الصحف الأجنبية: قيادي من ’النصرة’ يؤكّد تلقّي جماعته دعمًا اسرائيليًا
علي رزق
نقلت صحف غربية عن أحد قياديي "جبهة النصرة" قوله إن الجماعة الارهابية تتلقى دعمًا من كيان الاحتلال الاسرائيلي، وإن ضباطًا اسرائيليين وأميركيين وسعوديين وغيرهم وصلوا الى حلب الشرقية من أجل تقديم المساعدة لـ"النصرة" وأتباعها في ظلّ الحصار الذي يفرضه الجيش السوري وحلفائه على المسلّحين في تلك المنطقة.
بموازاة ذلك، قال وزير الحرب الاسرائيلي السابق موشي يعالون إن إيران تشكل تهديدًا أكبر بكثير من "داعش" للمصالح الغربية، على حدّ تعبيره، وأشار الى وجود رؤية مشتركة بين "إسرائيل" والدول الخليجية تجاه ايران.
"إسرائيل تدعم النصرة"
أجرى الصحفي الالماني "JurgenTodenhofer” مقابلة مع أحد قادة جبهة النصرة نُشرت في جريدة "KolnerStadzanzeiger” الالمانية، جاء فيها أان القيادي في "النصرة" الملقّب بأبو العز أكد أن" النصرة تابعة لتنظيم "القاعدة"، مضيفًا أن "الأساليب التي تعتمدها "النصرة" قد تغيّرت، حيث أعطى مثلًا ان كيان الاحتلال أصبح يدعم النصرة لأن "إسرائيل" "بحالة حرب مع سوريا و حزب الله".
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، قال "ابو العز" إن الأخيرة تدعم "المعارضة" ولكن ليس بشكل مباشر، إنما "تدعم الدول التي تدعمنا، وصواريخ "التاو" الاميركية المضادة للدبابات هي التي مكّنت "النصرة" من السيطرة على بعض المناطق.
"ابو العز" أشار بحسب الصحيفة الألمانية، الى أن صواريخ التاو وصلت الى "النصرة" بشكل مباشر وليس عبر طرف ثالث، حيث قال إنه تم تسليم هذه الصواريخ الى "مجموعة معينة" (ضمن جبهة النصرة)، وإن ضباطا اتراك وقطريين و سعوديين وإسرائيليين واميركيين وصلوا الى شرق حلب عندما تم قطع طرق الامداد ومناطق شرق حلب التي تسيطر عليها النصرة و المجموعات المسلحة المتحالفة معها، وتابع: "هؤلاء الضباط كانوا خبراء باستخدام الاقمار الصناعية و الصواريخ وفي مهمات الاستطلاع و غيرها من المجالات، والاميركيون يقفون الى جانبنا ولكن ليس كما ينبغي"، وأردف "السعودية أعطت "النصرة" وحلفائها مبلغ 500 جينيه استرليني من اجل السيطرة على الكتيبة رقم 47"، كذلك كشف ان الكويت قدمت مبلغ مليون و نصف مليون دينار كويتي من اجل السيطرة على مدرسة المسلمية الاعدادية، وان السعودية قدمت مبلغ خمسة مليون دولار اميركي للغرض نفسه.
ولفت أبو العز بحسب ما نُسب اليه، الى أن الأموال هذه جاءت من الحكومات و ليس من الافراد، وقال إن جماعته ستقاتل كل من روسيا والغرب، مضيفًا إن الغرب لا يقدم الدعم المطلوب.
وفيما يخص اتفاق وقف اطلاق النار، شدد "ابو العز" على أن جماعته لا تعترف بهذا الاتفاق، مضيفًا أنه ستتمّ إعادة تموضع عناصر "النصرة" والجماعات التي تدور بفلكها، وتابع ان النصرة وحلفائها سيشنون خلال الايام القليلة المقبلة هجومًا كبيرًا ضد قوات النظام السوري، وانه تم اعادة نشر عناصر المجموعات المسلحة من النصرة وغيرها في محافظات مثل حمص وحلب وادلب وحما.
شخصيات إسرائيلية تتحدث عن رؤية مشتركة مع الدول الخليجية حيال ايران
من ناحية أخرى، نشرت صحيفة "لوس انجلس تايمز" مقالة لوزير الحرب الاسرائيلي السابق موشي يعالون أشار فيها الى أن الزعماء السياسيين في أميركا من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يقولون إن القضاء على "داعش" أهمّ أولوية لأميركا في الشرق الأوسط، وأضاف إن "مواجهة إيران تعتبر أهمّ بكثير من مواجهة "داعش"، زاعماً بان ايران تشكل خطرًا أكبر بكثير على المصالح الغربية، وتابع "الاتفاق النووي بين طهران ودول الخمس زائد واحد أعطى لإيران مجالًا واسعًا لتوسيع نفوذها في المنطقة، إذ أنها لم تعد تخشى "الخيار العسكري الاميركي"، على حد وصفه.
