دول إقليمية أبلغت فصائل مسلحة : الحل السياسي ’على السكة’
نضال حمادة
قالت مصادر في المعارضة السورية في ان دولًا اقليمية راعية للحرب على سوريا أبلغت فصائل في المعارضة السورية ان الحل السياسي في سوريا قد بدأ، وان على هذه الفصائل الاستعداد لخوض نوع جديد من القتال ضد التنظيمات المصنفة إرهابية وهي حاليا "داعش" و"جبهة فتح الشام"، وقالت المصادر ان اجتماعا حصل في العاصمة الاردنية عمان قبل اسبوعين، حضرته حركة "أحرار الشام" وفصائل محسوبة على "الجيش الحر"، وغابت عنه أخرى كـ "داعش" و"جبهة فتح الشام" و"جيش الاسلام"، واضافت المصادر ان الاجتماع حصل خارج اطار عمل غرفة الموك وليس له اية علاقة بها، وإنما خصص لإبلاغ ممثلي الفصائل الحاضرة بمستجدات المباحثات الروسية الامريكية، واشارت المصادر الى حضور ممثلين عن قطر وتركيا والاردن في الاجتماع، وقد اشار هؤلاء الى ان المرحلة القادمة سوف تكون تحت عنوان "الحرب الدولية على الارهاب"، وأن على الفصائل السورية التي تحارب نظام الرئيس بشار الاسد ان تحفظ رأسها ووجودها عبر الانضمام لهذه الحرب التي ستخوضها كل من روسيا وامريكا في سوريا.
المصادر المعارضة قالت ايضا اننا نعيش في سوريا مرحلة ما قبل الصحوات في العراق، حيث استخدم جزء من الجماعات المسلحة التي قاتلت في الخندق نفسه مع تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين ضده في معارك انهت وجوده في العراق، كما انها ساهمت في اختفاء تنظيم "دولة الاسلام في العراق" لعدة سنوات، قبل ان يعود للظهور تحت مسمى "داعش"، مستغلا اندلاع الحرب في سوريا، واضافت "اننا فعلا نكرر السيناريو العراقي الذي شهد اغتيال قيادات عسكرية مؤثرة وفاعلة في تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين عندما قتل الزرقاوي ثم عند اغتيال ابو عمر البغدادي الامير الاول لدولة العراق الاسلامية ومعه ابو حمزة المصري خليفة الزرقاوي في تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وشبهت المعارضة اغتيال المسؤول العسكري البارز في جبهة في جبهة فتح الشام (جفش) ابو عمر سراقب، وقبله اغتيال ابو محمد العدناني بمقتل الزرقاوي وابو عمر البغدادي عام 2006، فالظروف نفسها والجماعات نفسها، حيث ان الانقسامات والصراعات تنهش كل الفصائل المحاربة في سوريا، كما كان حال الفصائل السلفية المحاربة في العراق.
القرار الاقليمي : الحل على السكة
المصادر السورية المعارضة تقول ان "عملية اندماج الفصائل في الشمال السوري تحت اسم واحد وقيادة موحدة باءت بالفشل" بعدما ابلغت حركة احرار الشام الدولتين الراعيتين لها حاليا (تركيا والاردن) انها ترفض الأندماج في جسم واحد مع جبهة فتح الشام (جفش) وهي النصرة سابقا، واضافت ان صراعا كبيرا يدور في تنظيم "أحرار الشام" بين الجناح العسكري في الحركة الذي يقوده ابو صالح الطحان الذي يحمل افكارًا قريبة من افكار الجولاني ويسانده في هذا الشرعي السابق في الحركة ابو محمد الصادق، وبين الجناح السياسي الذي يقوده أبو يحي الحموي والناطق الرسمي باسم الحركة لبيب النحاس، والشخصيتان تحسبان على جماعة الاخوان المسلمين في سوريا، وقالت المصادر ان جبهة فتح الشام تشهد ايضا انشقاقات في صفوفها، وخاصة في الجنوب بعد انشقاق ابو جلبيب الاردني الذي جمع حوله العشرات من المقاتلين الاجانب والاردنين، ويبدو ان المخابرات الاردنية تشجع هذا الانشقاق حسب المصادر المعارضة، فضلا عن ابتعاد ابو محمد المقدسي واياد القنيبي عن الجولاني، حيث يعمل الاثنان على تشكيل تنظيم جديد للقاعدة في سوريا يشبه تنظيم طالبان في افغانستان، خال من الاجانب في مراكز القيادة والقرار، ودون اظهار الجسم الاجنبي في صفوف مقاتليه، مع تبني خطاب قطري سوري بحت.