب لذلك تحاول ادارة اوباما مستميتة وبكل ما تملك لانقاذ هذه المجموعات المحاصرة لانها الورقة الاخيرة التي تملكها في معركة حلب التي هي فصل الخطاب في الحرب على سوريا فبعدها تكون اميركا قد خسرت مشروعها في المنطقة خاصة وان العراق يستعد لتحرير الموصل ولا ننسى ان كل هذه الازمات مترابطة وقد افتعلتها واشنطن لاعادة فرض هيمنتها على المنطقة لكن بكل الاحوال ان الرياح لا تتحرك وفق الشهية الاميركية بعد اليوم.