kayhan.ir

رمز الخبر: 46130
تأريخ النشر : 2016October04 - 20:59

انتفاضة القدس وتغيير معادلة المواجهة


مهدي منصوري

احتفل الشعب الفلسطيني المقاوم بذكرى مرورعام على انتفاضة القدس وبصورة غاضبة من خلال التظاهرات الجماهيرية التي عمت الضفة والقطاع، ويحق لهذا الشعب ان يحتفي بانتفاضة ابنائه الابطال الذين أثبتوا انهم قادرون على الاستمرار والدوم رغم كل الاجراءات التعسفية والاجرامية التي مارسها الكيان الغاصب من اجل القضاء عليها، ولكن الاصرار الثوري الذي اعتمل في نفوس ابناء القدس الابطال ابى ان يتحقق الحلم الصهيوني، بل ان هذه الانتفاضة ورغم امكانياتها وعدتها البسيطة والتي تتمثل في الطعن بسكين او الدهم بالسيارة قد اقضت مضاجع قطعان المستوطنين بالدرجة الاولى بحيث وكما ذكر استطلاع بالامس ان 25 % منهم يفكر في الهجرة المعاكسة ومغادرة الاراضي المحتلة. مما شكل صورة من صور الانتصار الفلسطيني ولون من الوان هزيمة الكيان الغاصب الذي لم يستطع ان يحقق الامن لقطعانه بحيث اختاروا الرحيل على البقاء.

وفي الجانب الاخر والاهم وهو ان القيادة العسكرية والاستخبارية الصهيونية تعيش اليوم في حالة من القلق والارباك لانهم استنفذوا الوان الاساليب من اجل ان تخمد هذه الانتفاضة الباسلة، لانها شكلت لهم كابوسا جثم على صدورهم خاصة وانهم يقدمون بين اليوم والاخر احد جنودهم او ضباطهم بين قتيل و جريح، وهو ما عكسته التقارير العسكرية والاعلامية بحيث وصل الامر الى الاعتقاد من ان هذه الانتفاضة ومهما اختلفت اساليب القمع لايمكن القضاء عليها،

بحيث شكلت ضغطا سياسيا وعسكريا على حكومة نتانياهو بانها اصبحت عاجزة عن توفير الامن المطلوب للصهاينة.

واليوم وبعد مرور عام على هذه الانتفاضة المباركة ينبغي على كل القوى الفلسطينية على الخصوص خاصة المقاومة منها ان تحاول تطوير اداء هذه الانتفاضة وتفعيل قدراتها وبالصورة التي تستطيع تحقق اهدافها السامية في تحرير الارض والانسان الفلسطيني. ومما يمكن الاشارة اليه ان انتفاضة القدس المباركة قد اثبتت هشاشة الجيش الصهيوني وبصورة عكستها حالات الهروب وعدم رغبة التطوع من قبل الشباب الصهيوني في الجيش وحالة الخوف التي انتابت هذه القوات بحيث ان ردود فعلهم اصبحت في حالة من الهستيرية بحيث انهم عندما يرون اي فلسيطني حتى ولو كان شابا يافعا ينتابهم الهلع مما يدفعهم لاطلاق النارالعشوائي بذريعة الدفاع عن النفس.

اذن وفي نهاية المطاف يمكن القول ان انتضافة القدس قد احدثت حالة من التغيير في صورة الردع الفلسطيني المقاوم وان استمرارها لابد ان يغيرالمعادلة ويقلب الموازين لصالح ابناء الشعب الفلسيطني ويفشل كل الخطط الصهيونية التي تريد ان يبقى الفلسطينيون تحت نير الاحتلال والى الابد.