kayhan.ir

رمز الخبر: 46079
تأريخ النشر : 2016October03 - 21:02

نزعة اردوغان العدوانية تهدد وحدة العراق

اثارت تصريحات اردوغان الاخيرة حول تحرير مدينة الموصل غضب الشارع العراقي الذي اعتبرها تدخلا سافرا في الشأن الداخلي، وخرقا واضحا لسيادة واستقلال البلد، ومنافيا لكل القواعد والاعراف والقوانين الدولية التي تؤكد على حسن الجوارواحترام سيادة الدول، وقد جاءت تدخلات الرئيس التركي بطريقة طائفية سمجة عندما قال "نحن والسعودية وقطر وواشنطن فقط نذهب لتحرير الموصل من اجل ان نحافظ على بقاء الوجود العربي والكردي والتركماني السني في هذه المدينة، ولا نسمح لاي عنصر آخر ان يتواجد فيها مستبعدا بذلك مشاركة الحشد الشعبي الذي وصفه بالطائفي والارهابي من المشاركة والدخول الموصل".

والملاحظ انه ولو صدرهذا التصريح من أحد المسؤولين العراقيين قد يمكن تجاوزه او التغاضي عنه، اما ان يصدر من رئيس دولة مجاورة وبهذه الصلافة والحماقة قد لايمكن استيساغه او القبول به لانه يشكل اعتداء صارخا وتجاوزا على سيادة بلد مستقل له حكومة منتخبة وشرعية.

وقد اشارت اوساط سياسية عراقية انه من الطبيعي ان تصدر مثل هذه التصريحات من اردوغان لان ضعف الحكومة العراقية وعدم اتخاذها اي اجراء قانوني او دولي بحق تركيا عندما تجاوزت وادخلت قواتها من قبل هو الذي جعله يتمادى وبهذا الشكل الممجوج.

وبذلك جاء رفض وزارة الخارجية العراقية لتصريحات اردوغان بشأن تحريرالموصل واعتبرتها تدخل سافر في الشأن الداخلي مطالبة حكومة انقرة اثبات حسن نواياها في محاربة الارهاب.

ولذا فان تصريحات اردوغان التي استفزت الشارع السياسي والاجتماعي العراقي وبصورة اعتبرته بعض الاوساط انه خارج عن اللياقة الدبلوماسية ومخالف لابسط قواعد علاقات حسن الجوار، متساءلة لو ان العراق اتخذ الموقف نفسه بتدخله في تركيا لدعم حزب العمال الكردي فهل يقبل اردوغان هذا التصرف؟.

والذي لابد من الاشارة اليه وكما ذهبت اليه اوساط المقاومة العراقية التي واجهت اميركا من قبل وتمكنت من طرد جنودها من الاراضي العراقية رغم كل قدراتها، بالقول فمن هي اذن تركيا التي تتطاول بهذا الشكل السافر وتحاول منع قوات الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الاراضي العراقية من دنس داعش سواء كانت في الموصل اوغيرها، ولذا فانها ومن الطبيعي ستكون في مواجهة مباشرة مع قوات الاحتلال التركي والتي هي اضعف بكثير من القوات الاميركية وستجعل من الارض العراقية مقبرة للجنود الاتراك لانهم سيكونون بمثابة داعش الارهابي.

فلذا فعلى اردوغان او من يدفع او يدعم موقفه من سياسيي داعش من العراقيين ان ينصحوه بعدم التمادي واصدار التصريحات الاستفزازية، وعليه وقبل كل شيء ان يسحب قواته وبالسرعة الممكنة من الاراضي العراقية، وان لايدس انفسه فيما لا يعنيه وليس من شأنه، لان اخراج داعش الارهابي من العراق شأن عراقي بحت ولا يحق لاي اجنبي او من خارج الحدود ان ينصب نفسه وليا على العراقيين، الذين اثبتوا وبجدارة انهم هم القادرون على تحرير مناطقهم كما حرروا الكثير من المدن من دنس هؤلاء المجرمين. ولا ننسى ان اردوغان الذي يهمه استمرار بقاء داعش اهم من العراقيين لما قدمه لهم من دعم لا محدود بحيث فتح اراضيه امام استقطابهم من الدول وارسلهم الى المعسكر لتدريبهم واعدادهم وقدم لهم السلاح والعتاد من اجل ان يحتلوا المدن السورية والعراقية ويقتلوا ابناءها، فما حدا مما بدا ان يأتي اليوم ليكون ضدهم من خلال فذلكته وكذبته الداعية الى مشاركة جيشه في تحرير الموصل من "داعش".

اذن فان التدخل التركي العسكري المباشر في العراق وكما عبرت اوساط دبلوماسية غربية واقليمية سيضع ليس فقط العراق بل المنطقة على ابواب حرب مجهولة النتائج خاصة وان الداعي الى تدخله في تحرير الموصل هو الحقد الطائفي المقيت، مما يعني وقوفه ودعمه الى مكون عراقي دون غيره، وهو ما يعزز حالة الانقسام في هذا البلد ويعكس وبصورة واضحة انه اداة تنفيذ المخطط الاميركي الصهيوني السعودي الداعي الى تقسيم العراق.

ولكن ما فهمه المراقبون من حديث اردوغان التصعيدي والطائفي ضد غالبية الشعب العراقي ذو (النفس السعودي) هو ان المشروع الاميركي ــ التركي ــ السعودي قد أخذ طريقه الى الدفن، وماهو الا للتغطية على هذه الفضيحة وحرف الرأي العام التركي عن ذلك.