القائد: الشعب الايراني أحبط بصموده ومقاومته الكثير من مخططات القوى العالمية
* قوى الهيمنة تسعى بأدواتها الكثيرة ودعاياتها الإعلامية الواسعة وأبواقها المأجورة وضغوطها الاقتصادية والسياسية والأمنية، زرع اليأس في نفوس الشعب وإخراجه من الساحة
* الحرب المفروضة كانت حرباً دولية ضد الاسلام وسيادته ومن الضروري تبيين الأبعاد المهمة لها
* يجب إعداد مشروع للتطوير والتخطيط بعيد الامد والدقيق والمجدول من الحاجات المهمة للحوزة العلمية
* ينبغي تاسيس "مركز دراسات استراتيجية" يضم النخب والمفكرين والعلماء الحوزويين الواعين الاذكياء
طهران - كيهان العربي:- اعتبر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية العظمى الله السيد علي الخامنئي، إعداد مشروع التطوير والتخطيط بعيد الامد والدقيق والمجدول زمنيا، من الحاجات المهمة للحوزة العلمية اليوم، وحث على تأسيس مركز للدراسات الاستراتيجية في الحوزة.
واعتبر سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله أمس الاحد اعضاء المجلس الاعلى للحوزات العلمية في البلاد، اعتبر الحوزة العلمية جزءا لا ينفصل عن الحكومة الاسلامية التي هي في حاجة للحوزة العلمية "الزاخرة بالادمغة وصاحبة العلم والنشاط والابداع والعارفة بحاجات اليوم" من اجل مدّ المعارف والاحكام الاسلامية في مختلف مناحي الحياة واعماق المجتمع وقال، ان احدى الحاجات المهمة للحوزة العلمية في الظروف الراهنة هي "إعداد مشروع التطوير" في الحوزة والتخطيط بعيد الامد والدقيق والمجدول زمنيا، على اساس هذا المشروع والاهداف المتوخاة.
واكد بان خطط الحوزة العلمية في مختلف الاقسام يجب ان تكون بهدف دعم وتعزيز الصلة بالحكومة الاسلامية واضاف، ان الحوزة العلمية داعمة لاقامة الحكومة الاسلامية لذا فانه لو نفذت الحكومة الاسلامية الحكم الاسلامي بصورة جيدة فعلى الحوزة العلمية دعمها بكل وجودها وان تذكّرها فيما لو اخطأت.
واعتبر سماحته "التخطيط بعيد الامد" ضروريا جدا للحوزة العلمية واضاف، انه في اطار هذا التخطيط يجب ان تكون الاهداف محددة وقابلة للتحقيق تماما وذات جدولة زمنية معينة، بحيث تكون الخطة قابلة للتقييم الكمي وان تكون مرنة ايضا.
واكد سماحة القائد الخامنئي بان خطة الحوزة بعيدة الامد يجب ان تكون مبنية على "مشروع التطوير للحوزة" واضاف، انه ينبغي تاسيس "مركز دراسات استراتيجية" يضم النخب والمفكرين والعلماء الحوزويين الواعين الاذكياء، ليتم إعداد برنامج التطوير وسائر البرامج الاستراتيجية للحوزة في هذا المركز.
وقدم سماحته في الختام عدة توصيات، داعيا خلالها ابعاد الحوزة عن البروقراطية شبه الحكومية وايجاد اجواء الانس مع القرآن بين الطلبة والتعرف على الطاقات المتفوقة وترويج المطالعة خاصة في مجال سير تاريخ علوم الحوزة والتفسير واعداد الدعاة ذوي القدرة الكتابية والخطابية وفي الاجواء الافتراضية.
وخلال استقباله أعضاء اللجنتين التنظيميتين لملتقيي إحياء ذكرى شهداء محافظتي "خراسان الشمالية" و"كهكيلوية وبوير أحمد"، اعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي الهدف من الحرب الناعمة المعادية هو إبعاد الشعب عن ساحة الجهاد والمقاومة، مؤكداً بأن الشعب الإيراني أحبط بصموده ومقاومته الكثير من مخططات القوى العالمية.
