شمعون بيريز ، عليك اللعنة .
أحمد الحباسى
أخيرا رحل القاتل المجرم الصهيوني شمعون بيريز ، لعلها من أكثر اللحظات التاريخية المهمة في تاريخ الصراع بين شرفاء العرب و على رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و بشار الأسد و سماحة السيد حسن نصر الله و الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله و مروان البرغوثى و بين محور الاستعمار و الغدر و الخيانة المتمثل في إسرائيل ، بريطانيا ، الغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية طبعا ، الدول الخليجية على رأسها السعودية و الأردن طبعا ، مصر بقيادة أنور السادات ، محمد حسنى مبارك و محمد مرسى و أخيرا عبد الفتاح السيسى ، أعوان الاستعمار من عزمي بشارة إلى عماد الدين أديب مرورا بفيصل القاسم و صالح القلاب و بقية كتاب الدولار النفطي الخليجي و بعض النفايات "المثقفة” التي رضعت حليب الخيانة للقضايا العربية مثل نجيب محفوظ و بعض رموز الدبلوماسية المصرية الفاشلة من أمثال عمرو موسى ، نبيل العربي ، أحمد أبو الغيط يضاف إليهم طبعا بعض رموز السلطة الفلسطينية مثل محمود عباس و محمد دحلان و توفيق الطيرواى و جبريل الرجوب ، هذه لحظة تاريخية مهمة في تاريخ المنطقة لأنها تؤكد للمتابعين أن القضية الفلسطينية لن تموت .
قبل فترة رحل مجرم الحرب أريال شارون بعد أن ظل في غيبوبة قسرية لمدة ثماني سنوات كاملة قضاها بين الحياة و الموت بعد أن أصيب بجلطة دماغية خلال حملة إعادة انتخابه لرئاسة الحكومة الصهيونية ، كانت لحظة تاريخية للشعب الفلسطيني الذي أباد منه هذا المجرم الطاغية الملايين طيلة مسيرته العسكرية الإرهابية الطويلة التي تخللتها ارتكابه لمجازر مروعة من بينها على سبيل التاريخ مجزرة صابرا و شاتيلا الشهيرة ، اليوم يرحل مجرم حرب آخر لا يقل بربرية ووحشية عن الطاغية شارون رغم أنه ينتمي إلى حزب ” الحمائم” و شارون لحزب الصقور كما يبرع بعض كتاب شارع محمد على العرب في التوصيف ، اليوم ترتفع أنات شهداء مجزرة قانا اللبنانية حين أجهز القاتل على المئات و رويت الأرض بدماء هم الزكية ، و لعل كل شبر من الأرض الفلسطينية يحكى ” تاريخه” مع هذا الطاغية و يقص على المتابعين قصصا مرعبة تقشعر إليها الأبدان نتيجة ما اقترفه بيريز من جرائم ضد الإنسانية و من جرائم حرب مروعة .
لن نزيد من إثارة البعض لان الجراح المؤلمة كثيرة و لا تحصى و لا تعد ، و المؤسسات الفلسطينية المختصة و شرفاء العالم و بعض الذين وقفوا في المحافل الدولية يدافعون عن القضية قد أرخوا لهذه المواجهة و جمعوا الصور و الشهادات و الوثائق التي تؤكد أن هذه الفئة الإرهابية القاتلة تستحق ما حصل لها في ألمانيا و أن الذين يتباكون كالتماسيح على ما حصل لهذه الفئة الضالة على يد الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر يتجاهلون أن وعد بلفور المشئوم قد مكن هذه النازية الجديدة من ارتكاب فضائع تفوق ما حصل لليهود في ألمانيا عشرات المرات دون أن تتحرك ضمائر بعض الساسة الغربيين لتجعل من الجرائم الصهيونية هولوكوست فلسطين مسقطة مفهوما قبيحا يسمى اليوم ” سياسة الكيل بمكيالين ” جعلته الولايات المتحدة و أتباعها الغربيين نهجا سارت عليه لتشرعن الهمجية و الاحتلال الصهيوني بكل عناوينه القبيحة المتمثلة في الاغتصاب و التعذيب و القتل على الهوية و احتلال الأرض و تدمير بيوت العبادة و نشر ثقافة الكراهية و محاولة القضاء تدريجيا على مقومات الثقافة و التاريخ الفلسطيني .
من العار اليوم أن يحضر العميل محمود عباس مراسم تشييع جنازة هذا القاتل المحترف متجاهلا دماء الشهداء الفلسطينيين الذين أؤتمن عليها فخانها مع ثلة من "القيادة ” الفلسطينية الهجينة التي لا تملك ذرة من الشرف و الرجولة و المصداقية ، من العار أن توجه الجامعة العربية في شخص العميل أحمد أبو الغيط رسالة تعزية لقيادة القتلة ، من العار أن تنحني مصر عبد الفتاح السيسى كل هذا الانحناء المذل لتحضر بعض شخصياتها القبيحة مراسم هذه الجريمة النكراء في حق الشهداء المصريين الذين دفنتهم القيادة العسكرية الصهيونية أحياء في صحراء سيناء ، من العار أن تسقط السعودية مرة أخرى إلى جانب بعض الدول الخليجية الأخرى مثل الإمارات و الكويت و الأردن لإيصال رسائل التعزية متخفين وراء مبعوثين طالما كانوا قنوات الاتصال بين هذه الدول المتآمرة على القضايا العربية و بين هذا الكيان الهمجي الغاصب للحقوق العربية ، من العار أن ترفض القيادة المصرية اليوم الوقوف إلى جانب سوريا و تعمل من جهة أخرى إلى تقديم التطمينات و التعهدات المتتالية إلى الجانب الصهيوني في محاولة لاستمالة رجال الأعمال الصهاينة لإنقاذ الاقتصاد المصري المنهار ، من العار أن يرفع العلم الصهيوني القذر في فلسطين و العرب متلهون بهذا الوباء التكفيري الذي نشره نظام المافيا السعودي في المنطقة ، لكن المهم أن بيريز قد رحل و لا يزال مروان البرغوثى حرا رغم الأسر .