وتابع يعالون إن "إيران الداعم الاساس لما أسماه "نظام الابادة الجماعية في سوريا"، كما زعم بأن إيران تؤجج النزاع في اليمن من خلال اإسال السلاح الى جماعة انصار الله، مدّعيًا بأن طهران تستخدم وكلاءها من أجل "تقويض البحرين و السعودية".
وشدد يعالون على ضرورة أن تتعاون الدول القلقة من إيران من اجل منعها من استغلال الاتفاق النووي بغية إعادة رسم الخارطة السياسية في الشرق الاوسط، على حد تعبيره، ودعا الى تكثيف عمليات التفتيش للمنشآت النووية الايرانية وليس فقط من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تحدث عن ضرورة ممارسة الضغوط على ايران في مجالي برنامج الصواريخ البالستية و ما اسماه دعمها للارهاب.
واعتبر يعالون أن القضية الفلسطينية غائبة في اطار العلاقت بين "اسرائيل" والدول العربية السنية" وأن "العرب و"إسرائيل" هم في نفس المركب ويواجهون التهديدات المدعومة إيرانيًا التي تحيط بنا في كل مكان"، على حد قوله، كما أشار الى أن "إسرائيل" ودول الخليج متفقتان إجمالاً على كيفية مواجهة هذه "التهديدات".
وفي الختام، قال يعالون إن ما تفتقد اليه "إسرائيل" والدول الخليجية هو الدور القيادي من قبل الغرب واميركا بالأخصّ، وأضاف أن أوباما أو خليفته سيجد كل من العرب والاسرائيليين" شركاء مستعدين في حال تغيرت الاولويات الاميركية ولعبت واشنطن دورًا قياديًا بالضغط على ايران من اجل إنهاء ما اسماه سياستها "التي تزعزع الاستقرار".
أولويات أميركا في سوريا هي الإطاحة بالأسد وإضعاف إيران
من جهته، كتب "Michael Brenner” مقالة نشرت على موقع "Sic Semper Tyrannis” (وهو موقع يديره الضابط العسكري الاميركي السابق المعروف Pat Lang)، أشار فيها الى مؤتمر عقد مؤخرًا بجامعة تكساس حضرته شخصيات اميركية بارزة من بينهم مدير الاستخبارات القومية الاميركي "جيمس كلابر" ومستشار الامن القومي الاميركي الاسبق (في ادارة جورج بوش الابن) "Stephen Hadley” والسفير الاميركي الاسبق لدى العراق "John Negroponte” اضافة الى مسؤولين استخبارتيين و عسكريين سابقين و غيرهم.
ولفت الكاتب الذي حضر المؤتمر الى ان كلام المشاركين يفيد بوجود إجماع في الاولويات الاميركية في سوريا والتي هي:
- إحباط المحاولات الروسية لممارسة نفوهذا و تثبيت موقعها في سوريا.
- التخلص من الرئيس السوري بشار الاسد، حيث قال الكاتب هنا ان اميركا يبدو انها قطعت وعودًا للاسرائيليين والاتراك والسعوديين بتحقيق هذا الهدف، مضيفًا أن واشنطن تستجيب لرغبة كل من كيان الاحتلال الاسرائيلي وتركيا والسعودية.
- تهميش وإضعاف ايران من خلال "كسر الهلال الشيعي".
- إضعاف وتفتيت "داعش" إذ إن النجاح بتحقيق ذلك يمكن أن يغطي على الفشل بكل المجالات الاخرى.
-ضمان تواجد عسكري اميركي دائم في العراق، ممّا يعني تحقيق ما فشلت أميركا بتحقيقه عام 2008.
-تسهيل تقسيم العراق من خلال ضم بعض المناطق السورية ببعض المناطق العراقية.
- تسهيل إنشاء شكل من أشكال الكيان السني في الانبار وشرق سوريا. وهنا لفت الكاتب الى أن المشاركين لم يسألوا عن كيفية منع بقايا "داعش" من استهداف هذا الكيان او كيفية منعها من الوقوع بايدي تنظيم القاعدة.
ونبّه الكاتب الى أنه لم يتم التطرق إطلاقًا الى "تحالف واشنطن الضمني مع القاعدة في سوريا"، كما لم يتم التطرق الى ممارسة الضغوط على تركيا و السعودية من اجل وقف دعم المتطرفين. ولفت أيضًا الى أن احداً لم يتطرق الى ذكر "إسرائيل" او فترة "ما بعد الاسد" في سوريا.