واعتبر سماحته أن الهدف من الحرب الناعمة والخفية للعدو هو "إبعاد الشعب عن ساحة الجهاد والمقاومة وجعله غير مكترث بالأهداف الرسالية والهيمنة على الأجواء الفكرية والنفسية للبلاد" وأضاف، أن قوى الهيمنة تسعى بأدواتها الكثيرة ودعاياتها الإعلامية الواسعة وأبواقها المأجورة وكذلك الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية، لزرع اليأس في نفوس الشعب وإخراجه من الساحة.
واعتبر، ترويج وإحياء ذكرى الشهداء أحد العوامل المهمة لمواجهة مخطط العدو وصون المقاومة مترافقاً مع الشوق والنضارة، وأضاف أن صون ذكرى الشهداء يعتبر اليوم واجبا.
وتطرق سماحة قائد الثورة الاسلامية، الى سبل احياء ذكرى ونهج الشهداء وقال: إن أحد الأعمال المهمة هو "تبيين سجايا وأسلوب حياة الشهداء وماضيهم ورصيدهم الفكري" ليتبين أن الشهيد الذي ينبهر المتلقي من سماع تضحياته وتنتابه مشاعر جياشة من ذلك، كيف كان يتصرف إزاء قضايا كالإسراف والتطاول على بيت المال والارستقراطية؟
ووصف سماحته الشهداء بأنهم "قمم الأخلاق الإسلامية" و"قدوات لجيل الشباب" وقال: على الفنانين الدخول إلى الساحة لإبراز وجوه الشهداء الإشراقية النيرة للشباب، وأن يبادروا إلى تبيان حقائق حياة الشهداء من دون مبالغة وبقلم جميل ورصين وذلك باستخدام مختلف الأساليب خاصة الفن وتأليف الكتب القصيرة والجذابة.
وأكد سماحة القائد الخامنئي ضرورة تبيين الأبعاد المهمة وغير المشروحة للحرب المفروضة (من قبل النظام العراقي السابق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية 1980-1988) وأضاف: أن الحرب المفروضة كانت حرباً دولية ضد الإسلام وسيادة الإسلام وضد الامام الخميني الراحل /قدس سره/ وفي إطار جبهة وخلفية واسعة تدعم صدام البعثي التعيس وعديم العقل، لذا فإن شبان اليوم ينبغي أن يعرفوا من هم الذين أنقذوا البلاد من هذه البلية وكيف كانوا يعيشون.
وأشار سماحته إلى ضرورة تبيين الأهداف الرسالية السامية للشهداء في موضوع "كيفية إحياء ذكرى الشهداء" وأضاف: إن البعض يسعى للتعتيم على أهداف الشهداء الرسالية السامية وخفض الدفاع المقدس إلى مستوى الحروب المألوفة في العالم وخفض الهدف منه إلى مستوى إرغام العدو على التراجع.
ورفض سماحة قائد الثورة الإسلامية هذه الرؤية السطحية للدفاع المقدس واعتبر أهداف الشهداء هي "الله سبحانه وتعالى والإسلام والحكم الإسلامي والإسلام الثوري والأحكام الدينية المهمة كالحجاب" وقال: إن هذه الأهداف وردت في وصايا الشهداء بوضوح وان السبب في تأكيد الإمام الخميني الراحل على قراءة وصايا الشهداء هو إدراك الجاذبية الرائعة لهذه الأهداف في إيجاد الشوق للتضحية والفداء.
واعتبر سماحته "صبر وتضحيات آباء وامهات الشهداء" بأنهما متجذران في الأهداف ويعتبران عاملاً مهماً في إبقاء جذوة المقاومة والنضال في سبيل الحق متوقدة، وأضاف: ينبغي الاستفادة من الفرصة المتبقية للحديث مع آباء وأمهات الشهداء والتعرف على تفاصيل وضاءة حول المكان الذي نشأ فيه الشهداء والأجواء التي ترعرعوا فيها ووضعهم وطبقتهم الاجتماعية وتفاصيل خصالهم وسجاياهم.
واكد قائد الثورة الإسلامية ضرورة تعزيز الجوانب التربوية والمتعلقة بالمضامين في إقامة ملتقيات احياء ذكرى الشهداء.