kayhan.ir

رمز الخبر: 45551
تأريخ النشر : 2016September24 - 21:08

ممن تطالب اجرك؟!


حسين شريعتمداري

يحكى في سالف الايام ان شخصاً اعتاد ان يقترض من الآخرين ولايفي باسترجاع ما في ذمته بالرغم من المواثيق والكتب المغلظة عليه فلم يجد المقرضون بداً سوى اللجوء الى القاضي ويقدموا شكايتهم ضده، فحكم القاضي لصالح الشاكين وأمر ان يجلسوه على حمار بالمقلوب وينادى في طرقات المدينة بانه رجل لاوفاء ولاوعد له فاحذروا من التعامل معه. وحين المساء طلب صاحب الحمار اجرته من الشخص المحكوم، فقال له اي اجر تطلبه وانت تنادي لساعات باني مجرم وسارق وتحذر الناس من التعامل معي، وقد ابيت ان اعطي قروض الناس المكتوبة علي وتريد انت الآن اجرة حمارك!

بالامس صرح رئيس الجمهورية خلال عودته من نيويورك في مؤتمر صحفي، وفي اشارة الى عدم وفاء اميركا في تطبيق عهودها المترتبة على خطة العمل المشترك، قائلاً؛ ان اميركا وعدت ان تصلح في مسار تطبيقاتها، وان اي دولة من الدول المشتركة في الاتفاق النووي؛ ايران و 1+5، اذا تخلفت وتقاعست في تطبيق عهودها سيوجه لها انذاراً واذا لم يشفع الانذار، ستعقد جلسة على مستوى المدراء وبالتالي على مستوى الوزراء. مضيفاً: لقد عقدت في نيويورك جلستان على مستوى المدراء والوزراء، وقالت هذه الدول لاميركا، ان ما تفعليه لا يتطابق وخطة العمل وعليك اصلاح نهجك، فتعهدت اميركا باصلاح مافات!

ان السيد روحاني لم يبن كيف ان اميركا التي لاتلتزم بما هو مدون، وحسب قوله «معاهدة دولية» وتخلق كل يوم ذريعة جديدة، كيف نتوقع ان تلتزم بكلمات في الهواء؟!

لقد مضت سبعة أشهر على وقت تنفيذ خطة العمل المشترك، ولم تقدم اميركا قبال الامتيازات التي حصلت عليها من ايران الاسلامية سوى حفنة من الوعود، لم تف بواحدة منها الى الآن. فالعقوبات سارية كما كان والتعاملات المصرفية محظورة، ولم تسدد عائدات ايران المجمدة، وتتوالى العقوبات الجديدة في كل مناسبة، ويتم مصادرة ارصدة ايران بذرائع واهية، و ... فهل نتفاءل بما صرح به السيد روحاني من ان اميركا قد وعدت باصلاح مافات؟ ان اصلاح النهج مصطلح مطاطي للتملص من التعهدات التي هي بذمة اميركا حسب الاتفاق النووي.

وبالطبع ان ما يؤسف له ومع الاعتذار من رئيس الجمهورية، لابد من القول، انه بعد ساعات عدة لكلمة روحاني في الجمعية العامة للامم المتحدة، قالت«سحر نوروز زاده» المتحدثة باسم الخارجية الاميركية وهي من اصول ايرانية، والتي كانت سابقاً منتسبة في البنتاغون، واحد اعضاء الفريق الامني لاوباما، في معرض اجابتها لتساؤل مراسل صوت اميركا؛ «ينبغي ان اؤكد ان اميركا قد التزمت بجميع تعهداتها حيال خطة العمل المشترك»! وهذا يتناقض وما صرح به السيد روحاني في مؤتمرة الصحفي.

فقد صرح الرئيس روحاني خلال المؤتمر الصحفي وفي معرض الاشارة الى الجلسة المشتركة لوزراء خارجية ايران ودول 1+5، وما تعهدت به اميركا في اصلاح نهجها حيال خطة العمل، قائلاً: «انه موضوع مهم للغاية ان يكون لست دول موقفاً موحداً في اول جلسة مشتركة تجمعهم، اي الموقف ذاته الذي كان لايران، وهو الموقف الذي التزمت به الدول الست، من هنا يعتبر توفيقاً ان نستفيد من اجواء خطة العمل المشترك، وكذلك اذا شهدنا تخلفاً نتعامل حياله بحزم، فيما نوفي بتعهداتنا كما تفضل سماحة القائد، مادام الجانب الآخر يوفي بتعهداته». الا ان السيد روحاني يقول ان جميع الدول قد اعترضت على اميركا لم لا تلتزم بتعهداتها. من هنا لما تعلن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية بشكل رسمي؛ ان اميركا قد عملت بجميع تعهداتها حيال خطة العمل. فان اقل ما نحتمله من الدول المذكورة اعلاه ان تتخذ موقفا حيال تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الاميركية وتعترض عليها، انه لماذا تتخذ موقفاً يتقاطع ما حصل في الجلسة المشتركة لوزراء خارجية ايران و دول مجموعة 1+5، حين كان للجميع -حسب ماقاله روحاني- موقفاً موحداً؟ وهنا يحصل تناقض بين ما ادعته المتحدثة باسم الخارجية الاميركية بالتزام حكومتها بجميع التعهدات مع ما تعهدت به اميركا باصلاح نهجها في تنفيذ بنود خطة العمل المشترك. الا انهم لم يعترضوا لماذا؟! اليس سكوت هذه الدول دليل على امرين؛ انه لم يحصل اي تعهد من قبل اميركا، وكلما في الامر هو تفاؤل السيد روحاني الذي لا يسمن من جوع!

واذا كان هناك تعهد فهو كسابقاتها من التعهدات الاميركية الخاوية؟! فعلى سبيل المثال لم يصدر عن الحكومة الفرنسية اي اعتراض خلال الاشهر الثمانية حيال اميركا؟ و ...؟! فيما شدد الرئيس روحاني في مؤتمره الصحفي انه اذا حصل تخلف سنواجهه بحزم، وينبغي القول انه خلال اكثر من سبعة اشهر من تنفيذ خطة العمل، تملصت اميركا كثيراً عن الالتزام بتعهداتها، فيما تدعي الآن صراحة بانها قد نفذت جميع ما عليها من الالتزامات التي فرضتها خطة العمل! من هنا فهل لم يحن الوقت لنقدم بحزم على اجراء متبادل؟!

ولكن وللاسف الشديد، وبالرغم من التحذيرات المتكررة التي اطلقها المتحرقون، فان الامتيازات التي قدمناها لاميركا غير قابلة للاسترجاع. ولم يبق امامنا، بالنظر للنهج الذي واجهناه وسيواجهنا مستقبلاً، إلا العودة الى نقطة البداية وتأهيل منشآتنا الثمينة التي خسرناها مجاناً.