kayhan.ir

رمز الخبر: 45497
تأريخ النشر : 2016September23 - 20:49
مؤكداً أن ايران تعارض أي فتنة بين المسلمين، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك..

الرئيس روحاني: على السعودية الكف عن سياسة الكراهية ودعم الجماعات المسلحة ووقف عدوانها على اليمن



* الشعب اليمني الأعزل يتعرض لقصف وحشي وأفغانستان وفلسطين المحتلة لا تزالان تعانيان من العنف والمشاكل

* يجب الالتزام بكل بنود الاتفاق النووي والتنصل عنها سيوجد رؤية غير بناءة تجاه اميركا او اي دولة تتنصل

* الارهاب هو نتيجة الستراتيجيات الامنية للقوى الكبرى، ولايمكن لها توفير أمنها على حساب زعزعة أمن الاخرين

* الاتفاق النووي نهج جديد واسلوب مبدع للتعاطي البناء من اجل حل وتسوية الازمات والتحديات العالمية سلميا

* تلكؤ اميركا في تنفيذ تعهداتها القانونية بخصوص الاتفاق النووي خطأ ستراتيجي يجب تلافيه فورا

* الارهاب لا يعترف بالحدود وانتشر في كل مكان ولابد من مضاعفة الجهود من اجل القضاء على هذه الظاهرة

طهران - كيهان العربي:- اكد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني ان التوجه الإيراني يعارض اثارة الفتنة بين الجميع ويدعو لحل أزمات المنطقة، مشيرا الى ان مستقبل المنطقة رهن بمواجهة التحديات الأمنية الناجمة عن فقدان الدول شرعيتها دون مشاركة شعوبها.

واكد الرئيس روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، قائلاً: ان استتباب الامن في منطقة مقابل انعدامه بمنطقة أخرى يوسع من دائرة اللامن في العالم مؤكدا على انه لا ينبغي السماح بان تتكرر تجربة تجزئة منطقتنا مرة اخرى.

واشار رئيس الجمهورية، الى ان الشعب اليمني الأعزل يتعرض لقصف وحشي وأفغانستان وفلسطين المحتلة لان لا تزالان تعانيان من العنف والمشاكل، مطالبا السعودية: بالتوقف والكف عن السياسات المثيرة للخلاف والتعدي على حقوق جيرانها ودعم الجماعات المسلحة.

كما طالب الرئيس روحاني السلطات السعودية بان تحافظ على ارواح الحجاج وتتقبل مسؤوليتها تجاه شعوب المنطقة.

وتوقع، ان تشهد الجمهورية الاسلامية في ايران ازدهارا اقتصاديا في الاشهر المقبلة، مؤكدا ان الضغوط واجراءات الحظر غير الشرعية ضد ايران فشلت في النهاية.

واضاف: يجب الالتزام بكل بنود الاتفاق النووي والتنصل عنها سيوجد رؤية غير بناءة تجاه اميركا او اي دولة تتنصل عنها.

واعتبر الرئيس ن روحاني، ظاهرة الارهاب بانها نتيجة للاستراتيجيات الامنية للقوى الكبرى، مؤكدا بان توفير الامن في نقطة ما في العالم ليس ممكنا على حساب زعزعة الامن في مناطق اخرى في العالم.

واضاف الرئيس روحاني: يمر اليوم اكثر من 15 عاما على الكارثة الارهابية التي وقعت في نيويورك بالذات، كارثة اثرت ابعادها الانسانية على الجميع، واضاف: في ذلك اليوم لم يكن احد يتصور بان هذه الحادثة ستكون هي نفسها ارضية لوقوع كوارث اكبر وتؤدي الى حرب مدمرة في الشرق الاوسط واتساع نطاق زعزعة الامن في العالم وهذه الحرب زرعت بذور الارهاب بلا حدود في مختلف انحاء الكرة الارضية.

وتساءل رئيس الجمهورية، لماذا اصبح العالم في مثل هذه الظروف؟ وما هي التوجهات والسياسات والاجراءات الخاطئة التي وفرت الارضية لاتساع نطاق زعزعة الامن في العالم؟ وما هي رؤيتنا لصورة الاعوام الـ 15 القادمة؟ .

واعتبر، ان الامن اضحى قضية عالمية، في الوقت الذي تركزت غالبية جهود القوى العالمية الكبرى خلال هذه الاعوام على استخدام مختلف اساليب القمع والتدخلات العسكرية بذريعة ازالة هواجس زعزعة امن مواطنيها، مضيفا لربما يمكن اعتبار ظاهرة الارهاب بلا حدود والعنيف والمتطرف نتيجة الاستراتيجيات الامنية للقوى الكبرى خلال الاعوام الـ 15 الماضية.

واعتبر الرئيس روحاني، ان الدرس الكبير الذي يمكن استخلاصه من تحليل هذا المسار هو ان توفير الامن في نقطة ما من العالم بثمن زعزعة الامن في نقاط اخرى ليس ممكنا، بل سيؤدي ايضا للمزيد من زعزعة الامن.

وتابع رئيس الجمهورية قائلا: ان الامر بلغ بان يدعي الارهابيون تاسيس دولة لهم في الشام والعراق وليبيا، والادهى والاكثر حزنا انهم اخفوا نواياهم الخبيثة وراء ادبيات الدين وعمدوا من خلال ترويجهم للتعاليم المتطرفة والتكفيرية لتحويل دين الرحمة والمحبة الى اداة للعنف والرعب.

اعتبر، الاتفاق النووي (خطة العمل المشترك الشامل) نهجا جديدا واسلوبا مبدعا للتعاطي البناء من اجل حل وتسوية الازمات والتحديات سلميا، مؤكدا بان اي انتهاك للعهد من جانب الولايات المتحدة في تنفيذ الاتفاق سيؤدي للمزيد من عدم مصداقيتها على المستوى العالمي.

وقال الرئيس روحاني: رغم مشاكل اليوم فانني على ثقة بغد مفعم بالامل ولا يساورني الشك باننا يمكننا التغلب على هذه المشاكل.

واضاف: ان تجربة المفاوضات بين ايران والدول المعروفة بمجموعة '5+1' والوصول الى 'برنامج العمل المشترك الشامل' (الاتفاق النووي) انموذج ناجح لسياسة الاعتدال والتعاطي البناء واللجوء الى الحوار الذي انهى باتخاذه نهج الكل رابح 'ربح –ربح' ازمة غير ضرورية لكنها معقدة وطويلة.

واكد بان هذا الاتفاق ومن خلال اعتماد آليات مؤسسة للثقة وانهائه اتهامات مزيفة 'الابعاد العسكرية المحتملة' وقبوله ممارسة حق التخصيب، قد اكد البرنامج النووي السلمي الايراني وانهى هواجس مفتعلة وازال اجراءات حظر ظالمة ضد ايران.

وشدد انه فضلا عن حل الملف النووي، ترافق الاتفاق النووي بدروس مهمة لحل وتسوية المشاكل العالمية المعقدة، واضاف، ان الاتفاق النووي ليس اتفاقا سياسيا فحسب بل هو نهج جديد واسلوب مبدع للتعاطي البناء من اجل حل وتسوية الازمات والتحديات.

وقال رئيس الجمهورية: انه وبغية ان نستطيع الاستفادة من دروس الاتفاق النووي لا ينبغي علينا ان ننسى ابدا بان الضغوط والحظر والتهديدات غير المشروعة التي كانت مخططة لازالة كل منشآت التخصيب قد آلت الى الفشل وان مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اقرا رسميا البرنامج النووي السلمي الايراني.

وتابع قائلا، ان الولايات المتحدة تعلم جيدا بان الاتفاق هو الان وثيقة متعددة الاطراف وان الاهمال من جانب اميركا في تنفيذه يعد مخالفة دولية ويثير احتجاج المجتمع العالمي وان اي انتهاك للعهد في تنفيذ الاتفاق النووي سيزيد عدم مصداقية الولايات المتحدة على مستوى العالم.

وشدد على ان تلكؤ الولايات المتحدة في تنفيذ تعهداتها القانونية خلال الاشهر الاخيرة يعد خطأ استراتيجيا يجب التعويض عنه فورا، معربا عن اسفه لان مثل هذه الاجراءات غير القانونية حدثت من قبل ايضا واحدث مثال على ذلك هو قرار المحكمة العليا الاميركية في تاييدها قرصنة مليارات الدولارات من اموال الشعب الايراني خلال الاعوام الماضية واضاف، ان مثل هذه التجربة اثبتت للعالم بان مجاميع الضغط الصهيونية يمكنها عبر قرارات الكونغرس غير المبررة ارغام اعلى مؤسسة قانونية وقضائية اميركية على انتهاك المبادئ الاكثر بداهة في مجال الحقوق العرفية والعقدية.

واكد الرئيس روحاني بان ايران وبعد 8 اشهر من رفع الحظر الظالم تمكنت بثبات حكومتها وشعبها والحضور المتزايد للشركات الدولية من تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 4 بالمائة وخفض التضخم الى رقم احادي.

وقال، انه وبفضل الباري تعالى وثبات الحكومة والشعب الايراني والحضور المتزايد للشركات الدولية من مختلف مناطق العالم، وبعد 8 اشهر فقط من رفع الحظر الظالم شهدت مسيرة تحسن الظروف الاقتصادية في ايران باعتبارها الدولة الاكثر امنا والاكثر جدوى اقتصادية للاستثمارات والمشاركة في المنطقة، نموا في ربيع العام الجاري بنسبة 4 بالمائة وخفض التضخم الى رقم احادي والاقتراب من حجم الانتاج والصادرات النفطية لما قبل فترة الحظر وسنشهد المزيد من الازدهار الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي في ايران.

واكد ان ايران تعد ضمن عدد قليل من الدول النفطية التي تمكنت من السيطرة على تاثيرات الانخفاض الشديد في اسعار النفط عام 2014، واضاف، اننا وفي ظل القيام باصلاحات اقتصادية ورعاية الانضباط النقدي والمالي مع الحفاظ على منجز خفض نسبة التضخم، قد عززنا الثبات والتوقعات الاقتصادية وان نوفر عبر هذا الطريق الارضية للمزيد من الاستثمارات في الاقتصاد.

واضاف، ان نمو الاقتصاد الايراني سيصل حتى نهاية العام 2016 الى نحو 5 بالمائة ووفقا لجميع التوقعات الداخلية والدولية ستحظى ايران في العام الجاري باعلى نمو متوقع بين الدول النفطية.

واكد في الختام قائلا: رغم جميع الصعاب فانني اعتقد بعمق ان الاعتدال سيتغلب على التطرف، والسلام على العنف، والحكمة على الجهل، وبالتالي العدالة على الظلم والجور، مردفا القول، ان المهم هو الايمان والامل والتحرك والعمل في مسار تحقيق السلام والعدالة ولا شك ان الباري تعالى سينصر محبي السلام والعدالة والاعتدال 'ولينصرن الله من ينصره، ان الله لقوي عزيز'.

وخلال حديثه للمراسلين قبيل مغادرته نيويورك عائداً الى العاصمة طهران، قال الرئيس روحاني انه للاسف نشاهد اليوم منطقة الشرق الاوسط تعيش حالة من انعدام الامن وعدم الاستقرار، ولايمكن للعنف والتطرف ان يبقيا داخل منطقة الشرق الاوسط والى الابد، فقد انتقلا الان الى مناطق اخرى من العالم.

واضاف: لقد راينا ان الارهاب لا يعترف بالحدود، فقد انتشرت ظاهرة الارهاب المشؤومة في اوروبا واميركا واسيا وافريقيا وفي جميع انحاء العالم، ولابد من مضاعفة الجهود من اجل القضاء على هذه الظاهرة.

واعرب الرئيس روحاني عن ارتياحه لان تكون ايران سدا منيعا وكبيرا ضد الارهاب والقاعدة و'داعش' ، واضاف ان على العالم ان يكون جادا في قضية مكافحة الارهاب ، وان خطر الارهاب لا يهدد منطقتنا فقط ، بل يهدد الانسانية والعالم اجمع ، ولابد ان نضع حدا لهذه المشكلة عاجلا ام اجلا.

واشار الى انه طرح في كلمته ولقاءاته قبل ثلاثة اعوام في الامم المتحدة موضوعين، الاول التاكيد على انه بالامكان حل اكثر القضايا تعقيدا من خلال الحوار والثاني دعوته من على منبر الامم المتحدة الى اصدار قرار لجعل العالم خال من العنف والتطرف ، معربا عن امله بان يتم المصادقة على هذا القرار.

واعرب الرئيس روحاني عن ارتياحه لحل الموضوع النووي الايراني بالطرق السلمية وقال ، لقد مضى على الاتفاق النووي 8 اشهر ، ويهمنا ان نقول للعالم ان ايران لم يكن لديها برنامج للاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل.

واشار الى الحظر الذي فرض على ايران وقال ان الحظر كان وسيلة خاطئة منذ البداية وقد تضرر منها الجميع.

واوضح ان هناك قضيتين مهمتين بخصوص الحظر ، الاولى هي الطاقة (النفط والغاز) ، حيث تم رفع الحظر في هذا المجال بالكامل ، الا ان هناك مشاكل في مجال العلاقات المصرفية وعلى الاطراف الاخري ان تلتزم بتعهداتها في هذا الشان.

هذا وعاد الرئيس روحاني أمس الجمعة الى العاصمة طهران بعد مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين.

وكان سيادته قد وصل نيويورك يوم الثلاثاء الماضي للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ، وكان في استقباله في مطار كيندي السفير الايراني الدائم في الامم المتحدة واعضاء البعثة الايرانية في المنظمة الدولية.

والتقى الرئيس روحاني على هامش الاجتماع بعدد كبير من رؤساء وزعماء العالم وبحث معهم العلاقات الثنائية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

والقى رئيس الجمهورية أمس الجمعة كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، كما عقد مؤتمرا صحفيا تطرق فيه الى مجمل القضايا الاقليمية والدولية.